الحقد والتنمّر على الشيعة اللبنانيين _ د. نسيب حطيط

الأحد 11 أيار , 2025 11:41 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
على مشارف الذكرى الثالثة والأربعين لتحرير الجنوب، وضمن حملة الثأر لهزيمة "إسرائيل" وحلفائها في لبنان، يتعرّض الشيعة اللبنانيون كطائفة؛ أفراداً وجماعة، لحملة اعتداء وشماتة وحقد وتنمّر من بعض الأغبياء وقليلي الوفاء ، بعيداً عن آداب المواطنة والإنسانية والأخلاق واعتبار الشيعة جالية طارئة وآن الأوان للتخلّص منها ، لإعدام قيم الكرامة والأخلاق والوطنية التي تمنع التعامل مع "اسرائيل"، وتقول بوجوب مناصرة الفلسطينيين.
يتعرّض الشيعة اللبنانيون لعدوانٍ رسمي وحزبي وطائفي لبناني، يشنّه بعض الطارئين السياسيين، ويقوده بعض الصبية المقاولين والفاشلين في امتحان الوطنية والأخلاق والوفاء، فتسكت الدولة عن القصف "الإسرائيلي" والتدخلات والإملاءات الأجنبية، لكنها تستقوي على الزوّار الشيعة من العراق وإيران، وتتباهى بأنها صادرت بعض الدولارات او الذهب، لكنها لم تمنع تهريب مليارات الدولارات الى الخارج من أموال اللبنانيين المودعة في اوكار اللصوص التي يسمونها المصارف، ويريدون إعادة ملء خزائنها من جديد، ويطالبون بإقفال "القرض الحسن" ونقل أموال الناس من بيوتها الى "المصرف السيئ" من جديد!
يتصرّف بعض المسؤولين الرسميين والأجهزة وكأن الشيعة أكثر خطراً من الاحتلال والنازحين واللاجئين والدواعش، فيطالبون بنزع سلاح المقاومة قبل كل المقيمين في لبنان الذين يحملون السلاح من الإسرائيليين والفلسطينيين والسوريين والتكفيريين والأميركيين وغيرهم.
تجاوز بعض اللبنانيين الآداب والقوانين ورغبوا بممارسة تجارة "نبش القبور"  التي تمارسها الجماعات التكفيرية في سوريا، وحاولوا نبش قبر" السيد الشهيد" معنوياً والتنقيب عن الفتنة لإشعالها، مقابل دولارات معدودة وبهدف استفزاز أهل المقاومة وأحباء السيد (الذين كان ردهم ضعيفاً وخجولاً، مع الأسف، ضد المعتدين، فبدل زيارة الضريح كان من الأولى رجم المعتدي والاعتصام أمام  تلفزيونه) الذين يكظمون غيظهم ويصبرون على الاغتيالات "الإسرائيلية" والمضايقات الرسمية اللبنانية والاستفزاز المستمر بانتظار اللحظة المناسبة التي سيحدّدها أهل المقاومة او بعض الشجعان للرد .
احتشد الأعداء من كل ناحية؛ "فإسرائيل" من الجنوب ومن الجو والبحر وأميركا من سفارتها وحاكمها الإداري والسفراء العرب من الوزارات والتكفيريين من الشمال والشرق، والعرب جبهة إسناد للعدو، وبعض الأنذال اللبنانيين المتحالفين مع "إسرائيل"، والذين قاتلوا معها وارتكبوا المجازر، مدعومين ببعض طحالب السياسة الذين يقدّمون اوراق اعتمادهم للعدو "الاسرائيلي"، لافتراضهم أنه أصبح اليد الأقوى وبعدما لعقوا من عسل المقاومة لعقود وبدأوا يفرون من سفينتها للتطوّع "ككلاب صيد" ومخبرين لإسرائيل وأميركا.
يفترض هؤلاء ان المقاومة وأهلها قد انهزموا ويحاولون إثبات قوتهم، بالرقص على أشلاء المقاومين الشجعان ويستعرضون قوتهم على "سرير" الطائفة الجريحة لأنهم لم يستطيعوا مواجهتها عندما كانت بقوتها التي ستعود ان شاء الله ولم تعاملهم كما يعاملونها الآن فقالت لعملاء اسرائيل في الجنوب اذهبوا فأنتم الطلقاء ولم تقتل عملاء اسرائيل في الداخل مع قدرتها على ذلك طوال 40 عاماً ولا زالت تمتلك القوة للقيام بذلك إذا ارادت، وإذا استمر بعض الأغبياء الجبناء، بالتحدي وفتح الطريق امام العدو "الإسرائيلي" لنزع سلاح المقاومة.
المقاومة جريحة، لكنها لم تستشهد وهي في طريق الشفاء .
الشيعة اللبنانيين ليسوا طارئين، وليسوا مهزومين، ولا زالوا يمتلكون القوة القادرة على إسكات عملاء الداخل ومواجهه العدو ،خلافاً لما يعتقده بعض الأغبياء، ويبدو ان العدو أكثر معرفة، ولذا فهو يحشد العالم لإنقاذه من سلاح المقاومة والمطالبة بنزعه حتى لا يعود للثأر من قاتليه.
عندما امتلك الشيعة القوة، ولا زالوا يملكونها، لم يهجّروا مسيحياً من قريته، بل أمّنوا الحماية له، واعتصم الإمام الصدر في مسجد الصفا، لفك الحصار عن القرى المسيحية في بعلبك، ولم يشارك الشيعة في الهجوم على اي قرية مسيحية او غيرها، مع ان اليمين المسيحي هجّرهم من النبعة وبرج حمود وخطفهم وقتلهم، ومع ذلك يبادر بعض المسيحيين - "الإسرائيليين" للتطاول والاستفزاز.  
نحذّركم وننصحكم بأن ترحموا أنفسكم ولبنان، وأعيدوا النظر في خطابكم ومواقفكم وأنتم الذين جرّبتم التحالف مع "إسرائيل" واخذ السلاح منها واستقبال شارون في بيوتكم وارتكبتم المجازر معها ثم انهزمت وانهزمتم وسَتُهزمون معها مرة ثانية بإذن الله.
لا تراهنوا على صبرنا وحكمتنا كثيراً، فربما سيبادر بعض الشجعان للرد، فالمقاومة انطلقت ضد المحتلين دون تعليمات حزبية مركزية، بل بادر الناس ميدانياً، وربما سيكرّرون فعلهم الذي يبدو انه لن يتأخر.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل