في زمن الرمادية… التطبيع خيانة والتموضع إلى جانب العدو جريمة

السبت 10 أيار , 2025 06:49 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

في زمن تُباع فيه المواقف وتُشترى، ويُجمَّل فيه وجه الاحتلال على منصات الإعلام وبعض الصالونات السياسية، نُجدد ما لن يتغيّر: التطبيع مع العدو الصهيوني هو خيانة، ومن يتماهى معه هو مجرم بحكم الوطنية والضمير، قبل أن يُجرّم بحكم القانون.

لسنا بحاجة إلى بيانات تنديد موسمية ولا خطابات مناسباتية. نحن بحاجة إلى موقف وطني واضح، لا رمادي ولا متلّون، يقول إن من يمدّ اليد إلى تل أبيب، سياسياً كان أو إعلامياً أو ثقافياً، قد خرج من الصف الوطني، ومن الإجماع الشعبي، وسقط في وحل العمالة المعنوية.

لبنان في خطر… والعدو لا يزال نفسه

العدو لم يتغيّر. هو هو، من قصف أطفال قانا، ومن ارتكب مجازر صبرا وشاتيلا، واحتل أرضنا في الجنوب، ويحتل حتى اليوم مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

هذا العدو الذي لا يزال يهدد سيادتنا ويخترق أجواءنا، ليس "شريك سلام"، ولا "جارًا مقلقًا"، بل هو عدو صريح، مشروعه مبني على التوسع والاحتلال وتفتيت الأمة.

في المقابل، هناك من لا يزال يروّج لفكرة أن "التطبيع أمر واقع" وأن "زمن العداء انتهى". هؤلاء ليسوا فقط على خطأ، بل على خط الخيانة.

من الرمادية إلى السقوط

أن تكون "رماديًا" في قضايا مصيرية كفلسطين والاحتلال الصهيوني، يعني أنك اخترت الوقوف على حافة السقوط الأخلاقي والسياسي.

"الرمادي" اليوم هو شريك في التمهيد للتطبيع، وفي تمييع الذاكرة الجماعية، وفي الترويج للعدو كشريك.

في المقابل، نقولها بوضوح:

لبناني مقاوم، شريف، ملتزم بقضايا الأمة، أشرف من ألف لبناني رمادي يغازل تل أبيب من خلف الستار.

أين الدولة؟ وأين القوانين؟

إذا كان كيان العدو يجرّم من يتعامل مع ما يسميه "جهات معادية"، فلماذا لم نرَ بعد قانونًا صارمًا يُدين ويُحاكم كل من يروّج للتطبيع أو يعمل له داخل لبنان؟

أين هو مفهوم "الأمن القومي" الذي من المفترض أن يشكل قاعدة لكل قرار وطني؟

لماذا التردد في حماية الذاكرة الجماعية والكرامة الوطنية من الاختراق الناعم عبر الإعلام أو الفن أو الاقتصاد؟

حسم لا مساومة

هذه ليست دعوة للعنصرية ولا للكراهية، بل دعوة للحسم الوطني، والثبات على المبادئ.

فلسطين ليست وجهة نظر.

و"حبّ الأوطان من الإيمان"، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

والسكوت عن التطبيع خيانة صامتة، والحياد في قضايا العدل انحياز للباطل.

فلْيكن واضحًا: من يطبع، من يبرر، من يروّج، من يصمت... شريك في جريمة معنوية كبرى بحق الأمة، وبحق شهدائها، ومقاوميها، وكرامتها.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل