الثبات- إسلاميات
مع غروب شمس اليوم أطلت علينا ليلة عظيمة ويوم كريم على الله سبحانه وتعالى ألا وهو يوم عرفة يوم من أعظم أيام الله، تغفر فيه الزلاّت، وتجاب فيه الدعوات، يباهي الله بعباده أهل السماوات، فما أجلّه من يوم، وما أعظمه من موقف، قالﷺ: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء )) وقالﷺ في حديث آخر: ((إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثاً غبراً )) ومن تعذر عليه الحج فليذهب بقلبه وروحه إلى الله سبحانه وتعالى فإن الله يقبل من جاءه بقلب منيب سليم ويباهي به ملائكته أيضًا
ومن فضائل يوم عرفة: أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة على المسلمين:
ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها لوعلينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: أي آية؟ قال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} قال عمر : قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبيﷺ وهو قائم بعرفة يوم الجمعة
وهذا اليوم هو من أعياد المسلمين، قالﷺ: ((يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب))
وكفى يوم عرفة شرفاً أن الله أقسم به في كتابه، والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى: {وشاهد ومشهود} فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيﷺ قال: ((اليوم الموعود : يوم القيامة، واليوم المشهود، يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة))
وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: {والشفع والوتر} قال ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما: الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة