انتظار قاسٍ في لبنان.. ومخاوف من سيناريو الحرب الشاملة - فادي عيد

الخميس 08 آب , 2024 08:52 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
مع استمرار التوتر في المنطقة، يعيش اللبنانيون حالة من القلق بسبب التهديدات "الإسرائيلية" باستهداف البلاد في حال توسعت رقعة الحرب بين حزب الله وجيش الاحتلال "الإسرائيلي".

ومع استمرار الترقب اختار العديد من اللبنانيين التبضع بكمية كبيرة تحسبا لجولة تصعيد جديدة، في حين اختار آخرون مغادرة البلاد لتجاوز الحرب النفسية القاسية، لاسيما مع تواتر التهديدات الاسرائيلية باستهداف البنية التحتية للبنان بما فيها المطار.
ميشائيل باور؛ مدير مكتب مؤسسة كونراد أديناور الألمانية في بيروت، يرى أن "الخوف الأكبر بالنسبة للبنانيين الآن هو الدخول في مرحلة جديدة من هذا الصراع".

وقبل عدة أشهر، حذر وزير الاقتصاد ونائب محافظ البنك المركزي اللبناني السابق، ناصر سعيدي، من توسع دائرة الصراع مؤكداً أن "الوضع الاقتصادي سيتدهور بسرعة"؛ فإذا حدث التصعيد، من المحتمل أن يتم تدمير ما تبقى من البنية التحتية، بما في ذلك المرافئ والمطار.

وترى الأخصائية النفسية اللبنانية، مارتين الزغبي أبو زيد، أن الفئة العمرية التي عاصرت الحروب السابقة وعاينت الخراب والدمار تنتظر الحرب بخوف أكبر، بينما الفئة العمرية الشابة التي لم ترَ الحرب من قبل، لا تدرك بشكل كافٍ تداعيات اندلاع حرب شاملة على لبنان.

وفي حين تسعى القوى الدولية لاحتواء الموقف ومنع انزلاق الوضع نحو مربع الحرب الشاملة، يحذر خبراء اقتصاديون من تكرار سيناريو حرب 2006 بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

من جهتها، منظمة الصحة العالمية سلّمت لبنان شحنة مساعدات طارئة تزن 32 طناً من المستلزمات الطبية المخصصة لمعالجة إصابات الحروب، وذلك تحسباً لأي تصعيد إسرائيلي محتمل.
وبحسب الخبراء، فإن الاشتباكات الدائرة بين حزب الله وإسرائيل قد كبدت لبنان خسائر بقيمة أكثر من مليار دولار، داعين في الوقت ذاته إلى تكثيف الاتصالات الدبلوماسية لمنع العدو من استهداف لبنان.

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قد أمد أن «التطورات الإقليمية مقلقة وتُنذر بارتفاع منسوب الخطر»، مؤكداً «أنّ الرهان على الجيش يبقى الضمانة الأكيدة لوحدة الوطن ما يجعل الالتفاف حول المؤسسة العسكرية واجباً وطنياً جامعاً».

وقال: «لا شيء يدلّ على أن الغطرسة الإسرائيلية ستتوقف، ومصرّون على حقنا في الدفاع عن أرضنا وسيادتنا، ولن نتردّد في ذلك مهما علت التضحيات» مضيفا: «نحن مع سلام واستقرار مستدام، ونرحّب بأي مبادرة تُحقّق ما نريده من استعادة أرضنا التي لا تزال محتلة».

أخيراً وليس آخراً بات كل من يسكن في منطقة الشرق الأوسط وليس لبنان فقط يتساءل: هل سيحدث تصعيد حقاً بعد اغتيال إسماعيل هنية أم لا؟ ومتى سيكون؟ وكيف ستكون شكل وملامح تلك الحرب وتداعياتها على المنطقة؟ فملامح التوتر والقلق تظهر بوضوح على مؤشرات وأسهم كافة اقتصادات وبورصات المنطقة وربما العالم، كي يطرح السؤال نفسه كيف ستكون نتيجة تلك الحرب ومن الرابح ومن الخاسر فيها، وهل ستكون بداية سايكس بيكو جديد على المنطقة، في ظل رغبة الأطلسي في إعادة تشكيل المنطقة من جديد؟ عموما الأيام القادمة ستجيب لنا عن كل ذلك، بعد ان باتت كل الفرضيات مطروحة، والجميع ما بين حالة ترقب وتأهب.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل