صباح اليمن الجبّار... حين يصحو الكرام على وجعٍ ويُبدِعون ملحمة

الأحد 04 أيار , 2025 12:25 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

صباح اليمن... لا يشبه أي صباح، فهو لا يأتي على وقع فنجان قهوة وتغريدة سياسية باردة من برج عاجيّ، بل يولد من رحم الجوع، وتحت لهب الحصار، وبهدير الصواريخ التي لا تنطلق للعبث، بل لتقول للعالم: "نحن هنا، لسنا ظلاً لأحد، ولا عبيدًا لِأحد".

صباح اليمن الذي لم يتعطّر بعطور المستوردين، بل برائحة التراب الذي حفر فيه أبناؤه خنادق الشرف، ومضوا حفاة عراة إلا من إيمانهم، يواجهون الطائرات والمليارات وسيوف الخيانة، بأكتافٍ نحيلة، وقلوب لا تعرف الانكسار.

أولئك الحفاة... ليسوا عابرين في زمنٍ مختل. إنهم سادة اللحظة، كُتّاب التاريخ بلغة الفعل. هم من لقّنوا المتأنقين في مكاتبهم المكيّفة، حملة ربطات العنق النظيفة، وأفكار "الحياد" والميوعة، دروساً في الصمود والموقف، والرجولة التي لا تُصطنع.

صباح الرجال الرجال... الذين لم يبيعوا صوتهم في مزاد السياسة، ولم يقايضوا دماء أطفالهم بكلمة رضا من سيدٍ أو زعيم. هم من قرروا أن الموت بكرامة، أشهى من الحياة في ذُلّ.

صباح الصاروخ الذي لم يُطلق عبثاً، بل انطلق ليكسر توازن الرعب المصنوع في غرف المؤامرة. ليقول للطغاة لكيان الاحتلال الصهيوني: لن تناموا على جراحنا، ولن تهنؤوا بأمانٍ مزيّف بينما تسفكون دماء أطفالنا.

في زمن التواطؤ، يعلو اليمن، لا بالمال ولا بالسلاح الفاخر، بل بعقيدةٍ حُفرت في الصدر، وكرامةٍ لا تعرف الانحناء.

فصباح اليمن، هو صفعة على وجوه المتخاذلين، وهمسة عزّ في أذن الأحرار: لا تزال في الأمة قلاعٌ لا تسقط، ورجالٌ لا يُشترَون.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل