أميركا لن تحكم لبنان... ولن تمر!

الخميس 15 أيار , 2025 06:08 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

مرةً أخرى، تعود أميركا بمشروع الهيمنة إلى لبنان، تحرّك أذرعها السياسية والعسكرية، وتدفع بأدواتها القديمة المتجددة إلى الواجهة: إسـ ـرائـ ـيل، السعودية، الجولاني، ومن يختبئ خلف الستار من العملاء المحليين. لكننا نقولها اليوم كما قلناها سابقًا: لن تمرّوا!

سيقول البعض إنّها شعارات خشبية. نرد: وهل الخشب لا يُشتعل؟

من اليمن الجريح والمحاصر خرج لهيب المقاومة، وأسقط أدواتها الواحدة تلو الأخرى، حتى أصبحت الطائرات المسيّرة تقرع أبواب الرياض وأبو ظبي. فكيف بلبنان، بلد المقاومات والانتصارات، بلد طرد الأساطيل، وقبر مشروع الشرق الأوسط الجديد؟

في عام 1982، نزلت البارجات الأميركية على شواطئ بيروت، ووراءها إسـ ـرائـ ـيل، بغطاء عربي ودولي، ومع ذلك، رحلت تجرّ ذيول الخيبة. انفجرت المارينز في المطار، وطار المشروع مع دخانهم الأسود. أفليس في ذاكرتكم شيء من التاريخ؟

واليوم؟ يقولون إن المشروع مختلف، وإن واشنطن جاءت هذه المرة بغطاء عربي، تقوده السعودية، وتباركه "إسـ ـرائـ ـيل"، وتعمل له أدوات على الأرض تحت غطاء المجتمع المدني أو التطرف التكفيري.

لكننا نسأل: متى كانت السعودية معنا؟ متى كانت "إسـ ـرائـ ـيل" شريكًا في السلام؟ متى كانت أميركا تحمل مشروع خير؟

حتى سوريا اليوم تُستهدف لتفتيتها، وليس لانقاذها. من ظنّ أن دمشق ستبقى واحدة وموحدة إن هوى لبنان، فهو لا يقرأ الجغرافيا ولا يعرف التاريخ. ما يُراد هو تقسيم الشام كما يُراد تقسيمنا، وإعادة رسم خريطة سايكس بيكو بدم جديد.

ترامب والورقة السورية – اللبنانية

ما لم يستطع جورج بوش فرضه على الأسد بعد احتلال العراق، يُحاول ترامب اليوم فرضه على بيروت عبر أبو محمد الجـ ـولاني، نسخة النصرة المعدّلة، والذراع غير الرسمية للمخابرات الأميركية في الشمال السوري.

نفس الشروط التي رفضتها دمشق – بكرامة – في 2003، يريدها ترامب أن تُمرّر اليوم تحت عنوان "إنقاذ لبنان"، بينما هي إغراق لبنان في فوضى التفكك، وتسليمه لإسـ ـرائـ ـيل على طبق من نار.

كلمة إلى الشعب اللبناني

نعم، يُحرّفون التاريخ ويُزوّرون الحقيقة، يتحدثون عن حرية وهم يقيمون المعتقلات، يتحدثون عن سيادة وهم يُدخلون السفن بلا إذن ولا احترام، يتحدثون عن إنقاذ اقتصادي وهم سبب الحصار، يتحدثون عن مكافحة الفساد وهم رعاته وممولوه.

لكن الجواب، كما دائمًا، من الناس. من الأرض. من الوعي. من المقاومة. من التاريخ الذي لم يُمحَ، بل يُكتَب من جديد.

لن ننسى من دمّر لبنان، من فجّر مساجدنا وكنائسنا، من سلّح الإرهاب وأطلقه في شوارعنا. لن ننسى أن كل حرب أهلية، وكل فتنة طائفية، وكل مشروع تقسيمي... كانت أميركا على رأسه، أو خلفه، أو تموّله وتُديره.

لن تمرّوا!

هذه ليست مقولة عاطفية. هذه وعد. كما فشلتم سابقًا، ستفشلون اليوم.

لبنان لا يُباع. لبنان لا يُشترى. لبنان ليس ولاية أميركية. لبنان مقاومة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل