لا لثنائية السلاح.. نعم للسلاح المقاوم ــ د. نسيب حطيط

الأربعاء 28 أيار , 2025 12:09 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
تستمر "حكومة نزع السلاح المقاوم" في تنفيذ المخطط الأمريكي ، الهادف لحفظ أمن "إسرائيل" ضمن مشروع "نزع السلاح من حركات ودول  المقاومة لتسهيل ولادة الشرق الاوسط الجديد"، الاسم الرمزي "لإسرائيل الكبرى" دون خوض حروب كبرى ، عبر قيادة مشروع السقوط الطوعي والاختياري لقوى المقاومة، بالترهيب او عبر حكوماتها وحكامها، او إسقاطها بالقوة، او القتل البطيء بالحصار، بعد نجاح تجربة إسقاط العراق بمنظومة "النفط مقابل الغذاء"، وإسقاط سوريا بالحصار الاقتصادي والاجتياح التكفيري، وإسقاط غزة بالإبادة الجماعية والتدمير والتهجير الشامل والتجويع، ومحاولة القضاء على المقاومة في لبنان؛ "قطب الرحى" للمحور المقاوم والبحصة التي تسند كل خوابي المقاومة في المنطقة، وبسبب قوة المقاومة وعدم اقتصارها على تنظيمات يمكن حلّها كما تم حلّ حزب البعث في العراق وسوريا، او القضاء عليها بعد مقتل قادتها، فهي مقاومة تعصى على السقوط والهزيمة، لأنها شعبٌ يقاتل فيها كل الناس؛ بالمال والسلاح والصوت الانتخابي، والدعاء وكظم الغيظ.
تطرح "حكومة نزع السلاح" شعار "لا لثنائية السلاح"، ونحن نؤيدها في ذلك مع خلاف في التوصيف بيننا، فنحن ضد ثنائية السلاح المقاوم وسلاح العدو "الإسرائيلي" في الجنوب، وضد السلاح المتعدّد الجنسيات؛ من البوليس الدولي والسلاح السوري النازح وسلاح اللاجئ الفلسطيني وسلاح الجماعات التكفيرية، فالأرض اللبنانية يحميها سلاح واحد شريف ومقاوم يحمله الجيش اللبناني الوطني والمقاومون اللبنانيون، ولا يمكن تسليمه إلا بعد زوال الاحتلال والتهديد "الاسرائيلي"، وقيام الدولة القادرة على حماية شعبها وأرضها وسيادتها.
يفرض "الحاكم الإداري الأميركي" على المسؤولين اللبنانيين، خصوصاً الحكومة اللبنانية، الاستمرار بخداع  وتضليل الرأي العام بإظهار ان مشكلة لبنان الاقتصادية والأمنية والسيادية تنحصر في السلاح المقاوم، دون ذكر او عمل لنزع للسلاح الديموغرافي والاقتصادي والأمني الذي يمثله إبقاء النازحين السوريين في لبنان بالقوة، وبقرار وتمويل دوليَّين، بعد انتفاء سبب نزوحهم من سوريا بعد إسقاط النظام ورفع العقوبات، والذين ستفرض أميركا تجنيسهم عاجلاً ام آجلاً، لاستخدامهم  مع بعض الفلسطينيين كمقاتلين في الفتنة المذهبية (السنية - الشيعية)، بسبب رفض الإخوة السنّة اللبنانيين الدخول في الفتنة، والتي دفع الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل ثمنها، مع بقية العلماء والشخصيات والقوى السنيّة الرافضة للفتنة المذهبية.
تنسى "حكومةُ نزع السلاحِ" السلاحَ "الإسرائيلي" الذي يقتل شعبها ويدمر قراهم وبيوتهم، ويحتل الأرض والسماء والبحر ولا تطالب بانسحابه، إلا لحفظ ماء الوجه.
تنسى سلاح الدمار الشامل للبنان، المتمثل بتوطين اللاجئين الفلسطينيين وتجنيس النازحين السوريين!
تنسى سلاح العقوبات والحصار الأمريكي على لبنان!
تنسى سلاح عدم الإعمار غير الإنساني وغير الأخلاقي وغير القانوني الذي تشهره أميركا بوجه اهل المقاومة!
تنسى تهديد الجماعات التكفيرية على حدود لبنان، والخلايا النائمة في مخيمات النازحين، وربما في بعض المخيمات الفلسطينية والمجموعات اللبنانية المتطرفة!
تنسى الفساد الإداري في لبنان، والذي ينهب أموال الدولة والتهريب والأملاك البحرية وسرقة الودائع.. هذه المنظومة المستمرة في تدمير الاقتصاد اللبناني ومنع نموّه، بينما كان سلاح المقاومة سبباً للإنماء والسياحة والنمو الاقتصادي بعد تحرير لبنان، وفوق كل ذلك تحرير المؤسسات الدستورية ،ليتمكن الشعب اللبناني من إجراء الانتخابات بشكل حر وليس تحت الدبابات "الإسرائيلية"؛ كما حصل في انتخاب رئيس الجمهورية عام 1982.
ننصح "حكومة نزع السلاح" بعدم حصر سياستها وشعاراتها بنزع السلاح المقاوم، مرة بالقول بضرورة "حصر السلاح" بيد الدولة، وتارة "لا لثنائية السلاح"، وأخرى "نزع السلاح"، حيث تعترف أن مهمتها لا تهدف لاستقرار لبنان وتحرير اقتصاده وتأمين الكهرباء والماء والخدمات للمواطنين، بل تنفيذ مهمه عسكرية (بقصد او بدون قصد، طوعاً أو إكراهاً او خوفاً) بالإنابة عن التحالف الأميركي - "الإسرائيلي"، تتمثل في نزع سلاح المقاومة.
الاستمرار بهذا النهج سيعرّض لبنان لحرب أهلية جديدة، وسيخسر الجميع؛ ستخسر المقاومة وأهلها، وستخسر "حكومة نزع السلاح" والمحايدون، وكذلك المتحالفون مع "إسرائيل"، لأننا لن نخسر لتربح أميركا و"إسرائيل".
من يظن أن باستطاعته ان يُلحق الخسارة بالمقاومة وأهلها دون ان يصيبه الضرر والخسارة، ودون أن يحرق يديه ووجهه بالنار، فهو واهم وساذج يخدعه المشغّلون والآمرون له ،فالمقاومة القادرة على مواجهة العدو قادرة بشكل أكبر على هزيمة أي طرف داخلي متحالف مع "إسرائيل"، وقادرة على إسقاط "حكومة نزع السلاح"، لكنها لا زالت تؤجل ذلك لانشغالها بالعدو الأساس، ولتحرير الجنوب واستعادة قواعد الاشتباك وتوازن الردع، لكنها إذا اضطرّت "لتأديب" البعض لتأمين ظهرها فستفعل ذلك حتماً.
نتمنى ألا يتمادى البعض في استفزازنا، لأنه يمكن أن تبقى "الثنائية الشيعية" على صبرها واستيعابها للاستفزاز، دون ضمانة أن يبادر أهل المقاومة للدفاع عن أنفسهم وعن لبنان خارج "إطار" الثنائية، فلن ينتظروا حتى يذبحهم التكفيريون و"إسرائيل" أو يسبوا نساءهم وينبشوا قبورهم.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل