إذا قتلوا "المرشد"... لا خيار لإيران إلا القتال _ د. نسيب حطيط

الأربعاء 18 حزيران , 2025 12:45 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
تتسارع وتيرة التصعيد في الحرب الإيرانية - "الإسرائيلية"، وانتقلت الى حرب أميركية - إيرانية معلنة بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باغتيال المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي، مما جعل الحرب بلا سقوف وبلا ضوابط أو قيود، وبلا حصانات متبادلة، ونُقلت الحرب الى حرب دينية (شيعية - يهودية) لأن المرشد الأعلى يحمل صفتين، أولهما إيرانية بصفته المرشد الأعلى للثورة، وثانيهما أنه مرجع دين شيعي على مستوى العالم، وله أنصار ومقلّدون في كل الدول، وله حصانة دينية ومعنوية تماثل حصانة" البابا" عند المسيحيين. 
لم يتم قصف القصر الرئاسي او اغتيال الرؤساء للدول المتحاربة، وتم تجاوز هذا الميثاق بقتل القذافي وصدام حسين، والآن يتم تجاوزه بالتهديد باغتيال المرشد والمرجع الديني الذي سيفتح الأبواب أمام الانتقام والاغتيال المقابل. 
"البلطجة" والتوحش الأميركي و"الإسرائيلي" تجاوزا كل الحدود حتى تقوم دولة صغيرة "إسرائيل" تمتلك السلاح النووي منذ أكثر من خمسة عقود ،لتمنع دولة كبرى (إيران) من حيازتها "النووي السلمي"، ونصّبت نفسها شرطياً وقاضياً يملك السيادة العالمية.
قدّمت إيران حوالي مليون شهيد في الحرب الأميركية عليها بعد انتصار الثورة، بعدما شن العراق - بتأييد وتشجيع أميركي وتمويل عربي - حرباً دامت تسع سنوات، ولما تكون الثورة قد قويت او ثبّتت أركان حكمها بالتلازم مع التفجيرات والاغتيالات لكل القيادات الحكومية والثورية التي قامت بها منظمه "منافقي خلق" وهي ثوره لا زالت تعيش الحصار والاغتيالات والحروب منذ 40 عاماً، وتستطيع الصمود في حروب الاستنزاف، رغم الأثمان الكبيرة التي ستدفعها في مواجهة التحالف الأميركي العالمي الكبير.
تعتقد أميركا ان اغتيال "المرشد" سَيُسقط النظام وتنهار الدولة ويفتح الأبواب امام المعارضات الإيرانية وأجهزة المخابرات للانقلاب واستلام الحكم في تكرار للنموذج السوري الخيالي او الدخول في حرب أهلية إيرانية طويلة الأمد (وصولا إلى تقسيمها قومياً ومذهبياً) دون حساب للردود الإيرانية القادرة على إنزال الخسائر بالمصالح الأميركية والأمن "الإسرائيلي" ،حيث لا خيار لإيران سوى القتال دون تراجع، لأن الحرب تحوّلت من حرب "دفاع "عن إيران وملفها النووي الى حرب دينية، للدفاع عن "التشيّع" كإسلام حركي أصيل ومقاوم.
الثأر لاغتيال "المرشد" سيكون مباشراً وطويل المدى وفقا لما رُوي عن أحد قادة الشيعة الذي أراد اغتيال أحد ملوك الروم، فأرسل مقاوماً بصفة "معلمً" لتعليم أولاد الملك وأنتظر 15 عاماً في القصر حتى استطاع اغتيال الملك، والشيعة لا يزالون يرفعون "يا لثارات الحسين" منذ 1400 عام.
تشن الصهيونية والماسونية والتلموديون والمحافظون الأميركيون الجدد حرباً على الإسلام، لإبعاده عن الحياة السياسية والاجتماعية، واستبداله "بالديانة الابراهيمية"، بعد نجاحهم في تحريف وتفتيت "الإسلام السني" بالجماعات التكفيرية والأحزاب المهادنة والمتعاونة مع أميركا، والتي لم تطلق رصاصة واحدة ضد "إسرائيل"،  وتسطيح وتسخيف العقل المسلم بفتاوى (إرضاع الكبير وجهاد النكاح ومضاجعة الميتة والدخول الى الحمام)، مما جعل الإسلام الأميركي المهجّن أداة بيد أميركا، ولم يبق في ميدان المواجهة  إلا "الإسلام الشيعي" التحرري  في مواجهة المشروع الأميركي العالمي وبعض الشرفاء من الأفراد في العالم الإسلامي.
قد ينجح ترامب باغتيال "المرشد"، وعلينا مواجهة هذا الأمر (إذا حصل) دون خوف أو انهزام ،وتصعيد المقاومة والقتال في سبيل الله ،فقد مات الأنبياء والرُسل واستُشهد الأئمة والصالحون وبقي الإسلام، وقد تم اختطاف الإمام الصدر واغتياله سياسياً، وربما جسدياً، وبعده تم إعدام المرجع الديني "السيد محمد باقر الصدر"، وعلينا الاستعداد للحرب القادمة دون خوف او انفعال، وبعقلانية وموضوعية، وعدم الوقوع في فخاخ الأعداء، لجهة التوقيت والمكان. 
إذا اغتالوا "المرشد" فلا خيار لإيران سوى القتال... وسيتابع "المرشد الجديد" او القيادة الإيرانية القتال والمقاومة... لا تخافوا ، فلنا شرف قتال أميركا و"إسرائيل"، بعدما صمت العالم واستسلم... لقد طلبنا شيئاً كبيراً.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل