خاص الثبات
حين يتحوّل الإعلام من سلطة رابعة إلى سكين مغروز في ظهر الوطن، نكون أمام حالة ساقطة لا يمكن السكوت عنها.
وهذا تمامًا ما بات يمثّله "تلفزيون آل الخياط" الذي لم يكتفِ بمواقفه المتلونة، بل ارتقى الآن إلى مرتبة التحريض العلني على المقامات المقدسة، وتحديدًا مقام السـيـد الشهيد، رمز الكرامة والمقاومة.
أيّ وقاحة هذه التي تدفعكم إلى التطاول على ضريح شهيدٍ هو أعظم من أن تُنال منه قنوات مأجورة؟ من أنتم لتقيموا شرعية من سُفكت دماؤهم من أجل أن تبقوا أنتم ومنابركم على قيد الكلام؟ وهل تظنون أن الإساءة إلى المقامات تُدخل الدولارات أسرع إلى حساباتكم؟
إنّ التحريض على الضريح ليس رأيًا... بل جريمة موصوفة، تُدار بعقلية المخابرات وتُنفّذ بأدوات ناعمة ظنّ أصحابها أنها تمرّ تحت راية "الحرية الإعلامية".
كاذبون أنتم لأنكم مجرد بيادق في مشروع خطير: تطبيع الخيانة، وشيطنة المقاومة، وضرب الذاكرة الجماعية لشعبٍ لن يسامح من يقترب من مقدساته.
أنتم لا تمارسون نقدًا سياسيًا، بل تنفذون اغتيالًا رمزيًا ومعنويًا. ومن يعتدي على الضريح، يكتب بيده شراكته في الجريمة الكبرى التي بدأت بالاغتيال الفعلي واستُكملت اليوم بالتحريض الإعلامي.
فليُفهم جيّدًا: الكرامات لا تُمس، والرموز لا تُدنّس، والمقاومة لا تُستفز بلا رد.
فهل تظنون أن سكوتنا ضعف؟ كلا.
هو صبرُ الحكماء، لا صمتُ الجبناء. أما وأنتم تماديتُم، فاعلموا أن من يشعل نار الفتنة سيحترق بها. ولا تحسبوا أن الإساءة تمرّ بلا حساب. فلكل كلمة حساب، ولكل تطاول تبعات، ولكل خيانةٍ ثمن.