انتخابات الجنوب.. معانٍ ودلائل ــ يونس عودة

الثلاثاء 27 أيار , 2025 04:08 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
صحيح ان الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الجنوب والنبطية، ولاسيما بلدات وقرى المواجهة الصفرية مع العدو الصهيوني, ختمت الاستحقاق اللبناني  في مرحلته الاخيرة من الانتخابات، وكان الختام مسكاً وعنبراً , ورياحين الوفاء للجرحى والشهداء الذين تخضب تراب الجنوب , بدمائمهم ,وبشهادة دمار البيوت العظيم والمنشآت على الاجرام غير المسبوق في التاريخ البشري .
لم تكن الانتخابات هذه المرة مجرد محطة كسابقاتها, خصوصاً في الجنوب؛ الشاهد دوما على الاجرام الصهيوني منذ عام 1948 , وانما كانت ترسيخا لمفهوم المقاومة والخيار المقاوم والنهج المقاوم .
لقد استبق العدو الغاشم والكريه , الانتخابات يوم السبت الماضي بشن سلسلة غارات توزعت على وسط وتخوم معظم القرى الجنوبية، بقصد ترويع الناس، لعدم الاقدام على ممارسة واحد من الحقوق الوطنية؛ في تكوين السلطات المحلية التي تعكس التطلعات , ليس فقط في الانتماء الوطني , وهذا جدا مهم , وانما الثقة العالية في ان المنتخبين ايا كانوا هم مرآتهم الروحية والانمائية بكل ما فيها من وفاء , وانتماء مروي بازكى الدماء 
لم تكن الانتخابات وتحديدا في الجنوب والنبطية ,انتصارا  لفريق سياسي ابدا , لان المرشحين المنافسين لم يكونوا اقل انتماء ووفاء للارض واهلها وشهدائها والثكالى فيها, كما انهم ممن دفع ثمنا غاليا من اهله وانيائه واصدقائه ورزقه , الا من قلة شاذة ينظر اليهم كافراد طموحين صوتيين.
اما اولئك الذين صنفوا انفسهم خارج المسيرة الوطنية الحقة فهم فقدوا  انفسهم , وليس فقط حظهم في المنافسة , وتدرج خطابهم من الحسم في الفوز المبين الى حق المنافسة , الى احتمال الخروق , الى كسر اللوائح , من دون ان يتعظوا من فوز اكثر من مئة بلدية بالتزكية , كمؤشر يؤكد المؤكد على الخيار المقاوم .
لقد اظهر هذا الخيار في يوم الانتخاب ان الجنوبيين هم هم , لا يتبدلوا ولا يبدلوا خياراتهم الوطنية وفق المناخات المحيطة , او القبول بالخنوع للجائرين , او للذين يستقوون بعدو الارض والانسانية , او الانصياع لحملات التوهين الاعلامية المدفوعة الاجر , بان خياراتهم هزمت وعليكم الاقرار بانكم عبيد .
لقد حقق الجنوبيون في الانتخابات البلدية والاختيارية رزمة من الدروس الوطنية والشجاعة:
1- ان حملة العدو الجوية قبل ساعات لترويع الناس ومنعهم من الوصول الى صناديق الاقتراع , باءت بالفشل الذريع، اذا تقاطرت سلاسل الناس بالسيارات من كل حدب وصوب باتجاه الجنوب بعيد سويعات قليلة , وشعارهم ,انا قادمون, وعلى العهد باقون .
2- اظهار فشل كل الحملات الاعلامية المكلفة في التأثير على اي فرد يتمتع بالانتماء وعشق الارض رغم الدمار الذي يعلوها الان ,ويبعده سكنا عنها ولو مؤقتا.
3- شكلت الانتخابات صدمة للفريق البحثي الاميركي على الارض الذي يقوم بدراسات اجتماعية وسيكولوجية ,ولمعرفةحجم التأييد لقوى المقاومة , والكراهية لاسرائيل خصوصا, وماذا يعني الغرب للجنوبي وبالاخص الولايات المتحدة من دون الاحجام عن دفع رشاوى لافساد من يظهر تجاوبا .
4- ان نسبة المشاركة كانت من الاعلى على مستوى لبنان , رغم الظروف القاسية بخلاف المناطق الاخرى , وهذا امر يفترض بالسلطات قياسه في السند لها في اي خطوة سياسية تفي الجنوبيين حقهم في اعادة الاعمار,وعدم الخضوع للقهر السياسي من اي طرف كان اكان عربيا ام غربيا ام اميركيا بالتحديد .
5-قدمت الانتخابات في الجنوب انموذجا,لا دور للمال فيه ابدا , وانما الطهارة الوطنية التي لا يمكن ان تدنس بمال فاسد , يوزعه مفسدون سواء على الاعلام للافساد المجتمعي , او على الافراد للافساد الجهوي .
6- اظهرت انتخابات الجنوب ان المنعة الوطنية, غير الملوثة بنقص المناعة لا تربكها الخيارات المتعددة لان خيارها محسوم ,وان البيئة التي انتجت  المقاومة باقية على عهد المقاومة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل