أقلام الثبات
نطق المبعوث الأمريكي (الحاكم الإداري للبنان وسوريا) بالحقيقة، وأوضح أهداف المشروع الأمريكي - "الإسرائيلي" لإلغاء الكيان اللبناني وتقسيم لبنان وتوزيعه إلى ثلاثة دول:
- الشمال وعكار والبقاع الى سوريا الجولاني.
- الجنوب وصولاً الى صيدا وصعوداً الى جزين صعوداً حتى جبل الشيخ الى "إسرائيل"؛ وفق خرائط المؤتمر اليهودي التي قدمها لمؤتمر الصلح في فرساي عام 1919.
- "لبنان عوكر" ويضم ما تبقى من لبنان، ليصبح قاعدة أميركية، تسمح واشنطن ببقاء بعض المسيحيين والدروز، لتقديم الخدمات الترفيهية للأميركيين وقواعدهم العسكرية في الشرق الأوسط ،بدلا ًمن استقدام عمالة وأدوات ترفيه لتشغيل "المنتجع الشاطئي"؛ وفق التوصيف الأميركي!
تصريح الحاكم الإداري الأميركي برّاك من منبر الغرور والحماقة والاستهزاء بأدواته في لبنان، والتي تصرخ ليل نهار للمطالبة بنزع السلاح المقاوم؛ القوة الوحيدة القادرة على حماية لبنان؛ وطناً وشعباً وكرامة، وعدم تحويله الى منتجع شاطئي ونادٍ ليلي للعرب.
اعترفت أميركا بأنها لا تستطيع استكمال مشروعها في لبنان وسوريا إلا بعد نزع السلاح المقاوم الذي لا يزال يهدّد "اسرائيل"، رغم كل الضربات القاسية والاغتيالات المستمرّة، والحصار الرسمي اللبناني والأميركي و"الإسرائيلي" والعربي.
اعترفت أميركا بأن "سوريا - الجولاني" وُلدت من رحم "أميركا_جورج واشنطن"، وأنه لا ثورة سورية قد انتصرت؛ وفق ما قاله المبعوث الأميركي "برّاك" الذي أعلن التشابه بين جورج واشنطن والجولاني الذي صنّفته أميركا "إرهابيا" وخصّصت جائزة عشرة ملايين دولار لإلقاء القبض عليه.. إرهابي يرعي إرهابياً.
هدّد الحاكم الإداري، وبدون مواربة ،بوجوب تسليم السلاح المقاوم الثقيل الذي يهدّد "إسرائيل"، وعدم ممانعته بإبقاء السلاح الضروري للحرب الأهلية والمذهبية، وإلا فسيتم تقسيم وتوزيع لبنان على (اميركا - "الإسرائيلية" وأميركا - الجولانية وأميركا - عوكر ) وفق الشروط الأميركية التالية:
- تسليم السلاح المقاوم الثقيل مجاناً دون مقابل، ورفض مقايضته بأي ضمانة او التزام "إسرائيلي" بوقف الاغتيالات والقصف، وعدم التعهد بعدم اجتياح "إسرائيل" او الجماعات التكفيرية للبنان.
- ضم لبنان الى "جبهة تحرير الشام" (النصرة سابقاً)، وتنصيب الجولاني "أميراً" على سوريا ولبنان والعراق، وإهانة الشعب اللبناني وحكومته ومجلسه النيابي وكل قادته السياسيين والدينين بتوصيف لبنان بأنه "منتجع شاطئي" للترفيه عن السوريين، واعتبار اللبنانيين أدوات تسلية وترفيه، وعدم الاعتراف بلبنان كدولة وكيان مستقل له هويته الثقافية والحضارية المستقلة.
الإيجابية الوحيدة لهذا التصريح هو الإعلان الواضح لأهداف المشروع الأميركي - "الإسرائيلي"، وصوابية موقف المقاومة وأهلها بأن الحرب على لبنان؛ بكل طوائفه ومذاهبه وأحزابه وقواه السياسية، وليست محصورة بالمقاومة والطائفة الشيعية التي تحاول أميركا و"إسرائيل" قطع رأسها لأنها "الحارس القوي" للبنان ضد الجماعات التكفيرية وضد الاحتلال "الإسرائيلي" والأميركي، ونزع سلاحها سيُسقط لبنان بالقبضة الأميركية، ولن يبقى مسيحي في لبنان؛ كما هو الحال في فلسطين وسوريا والعراق، ولن يبقى درزيٌ في لبنان، إلا اذا كان جندياً في الجيش "الإسرائيلي"؛ كما هو الحال في فلسطين، ولن يبقى سنّي ذو كرامة ودين، إلا اذا التحق بالجماعات التكفيرية وذاب بالتكتل السنّي السوري - الفلسطيني الجديد.
ما قاله المبعوث الأمريكي يستدعي جلسة طارئة لمجلس الوزراء وللمجلس النيابي لمناقشة هذا التهديد الذي ينتظر التنفيذ، والعمل بما يلي:
إعلان رفضه واستنكاره وإعادة النظر بالتعاون مع المبعوث الأميركي، وتجميد موضوع السلاح.
دعوة الجامعة العربية لجلسة طارئة لرفض هذا المشروع.
تقديم شكوى لمجلس الأمن.
اعلان الطوارئ، وتجنيد اللبنانيين إلزامياً للخدمة في الجيش، بالتنسيق مع المقاومة.
هل يستيقظ العملاء والأغبياء والخائفون ،ويبادروا، للتصدي لهذا المشروع وإعلان وحدة الموقف اللبناني ودعم المقاومة وتشكيل "مجلس المقاومة اللبنانية" الذي يضم كل الطوائف والأحزاب، بالتنسيق مع الجيش ،للدفاع عن لبنان الذي سيبتلعه الذئب الامريكي ؟
هل ستتحرك القوى الشعبية والنقابية والطلابية والإعلامية ،لاستنكار ورفضً ،لهذا المشروع قبل تنفيذه ؟
ان ردود الأفعال الرسمية والشعبية اللبنانية ، لا تبشر بالخير ،حيث صمتت الدولة التي تستقوي على المقاومة وأهلها وصمت عملاء أميركا وإسرائيل الذين يطلقون على أنفسهم حماة السيادة وابتلعوا ألسنتهم أو منعتهم اميركا من التصريح وأقفلت افواههم.
نسأل المسؤولين الرسميين الذين يعتقدون أنهم اقوياء ويطالبون بحصرية السلاح وقرار الحرب والسلم بيد الدولة ..هل هناك دولة لترد على هذا العدوان والإهانة الأميركية؟
هل ستبقى دولة إذا تم تنفيذ هذا المشروع؟
لا زال الوقت متاحاً حتى يوحّد اللبنانيون موقفهم ،بعيداً عن المذهبية والخوف، للدفاع عن لبنان الدولة والكيان والجغرافيا، وإلا فعليكم التحضير لمبايعة "الجولاني" أميراً عليكم؛ يسبي نساءكم ويبيعهم في سوق السبايا "كالعلويين والأيزيديين" ويدمر كنائسكم ومساجدكم وحسينياتكم!
أميركا... وتقسيم لبنان بين "إسرائيل" وسوريا _ د. نسيب حطيط
الأحد 13 تموز , 2025 09:54 توقيت بيروت
أقلام الثبات

