"جبل الشيخ" خارج التفاوض.. الاحتلال يعزز مشروعه الاستيطاني في المنطقة

الأربعاء 04 حزيران , 2025 12:28 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ عربي

تشير التطورات الميدانية إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسرّع خطوات تثبيت وجوده العسكري الدائم في جبل الشيخ،بتوسيع مشروعه الإستيطاني بالمنطقة الجبلية التي تطل على عمق الأراضي السورية.

ويأتي ذلك وسط غياب أي تجاوب إسرائيلي مع إجراءات بناء الثقة التي طرحتها الحكومة الإنتقالية السورية خلال اللقاءات المباشرة وغير المباشرة في تل أبيب وأذربيجان وبوساطة إماراتية.

فعلى الرغم من تسليم دمشق نحو 2500 وثيقة شخصية تابعة للعميل الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين، لم يرد الجانب الإسرائيلي بأي خطوة "ودية"، بل استمر في فرض وقائع ميدانية جديدة تثبت سلطته على المنطقة الحدودية.

وأكدت مصادر محلية من قرى جبل الشيخ، لصحيفة "الأخبار" أن النشاط الإسرائيلي على الأرض ازداد بشكل ملحوظ خلال الأيام العشرة الماضية، مع حركة متواصلة لآليات هندسية ثقيلة تعمل على مدار الساعة لإعادة تأهيل مواقع عسكرية سابقة، خصوصا مقر "الفرقة 24" التابعة للجيش السوري السابق، مع تعزيزها بدوريات استطلاع لمسح الطرق الجبلية.

ووفقا لتلك المصادر، يعتزم الاحتلال إنشاء نقاط عسكرية جديدة في محيط قرية قلعة جندل وجبل بربر المجاور، ما يعزز سيطرته على كامل جبل الشيخ ويمنع أي تهديد مستقبلي.

أما في القرى السورية الواقعة ضمن ما يسمى "المنطقة العازلة"، فقد تحولت الاعتداءات الإسرائيلية إلى أمر اعتيادي، وسط صمت رسمي من دمشق وعجز من الأمم المتحدة.

فمصادر عشائرية في ريف درعا أكدت إطلاق قذائف مدفعية إسرائيلية على أراض زراعية دون مبرر، بالإضافة إلى تحركات مشبوهة لقوات الاحتلال داخل قرى معرية والمشرفة والقرى المحيطة بها في ريف القنيطرة.

كما نصبت قوات الاحتلال حواجز وتنفذ عمليات تفتيش وإجراءات عسكرية متكررة، بالرغم من أن تلك المناطق خارج نطاق "المنطقة العازلة"، مما أثار مخاوف عشائرية من أن التهاون الرسمي قد يؤدي إلى توسع الاحتلال في السيطرة على المزيد من الأراضي.

في ظل هذه الأوضاع، يواصل جيش الاحتلال تضييقه على العمل الإنساني، حيث اعترض الأسبوع الماضي فريقا تابعا لـ"اللجنة الدولية للصليب الأحمر" في قرية الحميدية قرب "خط فض الاشتباك" ومنع توزيع المساعدات بذريعة عدم الحصول على إذن عمل، مصاحبا ذلك بالاعتداء على أحد سكان القرية من ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في وقت تعاني فيه المنطقة من تدهور الأوضاع المعيشية وشح في الأمطار، ما أسهم في خسائر زراعية، وسط محاولات إسرائيلية لفرض قبول "مساعداتها" على السكان، في محاولة لتثبيت واقع وجودها على الأرض.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل