احذروا الفتنة... ولا تنزعوا سلاح الوحدة _ د. نسيب حطيط

السبت 05 تموز , 2025 11:17 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
تمتلك المقاومة وأهلها ثلاثة أسلحة تشكل منظومة القوة والدفاع والصمود، وهي سلاح الإيمان والوحدة والصواريخ واخواتها، لكن أكثر ما يهدّد المقاومة وأهلها هو الفتنة، سواءً داخل الطائفة او مع الطوائف الأخرى، لإغراق  المقاومة في مستنقع الفتنه المذهبية، او بين الأهل والأخوة، والتي سيقوم العدو وأجهزة المخابرات المتعدّدة بافتعالها او استثمار بعض الأحداث الفردية والعفوية او المخطّطة بشكل ذكي.
يعاني مجتمعنا من الاختراق المباشر وغير المباشر، ويتعرّض لحرب متعدّدة الوسائل والمحاور والأطراف، وقد استطاع الصمود والمواجهة حتى الآن، برعاية الله ووحدة الموقف والاحتفاظ بالسلاح.
ان السلاح الأقوى الذي تملكه المقاومة وأهلها، هو وحدة الموقف والتكافل والتعاون، والذي أعطى ثماره حتى الآن، لكنه مُستهدف ويهدّده الأعداء ويعتبرون تفجير سلاح الوحدة، المدخل الأقل كلفة عليهم  والأكثر سهولة، لتحقيق مطلب نزع سلاح المقاومة العسكري.
هذه الوحدة التي يحبها الله ورسوله الأكرم (صلى الله عليه وآله) أمر مقدّس لا يجوز العبث به من أي كان، أفراد او جماعات، ولابد من محاسبة أي فردا او جماعة، تخدش او تهدّد هذه الوحدة وتشعل نار الفتنة، بقصد أو بغير قصد ،فالفتنة والتفرقة وتشتيت الصف ،معصية لله ورسوله وخدمة مباشرة للعدو، وكلمة الفتنة رصاصة خبيثة في جسد المشروع المقاوم وأهله تقتل روح الوحدة بين أهل المقاومة ويجب ضبط الشارع وعدم الإساءة او الإستفزاز للآخرين من الطوائف - حتى لو أساؤوا لنا - فموجبات الحرب مع العدو تفرض وجوب إطفاء النار، وإنهاء أي  خلاف وبين الشيعة والسنّة وبين الشيعة والمسيحيين وبين الشيعة والدروز وبين الشيعة أنفسهم ،لأن العدو "الإسرائيلي" سيلجأ لإشعال الفتنة، لتكرار مآسي الحرب الأهلية اللبنانية، لكن بشكل أكبر وأوسع، للقضاء على المقاومة التي إن بقيت وصمدت، فلن يهنأ التحالف الأميركي - "الإسرائيلي" بكل ما ربحه من جغرافيا وأنظمة وثروات.
نناشد القيادات المبادرة للمحاسبة القاسية والتدابير الصارمة ضد أي خللٍ عفوي أو مقصود ،لأن الساحة لا تحتمل اي خطأ، فنحن نعيش بين فكي العدو الإسرائيلي والجماعات التكفيرية وخلايا داعش وجبهة النصرة واخواتها تعيش بيننا وتنتظر الأوامر لقتلنا وتخريب مناطقنا.
اننا نعيش مرحلة خطيرة ومفصلية،تهدّد وجودنا الديموغرافي والسياسي وحتى العقائدي. 
ونسأل الأخوة جميعاً:
هل فرّق العدو بين بيوتكم ام دمّرها جميعاً
ألم يقتلكم العدو ..دون تمييز تنظيمي ؟
هل نتقاتل على أشياء ليست من أصول الدين وفروعه؟
ألا يكفينا ما يحيط بنا من الأعداء وما يتهدّدنا من اخطار وجودية؟ 
هل نعيش أحوالاً طبيعية أم اننا نعيش بين نموذجي غزة وسوريا؟ 
 يبدو أن البعض يعيش انفصاماً بين الواقع وتصرفاته، فنحن لا زلنا في الحرب، ولم ننته من جمع أشلاء شهدائنا ،ولم نعمّر بيوتنا وقرانا ولازال العدو يغتال  من يشاء أي واحد منا، او جميعنا ،ونحن نشارك في مجالس العزاء او مسيرات عاشوراء او في سياراتنا..
ألا ترون وتسمعون طائرات العدو وهي تراقبكم وتصوّر خلافاتكم وتقرأ منشوراتكم، ليبني العدو عليها مخطّطاته الخبيثة، ويشعل الفتنة، ويزيد من حدة الخلاف، سواء بالشخصيات الوهمية  على وسائل التواصل أو بالاختراقات البشرية التي لا زالت.
لن يأتي العدو وأجهزه المخابرات بلباسهم العسكري وأسلحتهم الرشاشة الى مجالس عاشوراء والقرى والاحتفالات، بل سيكونوا على ألسنة من يتعامل معهم او يستثمرون أخطاء وانفعالاته  تعصّب البعض وحماقته، فينفخون على شرارات الفتنة برياحهم الخبيثة.
أي قول أو فعل يخرّب عاشوراء ويطعن وحدة الصف والموقف، غير مسؤول ومشبوه ويجب حصاره بشكل مباشر دون تردد، لأنه يمكن إطفاء النار في اللحظة الأولى، وكلما تأخرنا  ساعة توسّعت وزاد لهيبها.
فلتبادر القيادات السياسية خصوصاً، والفعاليات الاجتماعية والدينية، للاستنفار حتى نطفئ الفتنة داخل الطائفة ومع كل المذاهب حتى لو كانوا من يشعلون النار. 
نزع سلاح وحدة الصف والكلمة مقدّمة لنزع السلاح العسكري، فلا تكونوا جنوداً في الحرب على الإمام الحسين وعلى الطائفة وعلى المقاومة.
لاتقتلوا الإمام الحسين بالفتنة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل