وحش مهزوم.. وثعالب جائعة ــ عدنان الساحلي

الجمعة 18 تشرين الأول , 2024 01:42 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يخطئ العدو "الإسرائيلي" ومن يدعمه ويواليه، إذا ظن أن قتل قادة من المقاومة يعني أنه تخلص منها، أو ان مشروع المقاومة وقرارها وإرادة التصدي، تقف عند شخص بعينه، او عند أشخاص محددين.
فرغم أهمية القادة الشهداء وعظمة خسارتهم، فإن الشامتون وغيرهم ممن بدأوا العزف على لحن "تسليم السلاح" و"دمج المقاومة بالجيش" وغيرها من أفكار تهدف إلى الغاء المقاومة والدخول في طابور الزواحف، من الذين اعترفوا بالكيان الصهيوني غير الشرعي. أولئك يجهلون أن مقاومة الغزوة الصهيونية سابقة لوجود حزب الله. كما هي سابقة لوجود حركة "حماس". وهي من عمر "وعد بلفور" المشؤوم، بل من عمر دخول المستعمرين إلى بلادنا. وأن خسارة قائد أو حتى أفول دور قوة مقاومة، لا يعني أن مسيرة المقاومة ستتوقف.
 والشهيد الكبير السيد حسن نصر الله هو جندي وقائد على درب المقاومة؛ وليس مؤسسها ولا مؤسس حزب الله. وبالتالي، فإن استشهاده في ميدان الجهاد ضد عدو الوطن وعدو الأمة والدين، هو قوة دفع لهذه المسيرة المباركة؛ وشد عزيمة للمقاومين ليسددوا ضرباتهم للعدو ويصيبوه مقتلاً.
والأمر نفسه بالنسبة للشهيد البطل يحيى السنوار، فالمقاومة الفلسطينية سابقة لوجود "حماس". والسنوار واحد من جنود "حماس" وقادتها الأشاوس وليس مؤسسها. وبالتالي فإن استشهاده وهو ممتشق سلاحه يقاتل أعداء الله وأعداء فلسطين والعروبة والإسلام، هو مفخرة لكل مجاهد فلسطيني وعربي ومسلم. وهو تحول سيجعل كل وطني فدائياً واستشهادياً، لا يهدأ له بال ولا ينام له جفن قبل إزالة هذا الكيان العدواني الغاصب؛ وكنسه من فوق ارض فلسطين.
ولذلك، سينتظر كثيراً ثعالب المناسبات ومشغليهم، الأميركيين والصهاينة ودول "الناتو" الغربية وأعرابهم المتصهينين، الذين ظنوا أن بإمكانهم القضاء على المقاومة، باعتبارها حالة صد لغزوة غربية اغتصبت فلسطين لتكون نقطة انطلاق لها، تحفظ بقوتها مصالح الغرب ونفوذه في المنطقة، بعد أن أخفى هذا الغرب مطامعه الاستعمارية والتسلطية خلف أساطير تلمودية كاذبة، تسلق عليها بقيادة أميركا وأتباعها من أنظمة عربية، ربطت وجودها بالنفوذ الغربي الذي أوجدها وفرضها على شعوبها.
سيخيب أمل الثعالب الجائعة، لأن أصحاب الأرض لم ولن يتركوها لقمة سائغة للوحش ليفترسها وسيهزمونه شر هزيمة. وقد كشف دفاعهم الأسطوري عنها، كل الأقنعة الخارجية والمحلية؛ وإجبر الدول الحامية والراعية للكيان الصهيوني الدخيل، على البروز مباشرة في الميدان، عبر حشد الأساطيل وحضور المبعوثين وإطلاق حملات التهديد.
لقد فضحت بطولة "طوفان الأقصى" وجسارة مساندة غزة وجوه الساقطين والجبناء. وباتت شعاراتهم ودعواتهم متهافتة مثل أوراق الخريف، خصوصا ذلك الشعار السخيف عن عودة لبنان إلى المجتمع الدولي، هذا المجتمع الذي يرتهن للقرار الأميركي ومن خلفه دول الإتحاد الأوروبي وأعراب التطبيع والخيانة. وها هو "المجتمع الدولي" يقصف بطيرانه الأميركي والبريطاني اليمن العظيم، دفاعاً عن الكيان الصهيوني. وعبر الدعم اللامحدود الذي تقدمه المانيا وفرنسا للجرائم "الإسرائيلية" بحق لبنان وفلسطين.
كما كشفت بطولات المقاومين، عفونة ونتانة ما يسمى "الحضن العربي"، فهذا الحضن تمثله: المملكة السعودية، بما هي صندوق تمويل الحروب الأميركية و"الإسرائيلية"؛ ومشيخة الإمارات، باعتبارها طليعة الاستكشاف السعودي في كل عمل خياني وتخريبي؛ والأردن وادي عربة؛ ومصر كمب ديفيد. هذا الرباعي الذي ظهر على حقيقته عام 2006 ببيانه ضد المقاومة في لبنان، الذي شكل غطاء عربياً رسمياً للغزو الصهيوني الفاشل في ذلك الوقت. وهو اليوم يشكل داعماً حقيقيا ومتواطئاً علنياً مع الجرائم "الإسرائيلية" في فلسطين ولبنان.
اما حلم فصل لبنان عن غزة، فهو دعوة ممن لا يملك القرار، لأصحاب القرار الفعليين، الثابتين على الحدود، بأن يتركوا عدوهم يحتل بلدهم، فيما هم صامدون يقاتلون ويؤلمون عدوهم ويسخنونه بالجراح.
أما تلك الدعوة السخيفة لتسليم سلاح المقاومة للجيش اللبناني، فإن واقع الجيش الممنوع من التسلح بغير السلاح الأميركي؛ وكذلك وجود القرار الأميركي بمنع جيشنا الوطني من استعمال السلاح الأميركي ضد العدو "الإسرائيلي"، تكشف أن أصحاب تلك الدعوات هم خدم وعبيد عن العدو "الإسرائيلي". فهل من المنطق أن تدمج مقاومة يحلم الأميركي بسحقها، في جيش يتلقى عناصره ماية دولار شهرياً، من الأميركيين، بعد أن أفلس حكام لبنان الفاسدين البلاد وأفقروا العباد وهددوا الجيش بالتشرد والتشرزم.
لأجل كل ذلك، تبدو المعركة طويلة، لكنها معروفة الآفاق؛ والنصر سيبقى حليف المقاومين. ولن يحقق الأميركي وقاعدته العسكرية "إسرائيل" أهدافهم. أما ضعاف النفوس وأتباع هذا العدو، فلن يختلف مصيرهم عن مصير كل الخونة والجواسيس، في مزبلة التاريخ وعلى أعمدة مشانق الثوار .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل