استئناف العدوان.. وكيفية المواجهة ــ يونس عودة

الأربعاء 19 آذار , 2025 03:31 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
ليس من المشكوك فيه ان العالم كله دخل مرحلة جديدة من الحروب , خلافا لإعلانات الرئيس الاميركي دونالد ترامب قبل فوزه في الانتخابات بإطفاء الحروب , وتحمل الحروب الزاحفة، ولاسيما في المنطقة الزاخرة بالخيرات الباطنية. عناوين مضمرة على المستوى الاقتصادي بمعناه الاستعماري , يجعل القائمين بها لا يكترثون لما ترتكبه اياديهم مباشرة او عبر وكلائهم كالكيان الصهيوني للإبادات الجماعية , لا بل يفاخرون بأفعالهم القذرة والدنيئة والاكثر وحشية على مر التاريخ المكتوب او المتناقل .
لقد عكست الايام الاخيرة النهج الجديد في الحروب اللاعادلة , والعدوانية غير المسبوقة والوحشية المتأصلة، من خلال موجة قتل متعمد للمدنيين اطفالا ونساء وشيوخ، بعدما فشلت سابقاتها بكسر روح المقاومة او تطويعها , وتمثل ذلك بالتزامن مع:
1. استئناف العدو الصهيوني لحرب الابادة في غزة بموجة غارات شاركت فيها مئات الطائرات دفعة واحدة استهدفت مراكز إيواء مدنيين وخيام نازحين ومنازل مواطنين في وقت السحور الرمضاني بزعم انها مواقع لحركة حماس , فحصدت ارواح 174 طفلا، و89 سيدة، و32 من كبار السن وفق المعطيات والتوثيق الاولي للنتيجة . وأعلن البيت الأبيض أن إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن الهجمات التي وقعت في غزة. وقد أوضح الرئيس ترامب بشكل قاطع أن حماس والحوثيين وإيران وكل من يسعى لنشر الإرهاب، ليس فقط ضد إسرائيل، ولكن أيضًا ضد الولايات المتحدة، سيدفعون ثمن أفعالهم".
لا داع للحديث عن حجم التنسيق العدواني فهو يتحدث عن نفسه بالإعلان الرسمي سواء في تل ابيب او واشنطن ,وفي السياق ,نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لاستئناف الهجمات على حركة "حماس" بعد رفض الأخيرة إطلاق سراح الرهائن، وأن "إسرائيل" أبلغت الولايات المتحدة مسبقا قبل بدء العملية في قطاع غزة.
وقال وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس: "عدنا إلى القتال في غزة بسبب رفض حماس إطلاق سراح المحتجزين وتهديداتها بإلحاق الأذى بالجنود والمناطق الإسرائيلية"، و"إذا لم تطلق حماس سراح جميع المحتجزين فإننا سنفتح أبواب الجحيم في غزة، فلن نتوقف عن القتال حتى عودة جميع المحتجزين وتحقيق جميع أهداف الحرب".
لا شك ان العدوان المتجدد تزامن مع تنصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من اتفاق تبادل الاسرى , والانقلاب على مندرجاته , وتهديد نتنياهو لشريكه في الاجرام رئيس جهاز الشاباك رونين بار بذريعة "انعدام الثقة ", وعلق بار الذي لم يستسغ تبرير نتنياهو بان الاقالة على خلفية الحرب وقال "قام الشاباك، تحت قيادتي، بإجراء تحقيق شامل كشف عن إخفاقات استخباراتية وعمليات داخلية في 7 أكتوبر، وبدأنا بالفعل في تصحيحها. إلى جانب ذلك، أشار التحقيق إلى سياسة انتهجتها الحكومة ورئيسها على مدار سنوات، مع التركيز على العام الذي سبق المجزرة. وبين التحقيق وجود تجاهل طويل ومتعمد من المستوى السياسي لتحذيرات الجهاز".
اما اهداف الحرب فباتت معلنة من الجانب الاميركي وعلى لسان رئيسه ترامب وكذلك نتننياهو , بتهجير اهل غزة وكذلك الضفة الغربية من اجل تمدد الاحتلال والسيطرة على كنوز البحر الفلسطيني كله وبث الحياة في قناة بن غوريون واقامة خط الامداد النفطي عبر دول الخليج الى شواطئ فلسطين فأوروبا، وبالتالي نسف المبادرة المصرية بإعادة اعمار غزة , ورفض تهجير اهلها والتي اجمع عليها العرب , اي بمعنى اخر , فان العرب لا يحسب لهم اي حساب في الاجندة الاميركية سوى دفع المال للعم "سام".
• 2- عدوان جوي واسع اميركي - بريطاني على اليمن حصد ارواح عشرات المدنيين اضافة الى عشرات الاصابات شبه القاتلة ,وقال بصدده الرئيس الاميركي دونالد ترامب إن "واشنطن أطلقت عملا عسكريا حاسما وقويا ضد الحوثيين"، مهددا باستخدام ما وصفه "القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا"، معتبرا في الوقت نفسه ان اي هجوم يقوم به اليمنيون , تتحمل مسؤوليته إيران، وربما في إطار اعداد الميدان لاستهدافها .
طبعا , يبرر الاميركيون امام العرب المكلومين, انهم يحمون الملاحة في البحر الاحمر وبحر العرب والمحيط الهندي بعدما اعلنت القيادة اليمنية بانها ستستأنف استهداف السفن المتجهة الى اسرائيل اذا لم يفك الحصار على غزة وادخال المساعدات ,وفق الاتفاق , وطبعا لم يتأخر اليمنيون في الرد على العدوان المزدوج  وأكد العميد يحيى سريع، المتحدث باسم القوات المسلحة ،إنه "ردا على استمرار العدوان الأمريكي الغاشم على بلدنا" استهدفت القوات المسلحة  "حاملة الطائرات الأمريكية يو أس أس هاري ترومان شمالي البحر الأحمر، وذلك بصاروخين مجنحين وطائرتين مسيرتين، ومدمرة أمريكية بصاروخ مجنح وأربع طائرات مسيرة"، ما يؤكد فشل الهرطقة الاميركية بتدمير القدرات اليمنية النوعية , ويسجل في خانة اليمن الناصعة الانتماء عبر تأمين  الأصول العسكرية باستخدام الجغرافيا المساعدة؛ والثاني هو الحرص على الرد السريع غير المؤجل، باستهداف حاملة الطائرات «هاري ترومان» التي انطلق منها الطائرات لشن الغارات.
• 3- تكثيف الاستهدافات "الاسرائيلية" في القرى اللبنانية سواء بالاغتيالات , او الغارات التي تستهدف الاودية والجبال والقرى , ولا سيما البيوت الجاهزة التي يستقدمها المواطنون الى قراهم للسكن فيها بانتظار اعادة الاعمار , وهذا التحدي الوطني في المواجهة , كما الروحية المقاومة ,لم تستسغها اسرائيل وبعض الافرقاء المحليين , رسميين وساسة باعتقاد واهم ان امكانية محاصرة الناس بهذا الشكل سيدفعهم للانفضاض عن المقاومة ومغادرة ارضهم المكللة بأرواح الشهداء والمرتوية بدمائهم , وشظايا اجسادهم .
• 4- تحريك الجماعات الارهابية في سوريا باتجاه حدود لبنان في البقاع الشمالي لمواجهات مع اللبنانيين في الوقت الذي تتمدد اسرائيل في الجنوب السوري , دون وازع او رادع, ولا "محلا الكحل "على سبيل الخجل اقله , وحتى تجنب اصدار بيان توصيقي على الاقل , وكذلك الصمت المريب من قوى لبنانية سواء رسمية او سياسية , مع يعكس حجم التواطؤ الخطير , وبإملاء اميركي لا شك فيه , حتى لو ان البعض بات مربكا ازاء مطالبته بموقف , لكنه ينفث الاحقاد العفنة في النفس في إطار التبرير .
في الخلاصة, فان بعض النتائج المستخلصة من الايام الاخيرة لدى بعض الذين مزقوا الاذان بالحياد , وان الدولة بمجرد وجودها تمنع العدوان الثنائي والثلاثي , باتوا يرون حقيقة ان كل البدائل التي تستخدمها واشنطن للإغراء باتت هباء في الهواء , وان لا بديل عن المقاومة في الدفاع عن لبنان .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل