"قناة الجديد" تضلّل .. العلاقات اللبنانية - العراقية ليست للمزايدة الإعلامية

الثلاثاء 13 أيار , 2025 12:28 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

في خطوة تفتقر إلى الدقة وتتنافى مع أخلاقيات العمل الإعلامي، بثّت قناة "الجديد" مساء الإثنين 12 أيار 2025 خبراً يفيد بأن رئيس الجمهورية اللبنانية لن يشارك في القمة العربية المقرر عقدها في بغداد يوم السبت المقبل، مدعية أن السبب هو عدم تلقيه دعوة رسمية، وأن من سيمثل لبنان في القمة هو رئيس الحكومة نواف سلام.

لكنّ هذه المعلومات، التي تم تداولها على أنها حقائق، لا تستند إلى الواقع وهي مغلوطة بالكامل. فبحسب ما هو موثّق وعلني، كان المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية قد نشر عبر الحساب الرسمي على منصة "أكس" بتاريخ 25 نيسان 2025 صورًا وتفاصيل دقيقة تؤكد أن رئيس الجمهورية جوزاف عون تسلّم دعوة رسمية لحضور القمة، وجّهها إليه الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، ونقلها إليه وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي أحمد فكاك البدراني خلال زيارة رسمية لبيروت.

هذا التوثيق العلني والشفاف ينفي بشكل قاطع مزاعم قناة "الجديد"، ويكشف نيتها الواضحة في تحريف الوقائع وبث معلومات من شأنها التشويش على الرأي العام، والإيحاء بوجود خلافات أو تقصير على مستوى رئاسة الجمهورية، ما يطرح تساؤلات جدية حول الدوافع الكامنة خلف هذا النوع من التغطيات الإعلامية.

إن ما قامت به قناة "الجديد" لا يمكن تصنيفه في إطار "الخطأ الصحافي" العابر، بل يدخل ضمن منهجية ممنهجة من التضليل الإعلامي والتحريض السياسي، ما يستوجب تحركاً قضائياً وإعلامياً لوضع حد لهذا الانفلات الإعلامي الذي يهدد الأمن الوطني والعلاقات الدبلوماسية للبنان، خصوصاً مع دولة شقيقة كالعراق.

وفي هذا السياق، بات من الضروري أن يبادر رئيس الجمهورية إلى اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة لمحاسبة الجهات الإعلامية التي تبث الأكاذيب وتحاول ضرب موقع الرئاسة في الداخل والخارج، تحقيقاً لأجندات مشبوهة لا تخدم المصلحة الوطنية العليا، بل تزرع الفتن وتُضعف صورة الدولة ومؤسساتها.

فالمصداقية ليست وجهة نظر، والإعلام الحر لا يعني الإفلات من المحاسبة، وعلى المؤسسات الإعلامية أن تكون ضمير الحقيقة لا أدوات للتحريض والافتراء.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل