هكذا جاءت نتائج زيارة ممثلي الجولاني لموسكو... و"خارجيته" تستخدم مصطلحات قبيحة _ حسان الحسن

السبت 02 آب , 2025 09:23 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يبدو جليًا أن التأثير الروسي في الواقع السوري الراهن لا يزال فاعلًا بقوةٍ؛ على الصعيدين العسكري والسياسي، كذلك على الصعيد الاقتصادي والمالي، فروسيا كانت تزوّد سورية بالقمح، ولموسكو مستحقاق مالية على دمشق، جرّاء ذلك، "وقد يكون لا يزال القمح الروسي يصل إلى الإهراءات السورية حتى الساعة"، هذا ما ألمحت إليه مصادر سورية عليمة، لكن من دون أن تؤكد ذلك.
لا ريب أن الدور الروسي كان أيضًا حاضرًا منذ اللحظات الأولى لسقوط الدولة السورية، في الثامن كانون الأول الفائت، فمعلوم أن "قوات أحمد العودة" المنتشرة في الجنوب السوري، والمدعومة من موسكو، هي أي (القوات) التي سيطرت على مبنيي وزارة الدفاع وأركان الجيش السوري، قبل وصول إرهابييي "جبهة النصرة في تنظيم القاعدة"، بقيادة أبي محمد الجولاني إلى العاصمة السورية. 
كذلك أمنّت "قوات العودة" الحماية لآخر رئيس وزراء في الدولة السورية؛ محمد غازي الجلالي، الذي نقل السلطة بهدوء إلى الجولاني، في كانون الأول الفائت.
 إذًا، الدور الروسي في سورية لم ولن يغيب.. أمام هذا الواقع، جاءت زيارة "وزيري الخارجية والدفاع في سلطة الأمر الواقع في دمشق" أسعد السيباني ومرهف أبو قصرة، إلى العاصمة الروسية، في الآونة الأخيرة. ولا ريب أن "زيارة وزير الخارجية والدفاع في سلطة الجولاني" لموسكو، تؤشر إلى محاولة تجديد التفاهمات العسكرية والسياسية السورية- الروسية، وإعادة تفعليها.
فعلى الصعيد العسكري، لا تزال القوات الروسية موجودة في مرفأ طرطوس، وقاعدة حميميم الجوية، والأبرز في هذا المجال، هو الوجود العسكري الروسي في مطار القامشلي، في الشمال السوري، حيث يعتزز هذا الوجود بقوةٍ وفاعليةٍ يوميًا، بحسب تأكيد مصادر متابعة.
وفي سياقٍ منفصلٍ، يلفت مرجع وخبير في الشأن السوري إلى أن "موسكو بوسعها أن تؤدي دورًا على خط العلاقة بين دمشق وتل أبيب"، ولا يستبعد أن "يكون أن ملف العلاقة الصهيونية بسلطة الجولاني حاضر في لقاءات ممثلي هذه السلطة، مع المسؤولين الروس، لما للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من علاقاتٍ جيدةٍ تربطه بالمسؤولين في الكيان "الإسرائيلي"، ويمكنه أن يؤدي دورًا فاعلًا في هذا المجال". وما يرجّح أحقية هذه الفرضية، هو أن زيارة "وزيري الخارجية والدفاع في سلطة الجولاني لموسكو، جاءت وهما في طريقهما إلى أذربيجان، حيث تعقد اللقاءات بين ممثلي هذه السلطة، وآخرين عن العدو "الإسرائيلي"، على طريق تطبيع العلاقات بينهما".
واللافت جدًا في هذه الزيارة، أن لقاء بوتين  بالشيباني وأبي قصرة لم يعرض في وسائل الإعلام، خصوصاً المرئية، ما يؤشر إلى طرح موضوعات ذات إشكالياتٍ في هذا اللقاء، لم تصل إلى طريق الحل، لذا إقتصر إعلان هذا اللقاء على خبرٍ أورده الإعلام في "سلطة الجولاني" ليس إلا. 
وما يؤكد أيضًا أن نتائج الزيارة لم تكن على ما يرام، هو ما ورد في البيان الرسمي المتعلق بالزيارة الصادر عن سلطة الجولاني عينها، فقد استخدم البيان مصطلحًا بعيدًا عن لغة الدبلوماسية، وهو: "تصحيح العلاقات الروسية - السورية"، و"هذا مصطلح قبيح في لغة الدبلوماسية"، برأي مرجع دبلوماسي كبير.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل