لبنان في عين العاصفة: خيارنا بين التبصّر والانفجار

الأربعاء 23 تموز , 2025 11:31 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

حين تتوالى الأزمات، وتلوح في الأفق بوادر الفتن، وتتفاقم الضغوط السياسية والأمنية، ويضيق علينا الواقع حتى يُنغّص حياتنا اليومية ويهدد استقرارنا النفسي، نجد أنفسنا وسط حالة من القلق والتوتر والترقّب. في مثل هذه الظروف الصعبة، من الضروري أولاً أن نتوجّه بقلوبنا إلى الله، العليم اللطيف، الذي بيده مفاتيح الحل والفرج، وهو القادر على أن يفتح لنا أبواب النجاة حين تنغلق كل السبل أمامنا.

كما أن من واجبنا أن نتحلى بالوعي والبصيرة في التعامل مع واقعنا المعقد، وأن نبتعد عن ردّات الفعل المتسرعة والانفعالات غير المحسوبة. فالتصرف تحت تأثير الغضب والتوتر، يدفعنا غالباً لاتخاذ قرارات عشوائية قد تجرّ علينا نتائج مؤلمة وعواقب وخيمة.

إن الحكمة في أوقات الفتن، وسط أجواء الشحن العاطفي والمواقف المتطرفة، تفرض علينا أن نكون أكثر هدوءاً وتعقّلاً، وأن نبتعد عن كل ما يزيد من تأجيج المشاعر أو يؤجّر الانقسامات. فالكلمة المسؤولة والموقف الواعي اليوم، أهم من أي وقت مضى، بل هما حجر الأساس في بناء السلم الأهلي وتحصين المجتمع من التفتت والانهيار.

المطلوب في هذه المرحلة الحساسة، أن نكون بناةً لجسور التفاهم والتقارب، لا هدّامين لها. أن نكون من يسعى لإخماد نيران التوتر والخلاف، لا من يصب الوقود عليها ويزيدها اشتعالاً. علينا أن نؤدي دور المطفئين، لا المحرّضين. فكل تصعيد غير مسؤول، قد يقودنا إلى فوضى يصعب احتواؤها لاحقاً.

وفي لبنان، هذا الوطن الصغير بجغرافيته، الكبير بتنوعه وغناه الإنساني والطبيعي، تتزايد التحديات وتتعمق المخاطر من حولنا. ومع تعقّد الظروف وتكاثر الأزمات، فإننا مدعوون جميعاً إلى أن نكون على درجة عالية من الجهوزية، وعلى وعي كامل بما يُخطط ويحاك في الخفاء.

علينا أن نُعدّ أنفسنا ذهنياً ونفسياً وعملياً، لمواجهة كل الاحتمالات. وأن نعمل معاً، رغم اختلافاتنا وتنوع رؤانا، على تدعيم وحدتنا الداخلية، والتقليل من العصبيات، وضبط الخطابات الانفعالية، بما يعزّز تماسكنا الوطني والاجتماعي.

كلٌّ منّا مسؤول في موقعه، وبالتكافل والتضامن نستطيع مواجهة التحديات، وتجاوز الاستحقاقات السياسية والأمنية المعقّدة، وإطفاء نيران الفتن قبل أن تخرج عن السيطرة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل