لا تزيّفوا الوجوه السوداء.. الإرهابي لا يمكن أن يكون رئيسًا

السبت 03 أيار , 2025 06:09 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

في زمنٍ استُبدلت فيه الحقائق بالشعارات، وحلّت لغة التزوير محلّ الضمير، بات لزامًا علينا أن نقف في وجه محاولات خبيثة تهدف لتجميل القتلة، وإضفاء الشرعية على أمراء الحرب وتجار الدم.

بعض وسائل الإعلام، تصرّ على تسمية الارهابي المدعو أحمد الشرع، الملقب بـ"أبي محمد الجولاني"، بـ"السيد الرئيس"، وكأننا أمام قائد دولة شرعي، لا زعيم ميليشيا تكفيرية خارجة عن كل شرع وضمير. الجولاني، الذي بدأ رحلته في تنظيم القاعدة ثم تمرغ في دهاليز استخبارات إقليمية ودولية، لم يكن يومًا حاملًا لقضية. بل هو انعكاس لانحراف المسار، وتحوّل الميدان إلى بورصة مصالح.

إن من نصب الحواجز على الطرقات لابتزاز المارة، وزجّ بالناس في سجونه، وعقد التفاهمات الأمنية مع المحتل التركي، لا يمكن أن يكون يومًا في صفّ الحرية أو الكرامة. والأخطر من كل ذلك، أن هذا الرجل وتنظيمه، رغم سطوتهم على سوريا، لم يوجّهوا رصاصة واحدة تجاه العدو الصهيوني، بل التزموا صمتًا مريبًا تجاه الاحتلال المستمر للجولان السوري. الجولاني، ومن معه، فتحوا معارك داخلية ضد الاقليات في سورية وضد كل من خالفهم الفكر التكفيري، بينما ظلّت حدود العدو ساكنة، آمنة، لا يمسّها "جهادهم" المزعوم.

ولا تقف المأساة عند الجولاني وحده، بل تتعمّق أكثر حين يُشار إلى ميليشياته بعبارات مثل "الأمن العام السوري"، وكأننا نتحدث عن جهاز وطني في دولة ذات سيادة! إن هذه التسمية تزوّر الحقيقة، وتمنح مرتزقة التطرف عباءة الشرعية. فمن يحكم بالقهر والخطف والمحاكم الفاسدة، لا يمكن أن يكون حارسًا لأمن، بل هو الخطر بعينه.

نقولها بوضوح: من يجمّل صورة الجولاني وأمثاله، سواء بحسن نية أو بقصد الترويج السياسي، يشارك في جريمة تشويه الوعي.

لا تخافوهم، فالرب واحد، والعمر واحد، ومن خان فلسطين وسلّم ظهره للعدو، لن يكون يومًا نصيرًا للشعب.

لتسقط كل الأقنعة، ولتبقَ الكلمة حرةً، صادقة، لا تخضع للابتزاز ولا للتزييف.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل