"إسرائيل".. وسياسة "المناطق العازلة" ــ د. ليلى نقولا

الثلاثاء 03 أيلول , 2024 09:49 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
بعد قيام نتنياهو بفرض شروط جديدة للقبول بصفقة التبادل وإنهاء الحرب في غزة، والتي تتركز حول بقاء الجيش "الاسرائيلي" في محور صلاح الدين (فيلادلفيا) على الحدود مع مصر، ومعبر نتساريم، الذي يفصل شمال قطاع غزة عن الوسط والجنوب، يبدو أن "اسرائيل" تتجه لتطبيق سياسة "المناطق العازلة"، ليس فقط في غزة، لكن في الضفة الغربية أيضاً.
1- محور صلاح الدين (فيلادلفيا):
هو عبارة عن منطقة عازلة منزوعة السلاح بطول 14 كيلومترًا وعرض 100 متر تمتد على طول الحدود بين مصر وغزة، ويتضمن معبر رفح، وهو المعبر الرسمي الوحيد الذي يربط بين مصر وغزة.
بعد توقيع اتفاقية السلام بين مصر و"اسرائيل" عام 1979،  وبعد الاتفاق على انسحاب "اسرائيل" من الاراضي المصرية، تمّ الاتفاق على بنود التواجد على ضفتي المحور الذي يمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى معبر كرم أبو سالم عند نقطة التقاء غزة ومصر و"إسرائيل".
ومن ضمن الشروط التي وُضعت حينها، يسُمح "لإسرائيل" بنشر قوات مسلحة محدودة في الممر، وعدم نشر الدبابات أو المدفعية أو السلاح الثقيل.
أما في العام 2005، وبعد أن قررت "اسرائيل" الانسحاب من غزة، بموجب خطة "فك الارتباط"، تمّ التوصل الى اتفاق يسمح للسلطة الفلسطينية بالتواجد في الممر وعلى معبر رفح، وتمّ توقيع اتفاقية المعابر مع مصر، وفيه يُسمح لمصر بنشر 750 من حرس الحدود لدوريات الممر لأغراض منع التهريب والتسلل وغيرها.
2- معبر نتساريم
تمّ انشاؤه خلال الحرب الحالية، وهو ممر بطول 6 كلم يقطع بين شمال القطاع وجنوبه. وهو يسمى على اسم احدى المستوطنات التي كانت موجودة قبل الانسحاب "الاسرائيلي" عام 2005.
يبدو من التسمية أن "اسرائيل" تسعى الى إعادة تأسيس المستوطنات داخل قطاع غزة، وذلك بعد أن تفكيكها عام 2005 بالتوازي مع انسحاب الجيش "الاسرائيلي" من القطاع.
 
3- الاستيطان في الضفة الغربية
بعد أن تسارعت سياسة ضم الأراضي الفلسطينية وإنشاء المستوطنات بشكل غير مسبوق منذ بدء الحرب "الاسرائيلية" على غزة، وبالنظر الى الخريطة الجغرافية للضم، يبدو أن "اسرائيل" تتجه الى إنشاء منطقة عازلة بين الضفة الغربية والاردن، وذلك عبر انشاء مستوطنات تقطع أي تواصل جغرافي بين فلسطين والاردن. جغرافياً، تبدو عمليات الاستيلاء على الأراضي هذا العام متجاورة، حيث ربطت بين مستوطنتين قائمتين بالفعل لإنشاء كتلة واحدة بالقرب من الحدود مع الأردن.
وهكذا، وبالنظر الى خريطة تواجد الجيش "الإسرائيلي" على حدود غزة منذ بداية هذه الحرب، وتدمير كل مظاهر الحياة لتأسيس منطقة عازلة بين القطاع وبين المستوطنات الموجودة في غلاف غزة، يبدو أن "الاسرائيلي" يهدف الى خنق الفلسطينيين ومنع اي تواصل جغرافي بينهم وبين مصر، وبينهم وبين الأردن، بما يمنع أي إمكانية لإنشاء دولة فلسطينية، ويقطع العمق الاستراتيجي للمقاومة الفلسطينية، ويخلق مناطق عازلة تسهم في مزيد من القدرة على تجويع الفلسطينيين وتحويل غزة والضفة الغربية الى سجن كبير مكتظ بالسكان الذي يعانون من الفقر والبطالة والتهميش.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل