مصير المجموعات الانفصالية والتكفيرية في الشمال السوري على المحك ــ حسان الحسن

الإثنين 05 آب , 2024 09:27 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
كل المعطيات والمؤشرات تؤكد أن تفعيل العلاقات السورية - التركية يمضي قدمًا في مسار العودة إلى ما كانت عليه قبل العام 2011؛ تاريخ بدء الحرب الكونية على سورية.
ولهذه الغاية، أي تحقيق هذه العودة المأمولة، بجهودٍ روسيةٍ، زار الموفد الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سورية ألكسندر لافرينتييف تركيا في الساعات الفائتة، والتقى نائب وزير الخارجية التركية نوح يلماز في العاصمة أنقرة.
إثر هذا اللقاء، أعلنت الخارجية التركية في بيانٍ لها "أن اللقاء جرى في إطار التشاور في الشأن السوري، وأن الطرفين تبادلا وجهات النظر في شأن الملف السوري، بمشاركة ممثلين عن المؤسسات المعنية بهذا الشأن في البلدين".
وفي السياق عينه، كان أعلن المركز الروسي للمصالحة في سورية أن "القوات الروسية والسورية أقامت قاعدةً عسكريةً في عين العرب (كوباني) في محافظة حلب في الشمال السوري، وأن الإجراءات مستمرة للرقابة على نظام وقف العمليات القتالية بين الأطراف المتنازعين".
ويشكل اللقاء المذكور آنفًا وافتتاح هذا المركز، خطوتين على طريق عودة العلاقات بين دمشق وأنقرة، بحسب رأي مرجعٍ في المعارضة السورية، ومصادر سياسيةٍ سوريةٍ متابعةٍ لهذا المسار في آنٍ معًا.
وفي التفاصيل، تعتبر هذه المصادر أن "إنشاء القاعدة العسكرية الروسية - السورية في كوباني، "يصيب ثلاثة أهدافٍ في ضربةٍ واحدةٍ"، فهو يهدف إلى الحد من الخروقات الأمنية التي يشكو منها الجانب التركي، وفي الوقت عينه، قد يسحب الوجود العسكري السوري - الروسي في شمال البلاد السورية والمتاخم للأراضي التركية الذريعة من يد الأتراك، في حال كانوا عازمين التوغل في الأراضي السورية، لمنع هذه الخروقات، وتعزز أيضًا مسار التواصل بين الجانبين السوري والروسي مع "قوات سوريا الديمقراطية - قسد".
 وتلفت إلى أن "ميليشيا قسد، ذات الأمرة الكردية، بدأت تعيد حساباتها وتدرس كل الخيارات من أجل مستقبل وجودها، فهي كلما تستشعر وجود تراخٍ لدى الأميركيين في شأن الإبقاء على قوات احتلاله في الأراضي السورية، تعود هذه الميليشيا "لقديمها الجديد والمتكرر"، وهو مد جسور التواصل مع الحكومة السورية، ومحاولة الإفساح في المجال أمام التفاهمات معها، في حضور الجانب الروسي القادر من جهته على تقريب المسافات بين الجهات الثلاث المعنية بالوضع في الشمال السوري، خصوصًا لناحية ضبط الحدود السورية- التركية، تحديدًا من خلال التصدي لمحاولة قيام "كونتون كردي" في بعض المناطق السورية المحاذية للأراضي التركية، وهذه الأطراف هي: السلطات السورية والتركية وقسد"، تختم المصادر.
وتعقيبًا على ما ورد آنفًا، يرى مرجع في المعارضة السورية أن "إقامة هذه القاعدة، يؤشر بوضوحٍ إلى أن هناك بشائر تفاهماتٍ تلوح في الأفق، قد تكون مباشرةً أو غير مباشرة بين الأطراف الثلاثة المعنين المذكورين آنفًا أو بعضهما، من أجل التوصل إلى حلٍ مقبولٍ لديهم في شأن مصير المجموعات المسلحة الكردية وسواها المنتشرة في الشمال السوري، وذلك على طريق التسوية المرتقبة بين دمشق وانقرة".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل