خاص الثبات
في خطوة تعكس العقلية القمعية والتمييزية، رحّلت الولايات المتحدة الطبيبة اللبنانية البارزة رشا علوية بعد عودتها من إجازة في وطنها. ذنبها الوحيد؟ حضورها جنازة الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه..
لم تُتهم علوية بأي جرم، ولم تخالف أي قانون أميركي، لكن السلطات قررت استغلال هاتفها وصورها كذريعة لطردها، في مشهد يؤكد ازدواجية معايير واشنطن في التعامل مع قضايا الحريات والحقوق.
إدارة ترامب، التي لا تزال روحها العنصرية قائمة، أظهرت مرة أخرى وجهها الحقيقي. كيف يمكن لدولة تدّعي حماية الحريات أن تعاقب فردًا بسبب آرائه أو خلفيته الثقافية؟ إنها العنصرية في أوضح صورها، حيث يُمنح بعض الأفراد امتيازات لمجرد انتمائهم العرقي أو السياسي كالصهاينة القتلة، بينما يُحرم آخرون من أبسط حقوقهم.
رشا علوية، بكرامتها، هزمت ترامب ومن يمثلونه. ترحيلها لم يكن إلا دليلاً على خوفهم من الأصوات الحرة والمستقلة. لم ترتكب جرمًا، لكنها دفعت ثمنًا سياسيًا بسبب معايير واشنطن المزدوجة، التي تغض الطرف عن متطرفين وإرهابيين حقيقيين طالما يخدمون أجندتها.
القضية ليست فقط قضية طبيبة لبنانية، بل قضية كل إنسان يواجه الظلم بسبب تحيزات سياسية عمياء. ترحيل علوية ليس إلا وصمة أخرى في سجل واشنطن الحافل بازدواجية المعايير وانتهاك الحريات.