"حدث كبير قبل تنصيب ترامب" .. هل اقترب الهجوم على ايران؟ ـ ماجدة الحاج

الخميس 16 كانون الثاني , 2025 09:08 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
 
هل تبادر "اسرائيل" الى شنّ حرب على ايران بعد اعلان وقف اطلاق النار في غزّة والذي سيدخل حيّز التنفيذ يوم الأحد المقبل -عشيّة دخول الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض؟.. بعد الخبر الذي ذكرته شبكة " واي تي ان " في كوريا الجنوبية منذ ايام، ومفاده "انّ اسرائيل ستهاجم ايران قبل تنصيب ترامب"، برز كلام لافت للمتحدث باسم البيت الأبيض جاك سوليفان، اعلن فيه عن "حدث كبير جدا قبل يوم 20 من الجاري"، في وقت حطّ قائد القيادة الوسطى الأميركية مايكل كوريلا في "اسرائيل" يوم الاثنين الفائت، ليعقد اجتماعا وصفه الجيش "الاسرائيلي" ب "الاستراتيجي" مع رئيس هيئة اركان الجيش هيرتسي هاليفي.

منذ ايام، ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، انّ نائب قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي "سنتكوم" الأدميرال براد كوبر، ناقش مع "اسرائيل" الإستعداد لهجوم مشترك محتمل مع الولايات المتحدة، على المنشآت النوويّة الايرانية، فيما قام نائب رئيس الاركان "الاسرائيلي" بمعيّة كوبر، بزيارة عدد من القواعد الجوّية-بما فيها قاعدة نيفاتيم، وتمّ عرض العمليات المشتركة بين الجيشَين.

ايران التي تتحسّب لكلّ الإحتمالات في اوج تردّدات الزلزال الجيوستراتيجي في المنطقة، بادرت الى اطلاق مناورات عسكريّة ضخمة، ونظّمت قوات الحرس الثوري واحدة من اكبر هذه المناورات، حيث شملت مشاركة واسعة من القوات البريّة والجوّية والبحرية. وأعلن رئيس هيئة اركان الجيش الايراني، إنضمام الف طائرة بدون طيّار استراتيجية الى الوحدة المسيّرة التابعة للجيش، كما تمّ اختبار منظومة "التاسع من داي" الدفاعية -لاعتراض الاهداف الجويّة والقنابل الخارقة للتحصينات، تزامنا مع الكشف عن قاعدة صواريخ "بادستياغ"، في مشهد حمل رسائل ناريّة عدة "الى من يهمّهم الأمر".

لكن.. هل ستكون مواجهة سهلة مع ايران فيما لو قرّرتها تل ابيب؟ وهل تستطيع الاخيرة شنّ هذا الهجوم من دون الدّعم الاميركي؟ والتي ستُتوّج بداية مربكة لعهد ترامب لا تزعج جو بايدن بالطبع، والذي يحبّذ تحميل خلفه ملفّات ساخنة كأشواك تعترض طريق عهده.

وفي حين شدّدت صحيفة "معاريف" العبريّة، على انّ "اسرائيل ليست قادرة على حرب استنزاف مع ايران، وانّ اقتصاد الاخيرة رغم كل العقوبات عليها اكبر بمئات المرّات من الإقتصاد "الاسرائيلي"، حذّر وزير الحرب الاسبق ايهود باراك، من عدم رغبة ترامب في ان يكون المبادر او القائد لهجوم على ايران"، ورجّح ان" يحاول استخدام الرئيس فلاديمير بوتين لإقناع ايران بدخول اتفاق نووي جديد.

اما وانّ اتفاق وقف اطلاق النار نجح اخيرا بالوصول الى خواتيمه بعد محاولات متكررة من بنيامين نتنياهو لنسفه في كلّ مرّة، فقد ابرز هذا العدوان الاسرائيلي" غير المسبوق على القطاع والذي ارتكز على عمليات ابادة مهولة" بحقّ سكانه ومستشفياته وبناه التحتية، انّ "اسرائيل" لا تستطيع اطلاق اي مواجهة مع حركة "حماس" دون الدّعم الاميركي الواسع، وحيث رغم كل ما امّنته الولايات المتحدة لإسرائيل منذ بداية العدوان، من شحنات اسلحة وصواريخ وطائرات حديثة وقنابل فتّاكة.. الا انها لم تستطع "كسر" الحركة المقاومة، واستطاعت الاخيرة تسديد ضربات وكمائن قاتلة في عديد وعتاد القوات "الاسرائيلية" على مدى 15 شهرا وصولا للّحظة الاخيرة.. فكانت عملية استنزاف متواصلة قُتل فيها المئات من الضباط والجنود "الاسرائيليين"، ولم تسمح لنتنياهو بتحقيق اي من الاهداف التي اعلنها في بداية عملية "طوفان الأقصى".

ورغم إعلان حركة "انصارالله" مرارا، انّ إنهاء عملياتها يتوقف على إنهاء العدوان "الاسرائيلي" على غزّة، لكنّ "اسرائيل" لن تتوقف عن محاولات إسقاط صنعاء وقيادتها، والاخيرة تدرك ذلك جيدا. وهناك معطيات تؤكد اعلاء الحركة اليمنية لمستوى جهوزيتها العسكرية والأمنية استعدادا لما بعد وقف اطلاق النار في غزة. والحال نفسه بالنسبة لفصائل المقاومة العراقية، وصولا الى حزب الله.

وعلى عكس ما يعتقده كثيرون حول "كسر" حركات المقاومة في المنطقة، تشير تقارير لكبار المحلّلين الصحافيين الغربيين، الى انّ حركات كحماس وانصار الله وحزب الله، يُحال ان تُكسَر، وبات على القادة "الاسرائيليين" من الان وصاعدا "ان يحسبوا الف حساب لأي مواجهة مع "حماس"، ربطا بما تكبّدته "اسرائيل من خسائر بشرية جسيمة في صفوف قواتها على ايدي مقاتلي الحركة.. والحال نفسه ينطبق على حزب الله، والذي سدّد بدوره ضربات صاروخية هزّت الداخل الاسرائيلي خصوصا تل ابيب وحيفا وصفد وغيرها، وابدى قتالا اسطوريّا في ميدان جنوب لبنان عندما قرّرت "اسرائيل" بدء عملية التوغّل في داخل الاراضي اللبنانية، وخسرت الاخيرة المئات من نخبة ضباطها وجنودها ولا زالت الرقابة العسكرية الإسرائيلية تتكتم حيال اعداد قتلاها الحقيقي في المواجهة مع مقاتلي الحزب بشكل مطبق.

وبرأي احد كبار الضباط السابقين في الاستخبارات الاميركية، فإنّ حزب الله لم يقل كلمته النهائية بعد، ورغم التحوّل الجذري في لبنان عبر فرض ريئسَين يدوران في الفلك الاميركي، الا انه ذكّر بأنّ السيناريو نفسه حصل في حقبة عام 2005 عندما اطبقت الولايات المتحدة على مفاصل هذا البلد بعد اغتيال رفيق الحريري، وقبلها في حقبة الثمانينات عندما فرضت بمعيّة اسرائيل" بعد اجتياحها للبنان، بشير الجميّل اليميني رئيسا للجمهورية، لكن في كلّ مرّة قُلبت الطاولة جذريّا وأُعيد خلط الاوراق.

وإذ عقّب ساخرا على كلام الرئيس بايدن ووزير خارجيته بقولهما انّ حزب الله اصبح من الماضي، مسديا نصيحة للثنائي بقراءة تاريخ وعقيدة هذا التنظيم جيدا، لفت الى انّ الحزب المنهمك الان في تأمين عودة عشرات الالاف من بيئته الى بلداتهم وقراهم، الا انّ "اصحاب الشأن" في التنظيم يعملون كخليّة نحل في اصلاح الثغرات الامنية بعد إشغال كافة القيادات التي شغرت، استعدادا للجولة الثانية مع "اسرائيل" والتي ستكون هذه المرّة اشدّ فتكا بعد استعادة مقاتليه انفاسهم، مذكّرا بانّ هذا الحزب نفسه، سدّد ضربات مدوّية في وجه الولايات المتحدة في لبنان عام 1983 وكان لا يزال وليدا بعتاد وعديد لا يُقارَن بما وصل اليه بعد 41 عاما. وإذا قُتل من مقاتليه بضع مئات، يبقى لديه  ..اكثر من 80 الفا.. وسأل: اين هم؟ هل تبخّروا؟ بالطبع لا.

نقلا عن دبلوماسي غربي في العاصمة الألمانية برلين، فإنّ تطوّرات عالمية مرتقبة قد تفاجئ الجميع- خصوصا في "اسرائيل" وفي داخل الولايات المتحدة نفسها، ما قد يبعثر خططها التي نجحت بتحقيقها في الشرق الاوسط بمعيّة "اسرائيل"، مرجّحا احداثا كبرى قد يتعلّق أحدها بالرئيس دونالد ترامب شخصيّا.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل