"نداء الوطن" تهدّد الحريري باسم السعودية... وبيروت ترفض الخضوع!

الثلاثاء 20 أيار , 2025 01:15 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

منذ متى باتت بيروت رهينة تهديدات تُطلق من خلف شاشات منصة "إكس" على لسان صحافيين تدرجوا عبر حلقات "الزجل" يحملون سوط الوصاية؟ ومنذ متى صار "القصاص السعودي" سيفًا يُشهر في وجه زعيم لبناني، لم يرتكب سوى "جريمة" الدفاع عن كرامة العاصمة وعن حقّها باختيار من يمثلها؟

رامي نعيم، نائب رئيس تحرير صحيفة "نداء الوطن" التي لا يقرأها إلّا من يعرفون عنوان المطبعة، خرج بتغريدة أقل ما يقال فيها إنها اعتراف صريح وخطير بتدخل دولة أجنبية، المملكة العربية السعودية، في الحياة السياسية والانتخابية في لبنان. ليس هذا فقط، بل هدّد بشكل مباشر الرئيس سعد الحريري وحرّض عليه بذريعة أن أحمد الحريري وفريقه يتدخلون في الانتخابات البلدية في بيروت "رغم الحظر السعودي".

أيّ حظر هذا؟ ومن أعطى نعيم أو غيره صلاحية تمثيل القرار السعودي؟ والأخطر: من سمح لهؤلاء أن يحدّدوا للبنانيين، من بيروت إلى عكار، من يُسمح له بالترشّح أو التصرّف، ومن يُمنع ويُقصى تحت طائلة "القصاص"؟

بيروت ليست رهينة. وأهل بيروت ليسوا قطيعًا. وهذه المدينة، التي قدّمت الدماء في وجه العدو الصهيوني عام 1982، لن تخاف من إعلامي مأجور يوزّع النصائح من موقع الوصاية، ويهدد اللبنانيين بسياط "الأشقاء".

أهل بيروت مدعوون اليوم للرد. للقول إن الانتخابات ليست منصّة ابتزاز ولا سوق نخاسة سياسي، بل فعل ديمقراطي سيادي نابع من إرادة ناسها. فلا تتركوا الساحة يُداس عليها من جديد، ولا تسمحوا أن تتحول بيروت إلى منصة لتصفية حسابات إقليمية على حساب كرامة زعمائها، وأوّلهم سعد رفيق الحريري، الذي خرج بإرادته من الحياة السياسية احترامًا للواقع المأزوم، لا استسلامًا لأحد.

نعم، نختلف مع الحريري، ونعاتبه، وننتقد خياراته أحيانًا. لكننا لا نقبل أن يُهدَّد باسم "القصاص"، ولا أن يُعامل كموظف في بلاط، ولا أن يُحاكَم على نية قريبه أو تياره.

نقولها بوضوح: من يدّعي الحرص على الديمقراطية، لا يهدّدها. ومن يدّعي الصحافة، لا يكون لسان جلاّد سياسي خارجي. ومن يحب بيروت، لا يطعن رموزها لمصلحة رعاة الظلّ.

آن الأوان لنقول كفى. لا للوصاية السعودية، أكانت بالبساطير أو عبر التغريدات المدفوعة الثمن.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل