السلاح الذي حرر.. لن يُسلَّم للعدو على طبقٍ من الخنوع

الخميس 31 تموز , 2025 08:38 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

من جديد، تُطل تل أبيب عبر نوافذها الدعائية وأبواقها الإعلامية لتبرر عدوانها السافر على لبنان بالادعاء أنها "تستهدف سلاح حزب الله". ومن جديد، تتلقف واشنطن هذه المزاعم وتغلفها بخطاب ديبلوماسي خادع عن "الاستقرار" و"السيادة" و"النأي بالنفس"، وكأنها ليست الراعي الأول للإرهاب المنظم في منطقتنا.

لكن السؤال البديهي الذي يُسقط كل هذا الهراء:
إذا كانت إسرائيل تدّعي أنها "تقصف السلاح"، فما الحاجة لحصر هذا السلاح أصلًا؟!
من لا يستطيع حماية سلاحه – بحسب منطقهم – لا يستحق امتلاكه؟ بل من لا يملك السلاح أصلًا، لا يستحق الحياة في هذا الشرق المليء بالوحوش.

مَن يطالب بسحب سلاح المقاومة اليوم، يطلب من لبنان أن ينزع عن جسده آخر ما تبقى من مناعته.
فهل ننسى أن هذا السلاح هو الذي أوقف اجتياح عام 2006؟
هل ننسى أنه منذ قيام المقاومة، لم تعد إسرائيل قادرة على احتلال مترٍ واحد من الجنوب دون أن يُقابلها نارٌ ونار؟
وهل يُمكن لعاقل أن يسحب السلاح في ظل تحليق الطائرات يوميًا فوق رؤوسنا، وفي ظل التهديدات المستمرة باجتياح وتدمير شامل؟

ثم لنسأل بوضوح: من المستفيد من نزع سلاح المقاومة؟
الشعب اللبناني؟ أم العدو الإسرائيلي الذي يعيش رعبًا يوميًا من قدرات حزب الله؟
أم واشنطن، التي تريد لبنان ضعيفًا، بلا سيادة، تابعًا، قابلًا للابتزاز والوصاية الاقتصادية والسياسية؟

ليس المطلوب اليوم "حصر السلاح"، بل إثبات القدرة على حمايته وتطويره.
ليس المطلوب أن نُقنع من لا يريد أن يقتنع، بل أن نثبت لمن يراهن علينا أننا لن نبيع دماء الشهداء من أجل رضا سفيرٍ أو قرضٍ أو لقاء في فندق مشبوه.

إن دعوات نزع السلاح اليوم ليست سوى جولة جديدة من الحرب النفسية، والضغط السياسي، الذي يُراد به شلّ لبنان من الداخل.
لكن ما يجب أن يفهمه الجميع – في الداخل والخارج – أن سلاح المقاومة ليس موضوع تفاوض، ولا مطروح للمقايضة، لأنه ببساطة ليس ملك حزب ولا طائفة ولا جهة، بل ملك كل طفل نام ليلته في الجنوب بأمان، وكل أُم لم ترتجف عند دويّ الإنفجار، وكل وطن لم يُسحق.

ولتل أبيب نقول:
أنتم تقولون إنكم تقصفون السلاح... فجرّبوا التقدم على الأرض إن كنتم صادقين!
أما أنتم في واشنطن، فحديثكم عن "الاستقرار" مفضوح، لأن من يصدر السلاح ويمنح الغطاء لحروب الإبادة لا يملك الحق بالحديث عن السلام.

ختامًا:
سلاح المقاومة هو الرد الطبيعي على الاحتلال، وهو الضمانة الوحيدة لكرامة هذا الوطن.
ومن يُرد نزع هذا السلاح، فليأتِ أولًا بحماية بديلة، وبقدرة ردع، وبسيادة لا تُباع في سوق النفط والسياسة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل