"إسرائيل" - سوريا.. ونتائج "أولاً" لكل قطر ــ يونس عودة

الأربعاء 26 شباط , 2025 02:35 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لا يزال الرهان على استقرار الوضع في سوريا اشبه بتخيلات هوليودية، مصحوبة بسيناريوهات لا تقارب الوقائع الجارية على الارض، وجميعها اطلسية  المنشأ, سواء تركي او اميركي او بريطاني، وركيزة السيناريوهات السيطرة على "الثروة السورية" والنفوذ داخل السلطة الناشئة، بمعيار وحيد  يشكل قاسما مشتركا بينها , انهاء دور سوريا؛ اي سوريا كانت، واي حكم فيها، ولو كان من تنبيت مزارعهم، بالتوازي مع ترك "اسرائيل" على غاربها في توسيع نطاق الاحتلال للأراضي السورية، وهم الذين كانوا يشاهدون تدمير القدرات السورية بالطائرات "الاسرائيلية" والاميركية الصنع مع ذخائرها ,فضلا عن المشاركة في قتل واغتيالات الطاقات العلمية والبشرية دون ان يرف جفن لاي منهم .
لم يتوقف أحد، بمن فيهم ابو محمد الجولاني، الذي بات معروفا باسم احمد الشرع وانه الرئيس السوري,  عند اعلان رئيس الحكومة "الإسرائيلية"، بنيامين نتنياهو، ان القوات المحتلة ستبقى في مرتفعات الجولان، و"لن نسمح للجيش السوري الجديد بالدخول إلى منطقة جنوب دمشق"، و"نطالب بإخراج قوات النظام الجديد في سورية، من جنوب دمشق بشكل كامل".
من المفهوم ان حكام سوريا الجدد الذين وصلوا ضمن المخطط التدميري للمنطقة ولنسيجها , واعادة حياكتها وفق المصالح الاستعمارية الجديدة - القديمة ,تحت مسمى "سوريا اولا" لا يقدرون ولا يجرؤون على قول كلمة حق وطنية لأنها حتما ستزعج اسرائيل , وكل ما قاله الشرع - وهذا كان قبل التصريح الإذلالي اعلاه لنتنياهو - أن على تل أبيب احترام أمن سوريا وسيادتها، وعليها الانسحاب من المنطقة العازلة, وان الذرائع لم تعد موجودة ,بينما وزير خارجيته أسعد الشيباني كحلها  من تركيا، بإعلانه الصريح أن "سوريا لن تكون مصدر تهديد لأي دولة بما فيها إسرائيل"، وعلى "إسرائيل" احترام أمن وسيادة سوريا.
لم يقم حكام سوريا ,على الاقل بتقديم شكوى الى الامم المتحدة او مجلس الامن ضد الاحتلال وقيام الاحتلال بتوسيع النطاق حتى مشارف دمشق , وقتل مواطنين سوريين , في وقت زاد وزير الحرب "الإسرائيلي"، يسرائيل كاتس، من منسوب تبجحه: "إن أعيننا مفتوحة على المنطقة بأكملها، واليوم بشكل خاص تجاه سورية"، و"أن هناك سياسة جديدة في جنوب سورية"، وإن الجيش الإسرائيلي "لن يسمح لقوات معادية بالتمركز في المنطقة الأمنية في جنوب سورية، وسيعمل ضد أي تهديد".
مع كل هذا السياق , بات تحريك اللسان بات ممنوعا على الممسكين حاليا بأمور دمشق, وانما يمكنهم وباستفاضة , الحديث عن افعال النظام السابق ورشقه بما يتوفر معجم الشتائم والجرائم , ولا يتوقفن حتى الحكام العرب امام مخاطره ,ولا سيما دول ما كانت تسمى ب"دول الطوق " , وذلك  لسبب جوهري , هو ان كلا من تلك الدول في عين العاصفة , ومنكفئة الى مشكلاتها الخطيرة , اذ ان  "مصر اولا "تزداد عليها الضغوط الاميركية - الاسرائيلية لتهجير اهل غزة الى مصر في اطار السعي  لتصفية القضية الفلسطينية , مع التركيز على امكانية تحريك الشارع بعناوين مغايرة للأسباب , لإخضاع النظام , قبل الزامه بالسير في خطة الرئيس الاميركي دونالد ترامب التي يراها نتنياهو قابلة للتنفيذ .وسط تنديد، إقليمي وعالمي، واسع النطاق للسيطرة على قطاع غزة، وإنشاء ما وصفها بـ"ريفييرا الشرق الأوسط" بالقطاع، وذلك عقب اقتراحه أن نقل سكان غزة إلى دو أخرى لا سيما الأردن ومصر.
لم يلوح اي من العرب باستخدام اي اجراء عملي , وكلهم لجأوا الى التوصيف , والرفض المعلن , حتى ان القمة العربية التي تقررت في 27 الجاري , ارجأت الى 4 من اذار المقبل تحت عنوان بحث التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية، مع تصوّر مصري متكامل لإعادة إعمار القطاع يضمن بقاء الفلسطينيين في أرضهم، وهو تصور يجري التنسيق بشأنه» مع الدول العربية.
اما الاردن المرتعب من كف العفريت فلا يعرف من اين وكيف سيغطي وجهه من اللكمات , ولذلك تراه يتحدث عن "خطة أمنية" تُرسم عربيًا لحماية السكان، دون تدخّل من أي طرف غير عربي مع مراعاة "توفر قرار فلسطيني موحدّ"، دون انقسامات حيال ذلك، مع التأكيد على الالتزام بحل الدولتين. وأن حديثا جرى بشأن "خارطة طريق أردنية سعودية" لدعم خطة مصر في مؤتمر القمة الطارئة المقبلة للخروج بصيغة نهائية توافقية عربية.
واضح من الخطاب العربي المعني مباشرة بالأمر بما انه بات كل قطر يتحدث عن انه " اولا" ,من لبنان اولا , الى الاردن اولا ,الى مصر اولا والان, سوريا اولا , وكل قطر له اولا , لن يرتقي الخطاب الى وقع رعود الحدث الاتي الذي يتردد كل يوم على السنة قادة العدو الصهيوني ولا سيما نتنياهو المتسلح بإجراءات ترامب التدميرية واخرها إن "قرار الرئيس الاميركي بنقل أسلحة هجومية إلى إسرائيل، سيساعدنا على تحقيق النصر الكامل"، و"نحن مستعدون للعودة إلى القتال المكثّف في أي لحظة"، وأن "الخطط العملياتية جاهزة بالفعل".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل