رسالة الى أهلنا المهجّرين من القرى الحدودية: لا تصمتوا.... كي تعودوا ــ د. نسيب حطيط

الخميس 31 تموز , 2025 11:19 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
على مشارف السنة الثانية من التهجير القسري لأهلنا في القرى الحدودية التي دمّرها العدو "الإسرائيلي" ويمنع إعادة إعمارها ،فيقصف الجرافات والآليات، ويدمّر كل غرفة أو بناء يقوم الأهالي بإعادة بنائه، ويستخدم مسيّراته للترهيب والتهديد ويُولغ بدمائنا ويتوغّل داخل ارضنا.
 احتل العدو "الإسرائيلي" القرى السبع الشيعية اللبنانية عند احتلال فلسطين عام 1948 التي تم الاعتراف بها باحتلالها، وفي حال بقي المسار الحكومي اللبناني والتوحش "الإسرائيلي" والأميركي يسيران في نفس الاتجاه، فإن الخطر يهدّد القرى المدمرة لتُضاف للقرى السبع، ويتحوّل سكانها الذين يتجاوز عددهم ال100 ألف لبناني الى لاجئين لبنانيين داخل وطنهم لا يعترف بمعاناتهم وخسائرهم أحد.
كل شيء مؤقت في لبنان يصبح دائماً وتخبو ناره وأخباره، حتى يصبح التهجير عادياً ومقبولاً، مادام المهجّرون المظلومون لا يصرخون ولا يتحرّكون، ويحاولون التفتيش عن "مأوى" يسكنون فيه بانتظار العودة الى بيوتهم وقراهم التي لن يبنيها الصمت، والتي يمنع إعمارها التآمر الدولي والتخاذل الرسمي، وانشغال قوى المقاومة بنفسها ،لتصبح مسؤولية المطالبة بالإعمار والتحرّك للضغط على الحكومة والدول الخارجية والعربية والهيئات الدولية مسؤولية الناس المتضرّرين، بدعم من إخوانهم للمؤازرة والمشاركة في التحركات.
ان التأخر بالضغط على الحكومة والهيئات والقوات الدولية لن يكون في مصلحة أهل القرى الحدودية ،فكلما تأخر الحراك الشعبي المدعوم من الحضور النيابي والوزاري للثنائية، صارت العودة صعبة  وأبعد  وربما مستحيلة ،بعدما أعلن العدو "الإسرائيلي" منع الإعمار، ومنع عودة السكان وتثبيت الشريط الأمني الخالي من السكان والشجر والحجر والسلاح والمسلحين، خلاف  القرار الدولي01 17 المتعلّق بالسلاح والمسلحين، والذي اعترف العدو "الإسرائيلي" بأن  المقاومة قد أخلت جنوبي نهر الليطاني، لكنه اصدر قراراً جديداً بان يكون جنوب الليطاني خالياً من السكان ومن الحياة.
فليبادر أهلنا المهجّرون من القرى الحدودية عبر المجالس البلدية والاختيارية وأئمة القرى والجمعيات التنموية والعائلية والرياضية، للتحرك السريع وفق التالي:
-   تشكيل وفود شعبية من أهالي القرى وزيارة الرؤساء والمسؤولين اللبنانيين، للمطالبة بتسريع إعادة الإعمار وقبول الهبات الدولية، خصوصاً من الإخوة في إيران والعراق.
- تشكيل لجان شعبية للضغط على القوات الدولية، لمؤازرة وحماية السكان ،لإعادة بناء بيوتهم ومنع أي دورية تفتش عن السلاح، ولا تمنع "اسرائيل" من قصف الجرافات والآليات والبيوت ،لأن مهمة القوات الدولية منع العدوان وليس التفتيش عن السلاح الدفاعي نيابة عن الاحتلال.
-   العودة الى القرى رغم المخاطر، ولتقليل الخسائر ،السكن، ابتداء في الخيام بدل بناء البيوت في المرحلة الأولى حتى يتم إلزام العدو بمنع تدمير وقصف البيوت ،سواء من الحكومة اللبنانية او عندما تعود المقاومة لفرض شروطها. 
-البدء بالاعتصام أمام المقرّات الرسمية في السراي ومجلس النواب والقصر الجمهوري والهيئات والسفارات الأجنبية ،بشكل تصاعدي والإضراب العام والاحتجاج ضد المؤسسات الإعلامية التي تحرّض ضد أهل المقاومة ،باعتبارها قنوات تساعد العدو "الإسرائيلي"، بديلاً عن إذاعة وتلفزيون "لحد" في الشريط المحتل سابقاً.
- البدء بزراعة الاشجار عند كل زيارة للقرية، لتعود الحياة ولتغطية اللون الأسود الإسرائيلي ولتكون الأشجار، بيوتنا المؤقتة ،بانتظار ان نستطيع بناء بيوتنا كما كانت وأجمل.
اننا ندعو المجلس الإسلامي الشيعي لدعوة علماء الدين وأئمة القرى ولجان الوقف لمؤتمر عام عاجل، وتحمّل مسؤوليته المعنوية والشرعية إذا لم يكن قادراً على المساعدة المادية ومراسلة المراجع الشيعية في العالم لدعم الشيعة المنكوبين في لبنان.
لا تتأخروا ... لا تصمتوا ... وطالبوا نوابكم ووزراءكم وأحزابكم وعلماء الدين ليكونوا في مقدمة فعالياتكم، ولا يكتفوا بالخطابات في جنائزكم ،واعتصموا عند كل جلسة لمجلس النواب للضغط على النواب لإقرار مشاريع الإعمار، ولإقفال أفواه النواب المحرّضين على المقاومة، وكونوا أمام السراي والقصر الجمهوري عند كل جلسة لمجلس الوزراء حتى لا يتمادى البعض بإقرار حصرية السلاح قبل الانسحاب "الإسرائيلي" وإعادة الإعمار.
قال الإمام الصدر: "لن نقبل ان يبتسم لبنان ويبقى جنوبه متألما".. يعني اننا لن نقبل أن يعُمّر لبنان ويزدهر بثمن دمائنا وسلاحنا وتبقى القرى الحدودية مدمّرة وأهلنا مهجّرين.. وسنمنع الآخرين من الرقص على اشلائنا، او أن يرقص المسؤولون ويغنّّون في مهرجانات السياحة ونحن نشيّع ونندب أحبابنا من الشهداء المظلومين.
بادروا وتحرّكوا قبل فوات الأوان... حتى لا تبقوا لاجئين...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل