الثبات- إسلاميات

أول مافرض الله تعالى على عباده من دينهم وشريعتهم الصلاة وذلك لأهميتها، وعظيم شأنها عند الله تعالى

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول اللهﷺ: ((إن أول ما افترض الله على الناس من دينهم: الصلاةُ وآخر ما يبقى الصلاة، وأول ما يحاسب به الصلاة...))

ولذلك كان رسول اللهﷺ يأمر نوَّابه ورسله إلى الآفاق أن يبدؤوا بالدعوة إلى الصلاة بعد الشهادتين، كما جاء في حديث معاذ بن جبل حين بعثه النبيﷺ إلى اليمن قال له: ((فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإن هم أطاعوا فأعلمهم أن الله تعالى فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة))

وقد فرض الله تعالى الصلوات الخمس ليلة المعراج، فوق السموات العلى تعظيمًا لشأنها وتفخيمًا لأمرها، وهذا يدل على أنها أعظم الفرائض وأشرفها، ووما يدل على ذلك أن الله تعالى فرضها على الحر والعبد، والذكر والأنثى، والحاضر والمسافر، والصحيح والمريض، والغني والفقير

ومما يدل على أهمية الصلاة أنها آخر ما أوصى به سيدنا رسول اللهﷺ وما ذاك إلا للاهتمام بشأنها وإعظام أمرها، كما روى الإمام أحمد عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان من آخر وصية رسول اللهﷺ: ((الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم)) حتى جعل نبي اللهﷺ يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانهﷺ

الصلاة عماد الدين: جاء في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبيﷺ قال: ((ألا أُخبرك برأس الأمر وعموده و ذروة سنامه؟ )) قلت بلى يارسول الله-ﷺ- قالﷺ: ((رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد))

الصلاة أوَّل ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة:  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللهﷺ يقول: ((إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، وإن انتقص من فريضته شيئًا قال الربُّ تبارك وتعالى للملائكة: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمَّل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك))

وكتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عمَّاله في الآفاق: إن من أهمّ أموركم عندي الصلاة، فمن حفظها حفظ دينه، ومن ضيَّعها فهو لما سواها أضيع

الصلاة هي أوّل ما يسأل عنه العبد في القبر بعد الشهادتين: كما قال عون بن عبد الله: إن العبد إذا دخل قبره سئل عن صلاته أول شيء سُئل عنه، فإن جازت له صلاته نُظر فيما سوى ذلك من عمله، وإن لم تجز له لم يُنظر في شيء من عمله بعدُ.