"أحداث غير مُتوقّعة".. عَين الحوثيّين على منصّات الغاز الإسرائيلية" !_ ماجدة الحاج

الثلاثاء 20 أيار , 2025 09:37 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
 
 
في تطوّر نوعي، أعلنت حركة "انصار الله" اليمنيّة امس الإثنين، فرض حظر بحري على ميناء حيفا – أهمّ الموانىء في الكيان "الإسرائيلي" وألمركز البحري المتقدّم في شرق المتوسّط، ليضع قرار الحظر اليمني على هذا الميناء، الكيان امام تحدّ استراتيجي فعلي، خصوصا وأنّ خطوة تصعيديّة قادمة قد تتجاوز هذا القرار الى ما هو اخطر وأكثر ايلاما، حيث اكدت شخصيّة دبلوماسيّة عربية-نقلا عن مصدر صيني وصفته ب"الموثوق"، "انّ عيون الحوثيّين باتت تشخص على منصّات الغاز "الإسرائيلية" فيما لو انزلقت الامور عن سياقها، "بانتظار قرار من القيادة العليا"!
 
بقرار الحظر البحري على ميناء حيفا، تكون حركة "انصار الله"، قد انتقلت الى مرحلة تصعيديّة لافتة بعد الحصار الجوّي الذي فرضته على "اسرائيل"، وحيث بات استهداف مطار "بن غوريون" بالصواريخ الباليستية وفرط الصّوتية كابوسا شبه يومي يؤرق تل ابيب ويضع ملايين المستوطنين في حال استنفار ورعب دائمَين، طالما انهم أصبحوا مُلزمين في ايّ لحظة، بالفرار الى الملاجئ هربا من الصواريخ اليمنيّة.. هذا عدا الآثار الإقتصادية السلبية الناتجة عن هذه الاستهدافات على قطاعات عديدة في الكيان-خصوصا السياحة والتصدير، والتي دفعت العديد من شركات الطيران الدولية للإذعان لقرار صنعاء وتعليق رحلاتها من وإلى "اسرائيل".
 
بنيامين نتنياهو، الذي كانت تغمره "النّشوة" وهو يُعلن انه يُغيّر الشرق الاوسط وضع "اسرائيل" نفسها في مأزق وحصار فعليّ لن يعرف الخروج منهما- خصوصا وانّ مجالس العديد من القادة العسكريين وكبار المحلّلين والخبراء العسكريين الخاصّة-البعيدة عن الضوضاء، باتوا يُقرّون بصعوبة مواجهة "الحوثيّين"، رغم الهجمات الجوّية العنيفة التي شنّتها المقاتلات "الإسرائيلية" حتى الآن، وحيث كان آخرها الهجوم الذي شاركت فيه 15 مقاتلة تطلّب عبورها اكثر من 2000 كيلومتر ووُصف في "اسرائيل" بأنه إنجاز نوعي وتقني، الا انها ضربت الأهداف نفسها كما في كلّ مرّة، نظرا الى افتقار "اسرائيل"-كما الولايات المتحدة، للمعلومات الاستخباريّة وبنك الأهداف الفعليّ المتعلّق بالحركة اليمنيّة..
 
فماذا باستطاعة "اسرائيل" ان تفعل تجاه اليمن بعد ان هربت الولايات المتحدة الاميركية نفسها من مواجهة "الحوثيّين"؟ وآثر رئيسها المبادرة الى عقد اتفاق معهم بوساطة عُمانية؟ بعد الخسائر الجمّة التي مُنيت بها، رغم اعتماد حملتها العسكرية على  حاملات طائرات وصواريخ دقيقة التوجيه وقاذفات استراتيجية واستهداف اكثر من 800 موقع في اليمن.. الا انّ "انصار الله" واصلوا استهداف مدمّراتها وسفنها الحربية والتجاريّة في تحدّ غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.
 
بعدما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية انّ الولايات المتحدة استنزفت في غضون اقل من ثلاثة اسابيع 7 مليارات دولار في قصف اليمن دون تحقيق اي نتائج، وانّ الحوثيّين اسقطوا حوالي 7 بالمئة من اجمالي مخزون اميركا من طائرات "ام كيو 9 " المسيّرة، كاشفة انّ حملة القصف هذه إستنفذت ذخائر نادرة وأدّت الى إضعاف القدرة العسكريّة الأميركية.. إعتبر موقع "ميدل ايست مونيتور" البريطاني في تقرير تحليليّ امس الإثنين، انّ العدوان الاميركي على. اليمن، تحوّل من استعراض قوّة الى فشل عسكري واستراتيجي للولايات المتحدة ووصف الكاتب في الموقع بيتر روجرز، الحملة الأميركية على هذا البلد بأنها "الأضخم منذ عقود". 
 
فكيف ستواجه "اسرائيل" وحدها هذه الجبهة التي لم تحسب لها ولقدراتها حسابا من قبل؟ هل تراهن على عامل استنزاف الحركة اليمنيّة التي لا تزال توجّه صواريخها الباليستية وفرط الصّوتية على "اسرائيل" منذ بدء تنفيذ قرار إسناد غزّة حتى الآن؟؟ لا معلومات استخبارية لديها عن حجم ترسانة "الحوثيّين" الصاروخية او طائراتها المسيّرة او حركة قادتها.. لربما تلقّفت التقارير المتداولة التي تفيد ببراعة "الحوثيّين" في التصنيع العسكري المحلي.. قبل ان تبدأ تقارير عبرية بالتصويب على صواريخ متطوّرة حصلوا عليها من روسيا والصين.
 
معهد دراسات الأمن القومي "الاسرائيلي" وفي تقرير نشره في اواخر شهر نيسان الماضي، لفت الى انّ" روسيا كانت ارسلت عددا من ضبّاط الاستخبارات العسكرية الى قواعد الحوثيين، ونقل صور الأقمار الصناعية اليهم لتحسين توجيه عمليّات الإطلاق التي يقومون بها"، وذكر المعهد انّ اللقاءات شارك فيها تاجر الأسلحة الرّوسي المخضرم فيكتور بوت لتعزيز صفقات الأسلحة، مشيرا الى انّ الصينيّين بدورهم عقدوا اتفاقيات مع "الحوثيين".
 
في خريف العام الماضي، ذكرت وكالة "رويترز" في تقرير لها، انّ ايران توسّطت في محادثات بين موسكو و"الحوثيّين" لنقل صواريخ كروز "بي800 " المضادة للسّفن الى صنعاء- وهو سلاح فرط صوتي. وإذا ما اقترن ببيانات الإستهداف الدقيقة التي توفّرها الأقمار الصناعية الصينيّة، فهذا يضمن "للحوثيّين" قدرة على ..تعطيل او إغراق حاملة طائرات اميركية متى قرّروا ذلك- وفق اشارة الوكالة.
 
 
 وليُلحق تقريرها بتواتر تقارير اخرى افادت "انّ علاقة الصين بالحوثيين ادّت.. الى مساعدة شركات الأقمار الصناعية الصينيّة لهم في استهداف السّفن الحربية سيّما حاملات الطائرات الاميركية بدقّة اكبر. وذلك يصبّ في مصلحة الصّين، إذ لطالما مثّلت حاملة الطائرات الاميركية أخطر تهديد قد تواجهه في حرب تقليدية مع الولايات المتحدة بشأن تايوان"- بحسب التقارير.. هذا قبل ان تذكر صحيفة "ناشونال انترست" الاميركية بدورها خلال الشهر الجاري، "انّ الحوثيّين بفضل تحالفهم مع ايران، يتمتعون بعلاقات ودّية مع كلّ من روسيا والصين، وهم مُنحوا مجموعة هائلة ومتنامية من الصواريخ المتطوّرة القادرة على ضرب اهداف بعيدة تصل الى "اسرائيل".
 
 
وعليه، بات اليمن الجبهة التي تؤرق فعليّا الكيان "الاسرائيلي".. بعد تهديد رئيس المجلس السياسي الأعلى في حركة "انصار الله" مهدي المشّاط لجميع الصهاينة ودعوتهم لالتزام الملاجىء من الآن وصاعدا، او المغادرة الى اوطانهم فورا "لأنه لن يكون بمقدور حكومتكم الفاشلة حمايتكم بعد اليوم"-وفق تعبيره، جدّد زعيم الحركة السيّد عبد الملك الحوثي، تحذيره لإسرائيل من مفاجآت قادمة اكثر ايلاما اذا لم يتوقف العدوان على غزة ويُرفَع الحصار عنها..
 
مفاجآت قد تكون عنوان المرحلة القادمة، بدءا من اليمن، مرورا بغزّة، وصولا الى سورية ولبنان.. ثمّة معطيات تشير الى احداث كبرى مرتقبة في سورية خصوصا مع التصريح اللافت في توقيته اليوم الثلاثاء لوزير الخارجية الاميركي والذي قال "إنّ سورية قد تكون على بُعد اسابيع من حرب اهليّة شاملة، مضيفا إنّ الإنهيار المحتمل للسلطة الإنتقالية السوريّة قد يكون على بُعد اسابيع وليس أشهر"!.
 
ما يُعزّز فرضيّة ما رجّحه مصدر في موقع "ميدل ايست آي"، عن" تطورات.. مرتقبة قد تكون غير متوقعة في المنطقة -خصوصا في سورية ولبنان، لربما تشكّل احداثا فارقة في لحظة مفصليّة تمرّ بها المنطقة!.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل