"نصف اليمن" يكشف عورات العرب والتكفيريين وتركيا ــ د. نسيب حطيط

الإثنين 05 أيار , 2025 10:06 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
بعد عشر سنوات من الحرب المفروضة على الشعب اليمني واستمرار العدوان الثلاثي( الأميركي - البريطاني - "الإسرائيلي") بالتعاون مع عرب الخليج، يثبت "نصف اليمن المقاوم" بقيادة السيد عبد الملك الحوثي، قدرته على الصمود والإبداع؛ بالمعطى العسكري، والثبات على المبادئ ونصرة المقاومين في فلسطين ولبنان .
تحوّل نصف اليمن المقاوم الى دولة مواجهة ، بعدما كان دولة "إسناد"، واستطاع السيد عبد الملك الحوثي حمل راية محور المقاومة بعد اغتيال "السيد الشهيد" لمشاغلة العدو ونصرة غزة، بانتظار ان تستعيد المقاومة عافيتها في لبنان، وتعاود المرابطة في خنادقها.
لا يمكن مقارنة قوة العرب والمسلمين وتركيا بما يملكه اليمنيون الشرفاء المُحاصرون الذين يرزحون تحت القصف والحصار والجوع منذ عشر سنوات من الحرب الظالمة عليهم، ومع ذلك انتفضوا شعباً وقيادة وجيشاً لنصره غزة التي تركها التكفيريون "السنّة" وتركتها تركيا "السنيّة" وتركها الإخوان المسلمون (السنّة) الذين لازالوا يقاتلون أنصار الله في اليمن، وتركها العرب الكاذبون بشعارهم "نصرة السنّة"، وهم ينصرون "إسرائيل" واميركا.
لا مكان للحقد والعتاب عند اليمنيين الشرفاء ، فهم لم يلتفتوا بأن الفلسطينيين لم يستنكروا الحرب على اليمن ولو بكلمة، وبعضهم أيّد الحرب الظالمة.. لم يختبئوا وراء بعد المسافة الاف الكيلومترات، ولم يحتجوا بأوضاعهم الداخلية الصعبة، فكانوا مصداقا للحديث النبوي الشريف "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد".. فكانوا العرب الأقحاح والمسلمين الأصيلين.
حقّقت المقاومة اليمنية الشريفة إنجازاتٍ عسكريةً ومعنوية كبرى ضد "إسرائيل" وأميركا :
- أغلقت "البحر الأحمر" الذي لم يستطع العرب في حروبهم ان يغلقوه .
- أغلقت ميناء "إيلات الإسرائيلي" الذي لم يغلقه العرب .
- تُحاصر المقاومة اليمنية مطارات "إسرائيل"، وتُغلق الأجواء "الإسرائيلية" امام شركات الطيران العالمية، وتقصف مطار اللد "بن غوريون".
- تحاصر "إسرائيل" لفك الحصار عن غزة .
- وجّهت صفعات معنوية وعسكرية بالقوات البحرية والجوية الأميركية ،وتجرأت عليها وكسرت هيبتها.
- تستعد لنصرة المقاومة في لبنان ،لتكون الصواريخ اليمنية بديلاً عن صواريخ المقاومة، لتُجهض مطلب نزع السلاح، وتصفير جدوى المنطقة العازلة "جنوبي الليطاني" ، فإذا فقدت المقاومة اللبنانية صواريخها الدقيقة والباليستية "مؤقتا" ، فستكون صواريخ اليمن بديلاً عنها؛ لضرب شمال فلسطين وتل ابيب المُغتصبة.
- تُثبت المقاومة اليمنية أن "إسرائيل" ليست قوية، وأن امريكا ليست قوية، وعاجزة عن فرض قرارها إذا واجهها المقاومون الشرفاء، بأسلحتهم البسيطة وإرادتهم وايمانهم الشامخ.
- تُثبت المقاومة اليمنية أن "اسرائيل" عاجزة وضعيفة وليست قوية، بل ان العرب والمسلمين وبعض الفلسطينيين ضعفاء ومتآمرون وعملاء ومرتزقة؛ أهانوا عروبتهم وإسلامهم واستسلموا لبضعة ملايين من الصهاينة، وجعلوا مئات الملايين من العرب والمسلمين أرقاما مهمّشة لا يحترمها أحد، وبعضها يفتش عن رغيف الخبز وبعضها يفتش عن الترفيه والرقص والخلاعة .
ان الصمود اليمني واستمرار معركته ضد التحالف الأميركي - "الإسرائيلي" - العربي - التركي يعطي ثماره المعنوية والعسكرية:
 -  معنوياً: تعطي الضربات اليمنية جرعات أمل وتفاؤل ، ضد الانهزام النفسي الذي يعيشه أهل المقاومة، وتكشف أن جمرة المقاومة لازالت مشتعلة ، تنتظر الرياح المناسبة ،لتعود نارها كما كانت ويعلن اليمن ان محور المقاومة لم يسقط، رغم كل الضربات القاسية والمؤلمة وأنه قادر على النهوض ثانية واستعادة زمام المبادرة وأن الحرب لم تنته بعد ويمكن ان تكون المقاومة قد خسرت او لم تنتصر في معركة، لكنها لم تنهزم في حرب ويمكنها استعادة توازن الردع وفرض الشروط .
-  عسكرياًً: استطاع "نصف اليمن المقاوم" منع رحلات شركات الطيران الأجنبية الى "إسرائيل"، ويمنع شركات النقل البحرية من نقل البضائع الى "اسرائيل" ويُجبر مئات آلاف "الإسرائيليين" على الهروب الى الملاجئ وتعميم حالة الخوف والقلق التي ستستمر، لإظهار العدو بموقع الضعيف، غير القادر على حماية اجوائه ولا موانئه... فكيف إذا صعّد اليمنيون الشرفاء، الموقف وأطلقوا صواريخهم ،باتجاه ميناء "حيفا" وحقل "كاريش " لحماية "إخوة السلاح "في لبنان؟
يعلن "نصف اليمن المقاوم" بأن محور المقاومة لم يمت او ينهزم ميدانياً ويؤمن التغطية النارية للجبهات التي تعاني من ضعفٍ وحصار ومشاغلة العدو، لإعطائها الوقت الذي تحتاجه لاستعادة عافيتها وترميم هيكليتها ،لتعود للميدان والذي لن يكون بعيدا بإذن الله ومن المبكر إعلان ونتائج الحرب النهائية ،لأن الحرب لم تنته ولأن حركات المقاومة لم تستسلم ولم تنهزم .... ولم تنتصر "اسرائيل" وأميركا نهائياً، بل هما في دائرة النصر المرحلي والمؤقت الذي لن يدوم ...
يمتلك "نصف اليمن المقاوم" الكثير من أوراق القوة رغم فقره والحرب المفروضة عليه ورغم حقد العرب هزمهم وكشف عورتهم ونفاقهم وتآمرهم.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل