أقلام الثبات
نجحت أميركا ضمن استراتيجية الحروب البديلة أو الحروب بالوكالة في إسقاط سوريا (الخيالي) وتغطية الغزو التركي - "الإسرائيلي" عبر "جبهة النصرة" التي تقودها تركيا وقطر.
اعتمدت اميركا "ثنائية" يتعاون فيها "أبو محمد الجولاني وأحمد الشرع" لتنفيذ المهمة، فيتولى أبو محمد الجولاني قيادة الشارع؛ من اعتقالات وتصفيات وفرز طائفي وتهجير، بالتلازم مع قيام "أحمد الشرع" بقيادة العمل الإعلامي والسياسي وتوقيع اتفاقيات نهب واحتلال سوريا، حيث عيّنه ابو محمد الجولاني بصفته أميراً لسوريا، رئيساً لسوريا (دون انتخابات او مؤتمر شكلي) لضرورات المرحلة، ولحسن التنفيذ.
استطاعت أميركا فرض تنصيب " الجولاني" المُصنّف إرهابيا وفق القانون الأميركي، رئيساً لسوريا، وأمرت الرؤساء والملوك والأمراء في تركيا والسعودية وقطر أن يزوروه في قصره او يستقبلوه في قصورهم، ولايزال إرهابياً في دولهم، كما أمرتهم أميركا ان يصنّفوه.
لقد نجحت أميركا في إسقاط سوريا بعدما فشلت بإسقاط العراق بغزوة "داعش"، مما سيشجّعها على تكرار المحاولة في العراق او مصر وإيران او لبنان، او أي دولة تريد أميركا إسقاطها دون غزو.
ان مهمّات "أبو محمد الشرع" متعددة، وتحتاج إلى فترة زمنية طويلة، وإلى جهات رسمية وشعبية تتعاون معها في الدول المجاورة، وستتولى اميركا تأمينها وفق التالي:
المهمة السورية:
- إسقاط النظام المتمرّد تاريخياً على أميركا، والحاضن والداعم تاريخياً لحركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية في مرحلة ما وللثورة الإسلامية في إيران.
-إخراج سوريا من دائرة العداء "لإسرائيل"، وضمها الى دول الطوق الموقعة لاتفاقيات سلام، كما هو حال الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية... بانتظار إلزام لبنان.
- تقسيم سوريا واقعياً الى اقاليم ومناطق طائفية من باب الفوضى الأمنية والقتل والتصفيات القائمة الآن ضمن مشروع تقسيم وتجزئة المنطقة .
- تسهيل نهب ثروات سوريا من الغاز والنفط والماء على تركيا و"إسرائيل" وأميركا، باتفاقيات غير قانونية.
- تأمين قاعدة تجميع للتكفيريين شبيهة بأفغانستان "مارينزتكفيري"، ستوظفه أميركا في ساحات أخرى بقيادة تركيا وتمويل قطر.
وقد تم تنفيذ أغلب المهمات في سوريا وبقي موضوع التقسيم.
المهمة اللبنانية:
- حصار المقاومة في لبنان، وقطع طرق إمدادها، وسلبها العمق الجغرافي والسياسي.
- قيادة العمل الميداني والديني لمواجهة المقاومة عند الضرورة من الحدود الشرقية والشمالية والداخل اللبناني، من خلال تجنيد النازحين السوريين والجماعات الإسلامية اللبنانية والفلسطينية المتطرفة، بعد تغييب القيادة السياسية السّنية المعتدلة بقيادة الرئيس سعد الحريري.
المهمة الفلسطينية:
- سلب المقاومة الفلسطينية ساحة الاحتضان والتدريب واللجوء، وحصار قياداتها في الخارج، حيث لن يكون هناك بلد عربي قادر او يؤيد وجود القيادات الفلسطينية المعارضة "لإسرائيل" على ارضه.
- تجنيس اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ضمن مشروع "تذويب" الشعب الفلسطيني في دول اللجوء، عبر التوطين والتجنيس أو التهجير.
المهمة العراقية:
-التحضير لإعادة غزو العراق وإيواء الجماعات العراقية المعارضة للنظام، بالتلازم مع مبادرة أميركا لتغيير اسم "داعش"، وتعيين أمير جديد لها، او "تبييض"؛ زعيمها وفق التجربة السورية، للانقضاض على العراق، والذي تريد تركيا السيطرة عليه؛ كما فعلت في سوريا، وهناك مصلحة مشتركة بين تركيا و"اسرائيل" وأميركا لإطباق الحصار على إيران، وبدل ان تكون إيران على حدود "اسرائيل" في الجولان، ستكون "اسرائيل" على حدود إيران في كردستان وخوزستان.
بعد انقضاء شهرين على نجاح المهمة الأولى "لأبي محمد الشرع" ضمن المشروع الأميركي يبقى السؤال:
هل ستنجح أميركا في مشروعها لإسقاط المنطقة، أم سيبادر "المتضررون" او "المُهدّدون" من هذا المشروع للاتحاد والتحالف ومواجهته، لحفظ حقوقهم؟
الأشهر المقبلة ستحدّد اتجاه الرياح السياسية والأمنية في المنطقة، والتي ستكون ساخنة ودموية، سواء استسلم المقاومون للمشروع الأميركي وسلّموا أسلحتهم، أم قاوموا...
فالأفضل والأكرم لهم ان يقاوموا بدل أن يتم اعتقالهم وتصفيتهم وإذلالهم... فربما يحققون نصراً، وليس ذلك مستحيلاً، مهما طال، او يُقتَلون بكرامة ولا يتركون المحتل الأميركي وادواته ينعمون بالحكم والثروات..