أقلام الثبات
برزت في الساعات الفائتة جولةً تصعيديةً عنيفةً في الواقع الميداني، في جنوب لبنان، منذرةً بتدحرج الأوضاع نحو مواجهةٍ واسعةٍ.
والواقع ان التصعيد الحاد والواسع نسبيًا الذي طبع "الغارات الإسرائيلية" منذ الجمعة الفائت على البلدات الجنوبية الأمامية، اتسم بدلالاتٍ قد تتجاوز الإطار الميداني للمواجهة الدائرة بين المقاومة والعدو الصهيوني.
وردًا على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، وخصوصًا المجزرة المروّعة في بلدة فرون، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مستعمرة شامير بصليات من صواريخ الكاتيوشا.
ناهيك عن النتائج الميدانية والأمنية التي حققتها المقاومة الإسلامية على جبهة إسناد غزة من جنوب لبنان، كاستهداف التجهيزات التجسسية في مقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية في قاعدة ميرون بالأسلحة المناسبة وإصابتها إصابة مباشرة، ما أدى إلى تدميرها، إلى ذلك حقق تفوقت المقاومة على العدو الإسرائيلي في مجال الحرب النفسية التي اعتاد شنها على المواطنين في لبنان وفلسطين وسواهما، في محاولةٍ لضرب الثقة لدى جمهور المقاومة بدورها وحضورها، كفصلٍ من فصول العدوان على قطاع غزة وجنوب لبنان في شكلٍ خاص، يستهدف العدو من خلال هذا الفصل الروح المعنوية لبيئة المقاومة، غير أن الوقائع والنتائج أظهرت تفوق المقاومة في هذا المجال، تحديدًا منذ تأكيدها على حتمية الرد على استشهاد القائد الجهادي فؤاد شكر، (السيد محسن)، إثر اغتياله في آخر تموز الفائت، الأمر الذي أسهم في زيادة الضغوط النفسية على المستوطنين الصهاينة، تحديدًا في شمال فلسطين المحتلة، الذين باتوا في حالة قلق وإرباك، يتنظرون رد المقاومة على جريمة اغتيال السيد محسن، إلى أن بلغت هذه الحالة ذروتها، عقب الرد الأولي المرتقب للمقاومة على جريمة اغتيال شكر، فاشتدت الحرب النفسية على ما تبقى من مستوطنين في الشمال الفلسطيني إلى أعلى درجاتها، بإقرارٍ من المسؤولين الصهاينة نفسهم. إثر ذلك، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد علق وزيـر الـتـراث فـي حـكـومـة الـعـدو عـمـحـاي إلـيـاهـو بالقول: "وقع هجوم في الشمال، عقب تهديد تل أبيب، في الوقت الذي يحترق الشمال منذ أشهر... هذا مثل السماح للسارق بأن يفرغ المنزل، ويرد فقط عندما يقترب من الخزنة" على حد تعبيره. ما يكشف كذب المسؤولين في الكيان الغاصب عن "جهوزيتهم لتوجيه ضربة لحزب الله.
أضف إلى ذلك، فقد أدى الرد المذكور آنفًا، إلى إقفال مطار "بن غوريون" في عاصمة الكيان المؤقت وقتذاك، في وقتٍ استمرت الرحلات الجوية على حالها في مطار بيروت الدولي.
ثم جاءت بعد ذلك، كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، تعقيبًا على رد المقاومة على جريمة اغتيال السيد محسن، لتعري أكثر زيف ادعاءات "قادة الكيان"، وكشف سماحته أن "حزب الله استهدف في رده قاعدة غيليلوت، وهي أساسية للمخابرات العسكرية "الإسرائيلية"، وتتواجد فيها وحدة 8200 وهي الوحدة المعنية بالتنصّت والتجسّس وعدد كبير من الضبّاط. وتبعد عن الحدود 110 كم وتبعد عن حدود "تل أبيب" 1500 متر". ما يؤكد جهوزية المقاومة على استهداف عمق هذا الكيان، وأنها ثبتت بذلك معادلة بيروت والضاحية الجنوبية مقابل "تل أبيب".
وكالعادة تميزت كلمة سيد المقاومة، بالهدوء، والوجه البشوس، وعرض الوقائع في شكلٍ منطقيٍ، كذلك قبلها الأرقام الصحيحة للخسائر الاقتصادية للكيان، والهجرة الخارجية والداخلية، وما إلى ذلك، فقد أدى أيضًا إلى المزيد من الإرباك لدى المستوطنين، وفقدان الثقة بصدقية قادتهم وفاعلية أجهزتهم الأمنية والعسكرية، كونهم اعتادوا على تصديق ما يقوله السيد نصر الله، وعدم الأخذ بالاعتبار ما يصدر عن المسؤولين الصهاينة.
ما حققته المقاومة الإسلامية بعيدًا من الميدان ــ حسان الحسن
الأحد 08 أيلول , 2024 03:54 توقيت بيروت
أقلام الثبات
مقالات وأخبار مرتبطة