رسالة إلى أهلنا الشرفاء: لا تخافوا التهويل والتهديد... فما زلنا أقوياء _ د. نسيب حطيط

الأحد 29 حزيران , 2025 12:35 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يتعرّض أهل المقاومة لحملة تخويف وتهويل وتنمّر وشماتة، بالتلازم مع القصف والاغتيالات "الإسرائيلية" وتهجير مئات الآلاف الذين دمّرت "إسرائيل" بيوتهم وأحرقت أرزاقهم، ويحتشد بعض الداخل اللبناني والعربي مع اميركا و"إسرائيل" والجماعات التكفيرية للقضاء على أيقونة الشرف والمقاومة (البحصة المقاوِمة) في لبنان التي كانت تساند وتسند "خوابي" المقاومة في فلسطين وسوريا والعراق وإيران واليمن. 
 تقود أميركا حرباً متعددة المحاور والوسائل لهزيمة أهل المقاومة نفسياً واسقاطهم معنوياً للانتصار على المقاومة وأهلها بالحرب الناعمة الملقّحة بالاغتيالات، حيث يعيش أهل المقاومة حالة ترهيب وخوف ورعب دائم حتى صاروا من اللبنانيين "الرحّل" الذين تبقى حقائبهم في مداخل بيوتهم او في سياراتهم، بانتظار سماع تحذير بالإخلاء يتبعه القصف الهمجي، لإنهاكهم ودفعهم لرفع راية الاستسلام والهزيمة، ولإذلال المقاومة وجعلها أمام خيارين:
- إما الرد المتسرّع قبل شفائها، فتسهل على "إسرائيل" وأميركا عمليه إعدامها.
- استرضاء اهلها وتخليصهم من حاله الترهيب والخوف والتنمّر، فتسارع لتسليم سلاحها ،وتنتظر مع اهلها الذبح والسجن وتهديدهم في عقيدتهم وطردهم من الجنوب، كما يجري في سوريا بعد تسليم السلاح واسقاط النظام، وكما يجري في فلسطين.
نقول لأهلنا الصابرين الشجعان المقاومين  الذين يعيشون الحرب ويدفعون اثمانها منذ حوالي السنتين ، الاوضاع ليست بهذا السوء لتدفعنا الى اليأس والقنوت من النصر والصمود والنجاة، رغم كل الظروف الصعبة التي نعيشها، والتي استفردنا فيها العدو والخصوم وحاصرونا، ويستقوي علينا  بعض الطحالب والضباع ، لكنهم يعترفون بأننا لازلنا أقوياء، وأننا نشكّل خطراً عليهم  وإلا لما حشدوا قواهم المتعدّدة الجنسيات والطوائف والأحزاب لإرغامنا على تسليم سلاحنا الذي يحمينا ولا يزال يهدّد "إسرائيل" والاستعمار الأميركي، ولو كان باستطاعتهم نزعه بالقوة لما تأخروا عن ذلك، ولما فتحوا باب التفاوض فأميركا و"اسرائيل" ليستا حريصتان على حياتنا، بل على حياة جنودهم الذين سنقتلهم في الحرب كما يقتلونا،  وأميركا وإسرائيل لا تمنحان عدوّهم فرصة التفاوض للاحتفاظ ببعض الحقوق عندما تستطيعان الانتصار عليه، وغزة شاهد ودليل وعدم التزام "إسرائيل" بوقف النار دليل نعيشه وندفع ثمن التزامنا به.
لا تعطي أميركا و"إسرائيل" فرصه لأعدائهما إلا لتوقيع صكوك الاستسلام والتنازل عن الحقوق، والقبول بالعبودية، مقابل البقاء على قيد الحياة والعيش وفق شروط الإهانة والمذلّة التي تفرضها.
لقد مر ّأسلافنا والأنبياء والرسل وخاتمهم نبّينا الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأئمتنا (عليهم السلام) في ظروف أصعب وسُجنوا وقُطعت رؤوسهم وسُبيت نساؤهم وتهجّروا الى شمال افريقيا والشام وفلسطين، وتم دفنهم أحياء في الحوائط، ومُنعوا من بيت المال، لكنهم صمدوا ولم يستسلموا. 
ليس من العار ان نكون محاصَرين ومهدّدين بالقتل ،لأننا من الشرفاء المقاومين، وليس عاراً أن نخسر معركة نقاتل فيها امريكا و"اسرائيل" وكل العالم، وقد عجزت عن هذه المواجهة أمة عربية وإسلامية تعدادها المليار! 
ليس عاراً ان نبقى شرفاء مقاومين ولم نلتحق بالعملاء والمطبّعين، حتى لو قتلنا الرصاص والجوع والحصار فالشرف والكرامة والعزة ،أوسمة لا يتحمّل دفع أثمانها العملاء والجبناء الذين يدعونك لتسليم سلاحك او يزحفون الى جانب العدو للمشاركة في قتلك!
ليس عاراً ان ينتصر العدو علينا ،لكثرة عديده وقواته ، ونحن لم نلق السلاح ،لأننا نرفض الاستسلام للآلهة الجدد ونقاتل لنبقى عبيداً للإله الواحد الأكبر من كل شيء. 
ليس عاراً أن تتمكن اميركا وإسرائيل ومن معهم من قتلنا او حصارنا، فنحن مليون مقابل مئات الملايين ،وأكثر الأنبياء والرسل والصالحين ،تعرّضوا للتعذيب والقتل ومحاولة الصلب والتهجير ومع ذلك فقد انتصروا ورسول الله أكرم (صلى الله عليه وآله) هجّره الكفّار من مكة ولاحقوه الى المدينة، لكنه عاد فاتحاً لمكة بعد سنوات...أفلا ننتظر نحن 11 شهراً لنعود ونتحرّر ثانية؟     
لقد تعرّض السيد المسيح (عليه السلام) لتوحش الرومان وغدر اليهود وخيانة أحد تلاميذه ،وتم اعتقاله وتعذيبه، وأنهكه العطش وتخاذل الناس عن نصرته او سقيه الماء، ثم وقع ما وقع.. لكن ذهب المجرمون وبقي السيد المسيح وأنصاره. 
لا تحزنوا ولا تخافوا واطمئنوا،... فالله معنا مادمنا معه، ونحن كذلك. 
انطلقت المقاومة بلا صواريخ دقيقة ولا باليستية، سوى بندقية وعبوة ناسفة، وانتصرت، ولو قامت الحرب ثانية سننتصر ثانية بإذن الله.
لا تخافوا من التهويل، واستعدوا للحرب إن وقعت، فكما يملك اعداؤنا بعض أوراق القوة، لا زلنا نملك الكثير من أوراق القوة ،فنحن أبناء الارض وهم المحتلون والمستعمرون، ولن يكون لهم أمان، ما دمنا نحن بلا أمان...
وما النصر إلا صبر ساعة...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل