مقالات مختارة
مخطئ من يظن مجرد الظن بأن عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب الشهيد عز الدين القسام في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في السابع من أكتوبر من العام الماضي كانت السبب وراء العدوان الصهيوني الغاشم و حرب الإبادة الجماعية و الحصار الجائر ضد أبناء قطاع غزة ، فالإجرام الصهيوني لم يتوقف يوما واحدا ، وآلة القتل الصهيونية مستمرة في حصاد أرواح أبناء الشعب الفلسطيني ليلا ونهارا ، على مرأى ومسمع العالم أجمع ، بمعنى أن هذا الكيان الإجرامي الفاشي لا يحتاج إلى ذرائع ومبررات لممارسة سلوكه الوحشي اليومي تجاه أبناء قطاع غزة وبقية المناطق الفلسطينية المحتلة ، فالإجرام والتوحش ديدنه ، ونهجه الذي دأب عليه منذ الوهلة الأولى لتدنيسه الأراضي الفلسطينية .
وهذا ما أثبتته العملية العسكرية الموسعة لقوات الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية، حيث نسفت العملية تلك الإدعاءات التي روج لها البعض عقب شن هذا الكيان عدوانه على قطاع غزة ، بأن ذلك جاء ردة فعل على عملية طوفان الأقصى ، وأظهرت أن هذا الكيان لا يحتاج إلى ذرائع لشن عدوانه على أبناء الشعب الفلسطيني ، وخصوصا أن الضفة الغربية لم تتخذ أي مواقف مساندة لأبطال المقاومة في غزة ، ولم يصدر منها أي عمل يبرر لهذا الكيان الغاصب شن عملية عسكرية واسعة عليها ، والأمر هنا لا يعدو عن كونه معركة استباقية هدف العدو من خلالها فصل وسط فلسطين عن جنوبها وشمالها بعد أن تكبد وما يزال خسائر كبيرة هنالك ، وبعد أن أدرك تنامي قدرات حركات المقاومة في الضفة الغربية ، ورغبة منه في توسيع نطاق سيطرته داخل الأراضي الخاضعة لما يسمى بالسلطة الفلسطينية ، وخصوصا عقب تصريحات مرشح الرئاسة الأمريكي دونالد ترامب بشأن مساحة ما أسماها دولة إسرائيل ، والتي قال أنه يجب توسيعها في سياق تصريحاته الإعلامية المصاحبة لحملته الانتخابية والتي يسعى من خلالها لكسب دعم وتأييد اللوبي اليهودي في السباق الانتخابي نحو البيت الأبيض .
اللواء العسكري الذي اقتحم مناطق متفرقة في الضفة الغربية ، شرع منذ الوهلة الأولى في تدمير البنية التحتية في المناطق التي يصل إليها ، ومن ثم عمل على فرض حصار مشدد على المستشفيات تحت ذريعة البحث عن مطلوبين أمنيا ، وقام بإخلاء بعض العمارات والتجمعات السكنية من سكانها وجعل منها ثكنات عسكرية ، وشرع في إجراء تحقيقات ميدانية مع بعض المواطنين ، في سياق الممارسات الاستفزازية التي أشعلت نيران الغضب في أوساط حركات وفصائل المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية التي سارعت للالتحام مع عناصر جيش الاحتلال والتصدي لمحاولاته للتوغل في طولكرم ونابلس وجنين وقلقيلية وغيرها من المدن الفلسطينية في الضفة الغربية ، وسط حالة من النفير في أوساط المواطنين الذين خرجوا إلى الساحات استجابة لدعوات المقاومة الفلسطينية لدعم وإسناد المجاهدين في الضفة ، وإشعال ثورة شعبية عارمة ضد هذا الكيان الإجرامي المتغطرس الذي يسعى لتوسيع رقعة الخراب والدمار في الأراضي الفلسطينية ، والإغراق في الدم الفلسطيني بكل صلف وتوحش وبكل دم بارد ، معتمدا على الدعم والإسناد والحماية الأمريكية.
بالمختصر المفيد.. العملية العسكرية الصهيونية في الضفة الغربية ، مغامرة مصيرها الفشل الذريع ، وستكون شاهدة على هزيمة هذا الكيان ، وفشله الذريع في تحقيق تلكم الأهداف التي سعى لتحقيقها من خلال العدوان على قطاع غزة ، يريد أن يظهر في صورة المنتصر والمنتشي ، ولكنه يفشل في ذلك ، فالخسائر التي يتكبدها يوميا في محاور القتال في قطاع غزة ، والضربات الموجعة التي يتعرض لها في الجبهة الشمالية مع حزب الله ، وتداعيات عمليات الإسناد التي تقوم بها القوات البحرية اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط دعما وإسنادا لإخواننا في قطاع غزة ، جعلته يترنح ، ودفعت به للتخبط في المواقف والتوجهات والقرارات التي باتت تتهدد مصير حكومته المتطرفة وخصوصا في ظل حالة السخط في الشارع الصهيوني تجاهها على خلفية مماطلتها في إنجاز صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية، وعدم اكتراثها لأوضاعهم والأخطار المحدقة بهم في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة .
عبدالفتاح علي البنوس ـ الصمود
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً