انتخابات فرنسا... وحرب غزة ــ د. ليلى نقولا

الإثنين 01 تموز , 2024 09:33 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
تصدّر حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، بقيادة جوردان بارديلا، وحلفاؤه نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا، حاصداً حوالى 34 في المئة من الاصوات، أما تحالف اليسار أو "الجبهة الشعبية الجديدة" فحصد (ما بين 28.5 و29.1 في المئة) وحلّ ثالثاً معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون (20.5 الى 21.5 في المئة)، وحصل حزب الجمهوريين (اليميني المحافظ) على 10 في المئة فقط من الأصوات، وفق التقديرات الأولية.
وبانتظار الدورة الثانية من الانتخابات، فإن العديد من المهاجرين يحبسون أنفاسهم في فرنسا، بعد توقعات مراكز استطلاع بأن يحصد التجمع الوطني ربما غالبية مطلقة، بالتالي يكون له الحقّ في تسمية رئيس الوزراء والحكومة، على الرغم من أن الرئيس ماكرون قال إنه لن يستقيل من منصبه كرئيس، وبالتالي عليه أن يتعايش مع حكومة يمينية متطرفة.
بالطبع، كانت أولوية للناخبين الفرنسيين القضايا الداخلية مثل الهجرة غير الشرعية، والتضخم وتراجع القدرة الشرائية، والمعاشات التقاعدية وسن التقاعد، وغيرها من الأمور التي فشلت حكومة الرئيس ماكرون في معالجتها، واقرّت قوانين تسببت بمظاهرات عارمة في أوقات سابقة، لكن، على الرغم مما سبق، فإن حرب غزة برزت في خطابات المرشحين، وفرضت نفسها على الانتخابات الفرنسية التشريعية.
وبالنظر الى سجل الأحزاب الفرنسية في التعامل مع المسلمين والعرب، فإن القلق يعتري هؤلاء مما ستكون عليه الحال في فرنسا في حال وصول اليمين المتطرف، ولا شكّ تهم هذه الانتخابات المنطقة العربية، لما لفرنسا من تاريخ وتأثير وعلاقات تاريخية، ولموقفهم من حرب غزة.
وقفت الأحزاب اليسارية البارزة، مثل الحزب الشيوعي الفرنسي وحزب "فرنسا الأبية"، بقيادة المرشح الرئاسي السابق، جان لوك ميلونشون، إلى جانب الفلسطينيين، مطالبة بوقف إطلاق النار، ووصفوا ما يجري في قطاع غزة بـ"الابادة". ونشرت "الجبهة الشعبية الجديدة"، المؤلفة من تحالف أحزاب يسارية، برنامجاً انتخابياً تفصيلياً تضمّن البرنامج التأكيد على وقف إطلاق النار في غزّة، والمطالبة بالاعتراف بدولة فلسطينية وأدانوا هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
 
في المقابل، وبسبب سجله في ما يسمى "معاداة السامية"، حاذر اليمين الفرنسي المتطرف من تأييد الفلسطينيين وأعلنوا تأييدهم "لإسرائيل" في بداية الحرب، ورفض كلٌ من مرشح الحزب الجمهوري فرنسوا كزافييه بيلامي، وجوردان بارديلا، مرشّح حزب "التجمع الوطني"، الاعتراف بدولة فلسطينية في الوقت الحالي.
موقف اليمين (الوسط والمتشدد)  يتماهى الى حدٍ كبير مع موقف الرئيس ماكرون، الذي اتى لتقديم الدعم الى اسرائيل، ودعا الى تحالف دولي للقضاء على ما سماه "الإرهاب الذي يهددنا"، وتقدم بمبادرة لحلّ الوضع على الحدود الجنوبية اللبنانية يتبنى الموقف "الاسرائيلي"، علماً أن ماكرون كان قد رفض الاعتراف بدولة فلسطينية في هذا الوقت، وذلك في مقابلة مشتركة على قناتي "تي أف 1" و"فرانس 2" في 6 حزيران/ يونيو 2024.
وبكل الاحوال، ليس من الضروري أن تكون العلاقات بين فرنسا واسرائيل أفضل مما هي عليه الآن في حال استطاع اليمين المتطرف أن يحصد غالبية ويشكّل حكومة، فاليسار الفرنسي كان أقرب "لإسرائيل" من اليمين الفرنسي واليمين المتطرف، علماً أن اليسار كان منقسماً حيال وقف إطلاق النار في غزة، فأقصى اليسار الفرنسي بقيادة جان لوك ميلونشون هو مَن طالب بوقف إطلاق النار في غزة منذ البداية، أما الأحزاب اليسارية الاخرى فلم تطالب بوقف إطلاق النار إلا متأخراً.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل