الإنتخابات العراقية.. تجربة جديدة من الديموقراطية والتجاذبات السياسية

الثلاثاء 10 حزيران , 2025 10:41 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ عربي

في العراق انتخابات نيابية على الابواب والمشهد السياسي العراقي يتهيأ لدخول الحلب الانتخابية. كيف ستؤثر المتغيرات المعقدة في المنطقة على الانتخابات العراقية؟ هل الداخل العراقي مهيأ لدخول مضمار انتخابي جديد؟ ماذا عن الائتلافات والتحالفات؟ وماذا عن المقاطعات؟ كيف كانت التجربة الديموقراطية في العقدين الماضيين في العراق؟

وفي حوار خاص مع قناة العالم ببرنامج "ضيف وحوار"، قال النائب في البرلمان العراقي والأمين العام لتجمع اجيال الشيخ محمد صيهود السوداني إن الانتخابات في العراق تجربة حديثة العهد وبعد الحكم البعثي الاستبدادي واجهت تحديات خطيرة وكبيرة ولكنها بشكل عام نجحت ولاتزال قائمة رغم التحديات والعقبات ولا بديل عن الانتخابات في العراق لأن البديل سيكون العودة الى نظام ديكتاتوري لفظته الثقافة العراقية.

وتابع انه على مستوى الشعب اصحبت ثقافة الانتخابات هي السائدة لذلك الآن الاستعداد ليس فقط للكتل السياسية فانما الشعب ايضا يترقب هذه الانتخابات لأنه يطمح للوصول الى نظام برلماني فاعل وقوي وحكومة قادرة على النهوض بمسؤولياتها تجاه الشعب العراقي.

كيف ستكون نسبة المشاركة في الانتخابات؟

وتوقع السوداني ان نسبة المشاركة في الانتخابات هذه السنة ستكون عالية وستتجاوز 50%، مشيرا الى انه في انتخابات 2021، كانت نسبة المشاركة ضئيلة جدًا ولم تتجاوز 20% والسبب هو انعدام الثقة بالعملية السياسية والسياسيين نتيجة الوعود وعدم التنفيذ والوصول الى طرق مسدودة في مجال الخدمات وتحسين مستوى المعاشي، ولكن الخطوات العملية والواثقة والواعدة للحكومة الحالية منذ تقريبا 3 سنوات استطاعت ان تنجز ما لم تنجزه الحكومات السابقة فهذه الانجازات اعادت الثقة بين العملية السياسية وبين الشعب العراقي.

تحالف الاعمار والتنمية بقيادة السوداني

وحول أكبر تحالف انتخابي في العراق أي تحالف الاعمار والتنمية، قال السوداني ان هذا التحالف يضم كتل سياسية وطنية متبنية لمشروع وطني ولما يتحدث عن برنامجه الانتخابي لا يتحدث عما سيفعله بل يتحدث عما فعله وحققه فعلا ويؤكد على انه سيستمر في مشروعه لارتقاء الواقع الخدمي وتحسين المستوى المعاشي ومحاربة الفساد ووضع العراق في موقع يمكنه من أخذ الدور الريادي والقيادي في المنطقة.

هل سيُشكَّل ائتلاف بين ائتلاف السوداني والتيار الوطني الشيعي (التيار الصدري)؟

وحول امكانية تشكيل ائتلاف بين ائتلاف السوداني والتيار الصدري، قال السوداني ان كل الاحتمالات واردة، تيار الاعمار والتنمية (تيار السوداني) ليس بعيدا عن التيار الصدري وباقي الكتل السياسية الشيعية وحتى السنية والكردية، مضيفًا أن هذا الائتلاف يجمع كثيرًا من المشتركات مع باقي الكتل السياسية واهم هذه المشتركات هي الوحدة والامن والسلامة في العراق والتبادل السلمي للسطة ومشروع وطني نتطلع من خلاله الى عراق يسود الامن والاستقرار والعدالة.

هل التيار الصدري مستمر في مقاطعة الانتخابات أم سيلتحق بها؟

وفيما يخص بمقاطعة الانتخابات من قبل التيار الصدري، أوضح السوداني ان المرحلة الحالية مرحلة جديدة تستوجب مشاركة الجميع، ومشاركة التيار الصدري في الانتخابات مهمة جدا لأنه يخلق التوازن والعملية السياسية بدونه عملية عرجاء.

واستنتج السوداني من خلال الأحداث أن هناك احتمالية تزيد على 60% بأن التيار الصدري سيشارك في الانتخابات، مؤكدا على ان المقاطعة لا تخدم الشعبي العراقي.

وتابع: يقال ان سبب المقاطعة هو وجود الفاسدين ولكننا اذا اردنا ان نحارب الفاسدين ونحد من نفوذهم يجب علينها المشاركة لأن ترك الساحة لهم لا يُعد محاربة والتيار الصدري يدرك هذه الحقيقة جيدا.

كيف ستؤثر مقاطعة التيار الصدري للانتخابات على المشهد السياسي في العراق؟

ونوه السوداني الى ان عدم مشاركة التيار الصدري في الانتخابات سيؤثر بشكل كبير على العملية السياسية، نظرا الى انه يتملك قاعدة شعبية كبيرة وبالتالي عندما تقاطع هذه القاعدة سوف لن يكون لهم ممثلين في مجلس النواب والحكومة، مضيفا ان المقاطعة ستعطي مساحة لأطراف اخرى ان يتمددوا على الساحة وهذا له تأثير كبير جدا واكثر من 10 مقاعد ستذهب من مكون الى مكون آخر، وبالتالي نحن نطمح طموح حقيقي بمشاركة التيار الصدري في الانتخابات.

هل ستؤثر المتغيرات الإقليمية في مسار العملية السياسية في العراق؟

وقال السوداني انه لا شك ان المتغيرات في المنطقة كانت كبيرة وكثيرة ولكن العراق بحكمة وعقلانية من قبل الحكومة الحالية ودعم الكتل السياسية استطاعت ان تجنب العراق هذه المتغيرات، فأُبعد عن سياسية المحاور وأخذ دور ريادي في المنطقة واستطاع فعلا ان ينجح على مستوى الابعاد عن شبح الحروب.

واشار الى دور العراق المهم في تقريب وجهات النظر في المفاوضات النووية الاخيرة التي جرت بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والولايات المتحدة الاميركية.

واكد السوداني على دور العراق في مساعدة الشعوب خاصة الشعبين الفلسطيني واللبناني بعد الاحداث الاخيرة في غزة وبيروت، مشددا على ان هذا الدور يجب ان يستمر به العراق ولذلك عندما نتحدث عن أهمية الانتخابات، فإننا يجب أن نصل إلى برلمان واعٍ جدًا يعرف المتغيرات الإقليمية في هذه المرحلة.

هناك محاولات من بعض الدول للتدخل في الانتخابات العراقية

وفيما يتعلق بمحاولة بعض الجهات الاقليمية للتدخل في الانتخابات، قال السوداني ان كثير من الدول الاقليمية حاولت ان تتدخل في الشأن العراقي خاصة في الانتخابات على حساب كتل سياسية عراقية بدعم مالي كبير لهذه الكتل، مؤكدا ان الحكومة العراقية تعول كثيرا على ثقافة ووعي الشعب العراقي الذي يدرك مسؤولياته وتكليفه الشرعي تجاه بلاده ولذلك سوف لن تؤثر مهما كانت هذه المبالغ الكبيرة التي تأتي من هذه الدول ولن تغير في ارادة الشعب العراقي الذي هو فعلا يصر على ان تنجح هذه الانتخابات ليصل من خلالها الى حكومة وطنية تستطيع ان تنهض بمسؤولياتها تجاه الشعب وتجاه البلد.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل