أقلام الثبات
صادق الكنيست "الإسرائيلي" على قرار فرض السيادة "الإسرائيلية" على الضفة الغربية، كخطوة أولى لإعلان الدولة اليهودية على كامل فلسطين المحتلة وإلغاء حل الدولتين، وتهجير غزة وجزء من الضفة، والإبقاء على ما تحتاجه "إسرائيل" من عمال وتجنيسهم كمواطنين "إسرائيليين" من أصول فلسطينية.
القرار "الإسرائيلي" باستعادة السيادة "الإسرائيلية" على الضفة يعني إلغاءً لاتفاقيات "أوسلو"، بعد 30 عاماً من التوقيع عليها، والتي أنتجت السلطة الفلسطينية كحكم ذاتي بإشراف "إسرائيلي"، وبعد سنتين من حرب الإبادة الجماعية لغزة وتصفية المقاومين في الضفة، ورغم التنسيق الأمني للسلطة الفلسطينية مع اسرائيل ورفضها للكفاح المسلح والوقوف ضد المقاومة في غزة وتحميلها المسؤولية ،فإن إسرائيل لا تكافئ أحداً على عمالته ولا على تنازلاته ،مهما أعطاها ، فهي لا تقبل شراكة أحد ولا تعطيه مكافأة على خدماته، كما حدث لعناصر جيش "لحد" وعملائها في فلسطين وكذلك مع الدول العربية والإسلامية التي تعمل لصالحها وتحاصر المقاومة.
تقدّم "إسرائيل" وأميركا الدليل تلو الدليل بوجوب عدم الوثوق بهما وأن أي عاقل لا يرهن مستقبله وأمنه وحياته ،بالمعاهدات والمواثيق التي توقع عليها أميركا و"إسرائيل"، فأميركا تعتبر أن سيادتها وسيادة "اسرائيل" فوق كل سيادة لأي مؤسس أو هيئه قانونية أو محكمة دولية وأي دولة في العالم وقوانينها فوق القانون الدولي وتستطيعان نقض تواقيعهما ، كما فعل الرئيس" ترامب" في الاتفاق النووي الإيراني وكما تفعل اسرائيل بوقف النار في لبنان او في حل الدولتين او إلغاء السلطة الفلسطينية وإعادة احتلال الضفة الغربية.
"إسرائيل" لا تشبع، مهما اعطاها العدو والصديق وتطلب كل ما يملكون وأكثر مما يستطيعون ويروي جوني عبده؛ مدير المخابرات اللبناني، أثناء الاجتياح الإسرائيلي ان السفير الأميركي قال لبشير الجميل: هل تستطيع ان تعطي "إسرائيل" أكثر مما نعطيها ،فأجابه بالنفي، فأوضح له أنه لا يستطيع ان يرضي "إسرائيل" مهما أعطاها ...وقال له "نحن الأميركيون نعطي "إسرائيل" 99% من مطالبها، ومع ذلك "تبتزنا" بالواحد المتبقي من المائة..
أعطت السلطة الفلسطينية إسرائيل ،كل ما طلبته ، ومع ذلك ناشد رئيس السلطة "محمود عباس" العالم ، مطالباً بحماية الفلسطينيين الذين تحكمهم السلطة الفلسطينية...كحيوانات ولم يحمهم أحد !
من النعم الإلهية علينا، ان أعداءنا من الحمقى المغرورين الذين يقولون ما يريدون دون مواربة ،لأنهم لا يخافون ان يواجههم او يعارضهم أحد من العرب والمسلمين، فالملوك والرؤساء والشعوب "خُشُبٌ مسنّدة" تقتل مواطنيها وتهدي أموالها "للّات" الأميركي.
تعلن اسرائيل ، عدم التزامها بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية ولا باتفاقيات "أوسلو" وعدم التزامها بوقف النار في لبنان وتحتل جنوبي الليطاني بالنار ومنع الإعمار ، ثم يهدّد المبعوث الأميركي ضم لبنان الى "سوريا الجولانية" ووجوب نزع السلاح وتحويل الجيش اللبناني الى قوة حفظ سلام ،لردع المقاومة ،وحماية اسرائيل على نفقة اللبنانيين ويعلن ان مهلة تسليم السلاح تحدّدها "إسرائيل" وليس لبنان...!
فهل سمع المطالبون بحصرية السلاح وقرار السلم والحرب بيد الدولة ،عندما أهانهم "برّاك" وربط السلم والحرب والسلاح بيد إسرائيل!
يعوّض الفجور والغرور الأميركي - "الإسرائيلي"، تقصيرنا وقصورنا عن توضيح مظلوميتنا وحقنا المشروع ،بالدفاع عن النفس وتقدّم التصريحات والقرارات الأميركية والإسرائيلية ، الحقيقة كاملة في وضع النهار، للأغبياء والعملاء والمرجفين في لبنان، بأن لا موقع لهم في المشروع الأميركي ،وهم خدم وعبيد وعملاء ،سيتم الاستغناء عنهم ،عندما تنتهي مهماتهم ومع ذلك يمسكون بحبل المشنقة لإعدام المقاومة ولا يعلمون انهم سيكونون على منصة الإعدام ... إذا انهزمت المقاومة وأهلها ولينظروا ما أصاب الدروز في السويداء الذين شاركوا التكفيريين بالانقلاب على النظام وتحالفوا مع "إسرائيل".
"إسرائيل الكبرى" لن يكون فيها "دولة فلسطينية" ولن تترك دولاً كانت قائمة ،بل أقاليم مذهبية وقومية وكل من سيبقى فيها سيكون من "الأغيار" الذين لا حقوق لهم سوى خدمة شعب الله المختار .
هل يتّعظ ويتعلّم بعض الأغبياء والعملاء في لبنان ولا يراهنون على "ضمانات الوهم "الأميركية التي أعلن "برّاك" عدم وجودها ...ومع ذلك يستندون إليها لتبرير مطابتهم بنزع السلاح.
هل يبادر هؤلاء للتحالف مع المقاومة ،أو وقف مطالبتهم بنزع سلاحها الذي سيحميهم كما سيحمي أهل المقاومة ولبنان، ولا يساعدوا "إسرائيل" والتكفيريين على ذبحها حتى يبقوا هم أحياء.
لا خيار لنا...إلا المقاومة دفاعاً عن النفس، حتى لا يذبحنا التكفيريون كما يفعلون ضد العلويين والدروز ولا يقتلنا "الإسرائيليون" كما يفعلون في غزة ولبنان.
"إسرائيل" تقرّر احتلال الضفة وإلغاء حلّ الدولتين ــ د. نسيب حطيط
الخميس 24 تموز , 2025 12:52 توقيت بيروت
أقلام الثبات

