من عبادة الأصنام إلى عبادة القوة... كيف يوجّه "اللّات" الأميركي الشعوب العربية؟ ــ د. نسيب حطيط

الإثنين 14 تموز , 2025 10:43 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يشهد الشرق الأوسط ظهور ديانة جديدة وإله جديد هو "اللّات" الأميركي، لتضليل الناس واستعبادهم، ولأن العرب يحنّون لعبادة الأصنام المرئية والملموسة مع فارق أنهم كانوا يأكلون آلهتهم من التمر عندما يجوعون، بينما يأكلهم "اللّات" الأميركي عندما يجوع وهو لا يشبع.
تقوم الحروب الأميركية - "الإسرائيلية" على استراتيجية أن يقتل العرب والمسلمون بعضهم ،لأهداف وهمية، ترسمها أميركا ويموّلها عرب النفط ويقاتل فيها الفقراء والجهلة والمتعصّبون ،فيحرقون أوطانهم ويقتلون أهل الفكر والدين ليحكم الجهلة واللصوص والعملاء.
استطاعت امريكا تعميم ثقافة هجينة وخاطئة وأقنعت العرب والمسلمين أن "إسرائيل" هي الحل وان المشكلة هي حركات المقاومة وأن سلاح المقاومة الدفاعي سلاح إرهابي ،بينما السلاح "الإسرائيلي" الذي يقصف المدنيين ويبيد غزة ولبنان هو سلاح النجاة والعدالة، ،وصار المقاومون بين فكي الإرهاب "الإسرائيلي" والخيانة العربية والإسلامية ،لأنهم يرفضون الاستعباد او التهجير القسري من غزة ولبنان.
تحتقر امريكا الشعوب والأنظمة والملوك والرؤساء، وتستعبد الشعوب وتقتلها بسلاح مواطنيها او المرتزقة وتفبرك شيوخاً وإرهابيين وتحوّلهم الى "مفتين" يصدرون الفتاوى بتكفير المسلمين والمسيحيين وكل من يطلق الرصاص، ضد الاحتلال "الإسرائيلي" او الغزو الأميركي، فتصبح العمليات الاستشهادية ضد المحتلين حراماً والعمليات الانتحارية ضد المسلمين حلالاً.
يأمر "اللّات" الأميركي فيطيعه "عباده" من العرب والمسلمين.
 أيها المسلمون والعرب: اقتلوا بعضكم وبايعوا "إسرائيل".
أيها اللبنانيون: اقتلوا بعضكم وبايعوا "إسرائيل". 
أيها السوريون:،اقتلوا بعضكم وبايعوا "إسرائيل". 
ايها اللبنانيون والسوريون: اقتلوا بعضكم وبايعوا "إسرائيل".
تقاتلوا مذاهب وطوائف وقوميات وفق التوصيف القديم مسيحيين ومسلمين سنّة وشيعة... عرباً وفرساً.
أصدر "اللّات" الأميركي قراراً ألغى بموجبه الطوائف والمذاهب وفق التصنيف القديم وأعلن ولادة مذهبين فقط:
مذهب الأغيار والعبيد "لإسرائيل" وأميركا ويضم كل العملاء والمتخاذلين والمطبّعين من السنّة والشيعة والمسيحيين والدروز وبقية المذاهب، فتحالف "علييف" الشيعي الأذربيجاني مع "الجولاني" السني العربي!
ومذهب الإرهابيين الذي يضم كل المقاومين للمشروع الأميركي والاحتلال "الإسرائيلي"، ويضم كل الشرفاء من السنّة والشيعة والمسيحيين والدروز والعلويين والعلمانيين والقوميين واليساريين، فتحالف المقاوم الشيعي في لبنان والعراق واليمن وإيران، مع المقاوم السني في غزة.
ويمتاز "الدين" الأميركي الجديد بعدم تعدّد المذاهب والطوائف، وعدم انقطاع الوحي الصادر من البيت الأبيض او الكنيست "الإسرائيلي".
لم يبق من المتمردين والكافرين بالدين الأميركي  الجديد، سوى بعض المقاومين الشرفاء في لبنان وفلسطين والعراق واليمن وإيران، حيث تشكل المقاومة في لبنان حجر الزاوية في منظومة المقاومة ورغم الضربات القاسية التي تعرّضت لها وأصابت أهلها بخسائر مادية ومعنوية، لكنهم لم يرفعوا الراية البيضاء مما أغضب اميركا و"إسرائيل"، فسارعتا لتأديبهم  وتنفيذ المرحلة الثانية من الحرب؛ مرحلة "حرب الدبابير" المذهبية والطائفية، بقيادة أميركا وإسناد "إسرائيل"، وتنفيذ الجماعات التكفيرية بقيادة الجولاني بالتحالف من قوى اليمين المسيحي وبعض الملتحقين به ،لأنه إن لم تسقط المقاومة في لبنان - ولن تسقط بإذن الله - فلن تهنأ أميركا و"إسرائيل"، بما غنمتاه  في سوريا وفلسطين والمنطقة، وسيتم إجهاض ولادة الشرق الأوسط الأمريكي الجديد، كما تم إجهاضه في حرب تموز عام 2006.
لا زالت أميركا تعتمد على عملائها القدامى والجدد من "ضباع" اليمين المسيحي الذي يمتهن استدعاء الغزاة والجيوش الى لبنان، للتغلب على خصومه وتحويله قاعدة "إسرائيلية" - أميركية، ومنتجعاً سياحياً للترفيه عن عرب الخليج والتحالف الجديد بين الجماعات التكفيرية في سوريا واليمين المسيحي العميل وبعض الملتحقين به .
ننصح هؤلاء الذين لم يتعلموا من تجاربهم الفاشلة وخيانتهم السابقة، بأن الحرب التي أشعلوها ضد الفلسطينيين عام 1975 أصابتهم كما أصابت اللبنانيين والفلسطينيين، وان الحرب التي اشعلوها بالتحالف مع "إسرائيل" عام 82 أصابت الفلسطينيين واللبنانيين وأصابتهم كمسيحيين عملاء ووطنيين، ولا زال لبنان يدفع ثمن مغامراتهم، ويعيد اليمين المسيحي العميل والمتحالف مع "إسرائيل" خيانته وخطيئته مره أخرى، ويستدعي التكفيريين لقطع رأس المقاومة ، لكن الحقيقة أنه  اذا استشهدت المقاومة وتم قطع رأسها فلن يبقى لبنان، ولن يبقى حتى المسيحيون العملاء، ولا الدروز المطبّعون، وما يجري في سوريا  يشهد على ذلك!
فلنستيقظ ونتوحّد جميعاً بكل مذاهبنا وطوائفنا وأحزابنا لمواجهة المشروع الأميركي، بذراعيه "الإسرائيلي" والتكفيري ،لإنقاذ لبنان بكل طوائفه ومذاهبه وأحزابه، وإلا سنخسر جميعاً، مع فارق أننا سنموت شهداء أعزاء، بينما ستموتون جبناء وعملاء وخائنون.
أيها اللبنانيون والسوريون والفلسطينيون والعرب والمسلمون: اتحدوا لتبقى أوطاننا.. ولنبقى فيها كراماً أعزاء.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل