أقلام الثبات
حقّق اليمن المقاوم نصراً مرحلياً ، تتويجاً لمواجهته العسكرية مع القوة العظمى أميركا، حيث رضخت أميركا لإجراء مفاوضات وقف النار مع اليمن المقاوم و "أنصار الله" الذين تصنّفهم منظمة إرهابية!
استطاع اليمن المقاوم؛ جيشاً وشعباً وأنصار الله، الصمود، ثم المواجهة التي أنزلت خسائر معنوية ومادية بأميركا، فأصاب حاملة الطائرات "هاري "ترومان" وأسقط طائرات الاستطلاع الحديثة، وآخرها اسقاط الطائرة الحربية الحديثة "إف_18".
اضطر المُتعجرف دونالد ترامب أن يتراجع عن تهديداته وعن غروره، تحت أقدام اليمنيين، نتيجة الخسائر التي ألحقوها به، وانسداد الأفق أمامه، لتحقيق أي نصر ضد اليمن، وإن الغارات الجوية ستكون عبثية ولن تخيف اليمنيين الذين تلقوا عشرات آلاف الغارات السعودية والإماراتية والقطرية والأميركية والبريطانية و"الإسرائيلية" خلال عشر سنوات ولم يستسلموا ولم يتراجعوا ولم ينهزموا.
بناءً على بيان وزارة الخارجية العمانية، الذي أكّد على نجاح الجهود العمانية لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين اليمني والأميركي، حيث سيمتنع الأميركيون عن قصف اليمن مقابل التعهد اليمني بعدم قصف السفن الأميركية، وترك حرية الملاحة البحرية لها، مادامت لا تخالف الشروط اليمنية، مع إبقاء الحصار على السفن "الإسرائيلية" او التي تتجه الى الموانئ "الإسرائيلية".
ماذا حقّق اليمنيون ومحور المقاومة من الاتفاق اليمني - الأميركي؟
- فصل المسار العسكري بين أميركا و"إسرائيل"، وتفكيك الموقف الموحّد في الساحة اليمنية والبحر الأحمر .
- ارتقاء "أنصار الله " والجيش اليمني، الضعيف والمُحاصر، الى مستوى القوة والكفاءة لتحقيق توازن الردع بين الجانبين، وهذا انتصار كبير لبلد ضعيف وفقير يعاني من الحرب الظالمة طوال عشر سنوات، ومع ذلك يصبح كفؤاً للدولة العظمى أميركا.
- نجاح استراتيجية المواجهة اليمنية، وبدء حصاد ثمارها، لدعم غزة،، فعندما تتراجع أميركا سيصيب القلق العدو "الإسرائيلي"، وسيدفعه الى التراجع او عدم التهور، خصوصاً مع انتفاء إمكانية الاجتياح البري لليمن.
- تأديب الدول العربية المعادية لليمن، وتحذيرها من أي مغامرة، وإعادة حساباتها، فاذا استطاع اليمنيون فرض التفاوض لوقف النار مع أميركا - دون تنازلات - فباستطاعتهم فرض شروطهم لوقف الحرب عليهم، وطلب التعويضات من إمارات الخليجية.
- فتح الانتصار اليمني "كوّة ضوء" في نفق المشروع المقاوم للأمة وللقضية الفلسطينية وللمُحاصرين في غزة.
- أكد الموقف اليمني، دور السلاح وضرورته، لاسترداد الحقوق وحماية الأوطان وأن امتلاك القوة هو السبيل الوحيد ،لحفظ الاستقلال والسيادة وان الدبلوماسية تنجح إذا كانت محميّة، بالسلاح والصواريخ والإرادة وان نزع السلاح هو الخطوة الأولى لإذلال الشعوب وهزيمتها .
- استهزأ الصمود اليمني وسخّف الملوك والرؤساء والأمراء الذين ينفذون أوامر أميركا ونتنياهو "كعبيد" واعطى اليمن، المثل والنموذج ، بقدرة الشعوب والأحرار على مواجهة الفرعون الأميركي والوحش الإسرائيلي.
إن اتفاق وقف النار بين أميركا واليمن المقاوم(غير يمن الفنادق السعودية) لا يعني انتهاء الحرب بينهما أو ان أميركا ،ستلتزم به ،بل ستكمل حربها على اليمن بطائرات إسرائيلية وعربية وجماعات تكفيرية من اليمن وخارجه ومن أحزاب وشخصيات يمنية وربما ينقلب " ترامب" على الاتفاق بعد اسبوع او أسبوعين، لكن هذا لا يخدش الانتصار اليمني ولا يقلّل من الربح اليمني ولو كان هذا الاتفاق لمدة "يوم واحد" ،فمجرّد توقيع الاتفاق والانسحاب الأميركي من إسناد إسرائيل هو انتصار كبير ،يمكن التأسيس عليه في ساحات أخرى ،مثل لبنان ،فإذا تعرّضت أميركا لضربات موضعية مؤلمة ،ستبادر للتخلّي عن دعمها لإسرائيل داخل الساحة اللبنانية.
الاتفاق اليمني - الأميركي صفعة على وجه ترامب ووجوه العرب وتركيا و"الإسلاميين الجدد" والجماعات التكفيرية والعملاء والمرجفين وكل أنظمة الاستسلام.
محور المقاومة يستعيد عافيته، ويستمر في ميدان المواجهة والصمود.
بدأنا الصعود من "قعر البئر"... وبدأوا النزول من أعلى التل..
النصر والسلام والتحايا لليمن العزيز المقاوم.
اليمن المقاوم يربح الجولة الأولى ضد أميركا ــ د. نسيب حطيط
الأربعاء 07 أيار , 2025 10:28 توقيت بيروت
أقلام الثبات

