تدخُّل نتنياهو في الانتخابات الأميركية.. الأسباب والنتائج ــ د. ليلى نقولا

الإثنين 24 حزيران , 2024 11:51 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

في فيديو باللغة الانكليزية، وبعده في تصريحات علنية، اتهم رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو الإدارة الأميركية بأنها تمنع السلاح عن "اسرائيل"، بالرغم من أن الحقيقة هي أن شحنة واحدة فقط تمّ تأخيرها، وهي عبارة عن ذخائر ثقيلة جداً تخشى الادارة الأميركية أن يستخدمها "الاسرائيليون" في المناطق الحضرية ويلقونها على المدنيين الفلسطينيين.

عملياً، هي ليست المرة الاولى التي يظهر فيها الخلاف الأميركي - "الاسرائيلي" الى العلن، كان ذلك في وقت سابق خلال ولاية الرئيس الاميركي باراك أوباما، حين زار نتنياهو البيت الابيض وتحدث مع أوباما بلهجة متعالية، وألقى عليه محاضرة حول مستقبل غزة والدولة الفلسطينية، والاتفاق النووي الإيراني. ثم، في العام الذي تلاه، أي في عام 2015، وبعد أن احتدمت المواجهة بين الرجلين، قام نتنياهو بإحراج الرئيس الاميركي بإلقاء كلمة في الكونغرس انتقد فيها سياسة أوباما تجاه ايران، واشار الى تفضيله المرشحين الجمهوريين، حيث صفق له الحضور وقوفاً؛ في اشارة اعتُبرت حينها مساً بهيبة الرئيس الأميركي في الكونغرس.

واليوم، يحاول نتنياهو أن يتدخل في الانتخابات الاميركية، وأن يزكي حظوظ الجمهوريين ومعهم دونالد ترامب بالفوز، بالرغم من الدعم المطلق وغير المحدود الذي قدمه جو بايدن وادارته له و"لاسرائيل"، وقيامهم بتغطية الابادة التي ارتكبها "الاسرائيليون" في قطاع غزة.

عملياً، يبدو أن القيادة اليمينية في "اسرائيل" تخلت عن التحفظ السابق الذي كان يمارسه "الاسرائيليون"، بحيث لا يتدخلون في السياسة الاميركية الداخلية، وباتوا يتماهون مع الحزب الجمهوري بشكل كبير، وتعود هذه السياسة الى أسباب عدّة أهمها:

1-  اعتقاد نتنياهو بأن دونالد ترامب سيكون أكثر تساهلاً مع طموحات "الاسرائيليين" التوسعية، سواء في موضوع ضمّ الضفة والسيطرة على قطاع غزة، أو الحرب مع لبنان. هذا الاعتقاد له أسبابه، والتي تتجلى في تصرفات ترامب حين كان رئيساً للولايات المتحدة، حيث اعترف بالقدس عاصمة "لإسرائيل"، وسواها من الاعمال الخارجة عن القانون الدولي، والدعوة الى حلّ الدولتين التي التزمت بها الادارات الأميركية السابقة.

2-  انحياز المجتمع "الاسرائيلي" نحو اليمين، وهو ما تجلى في وصول أكثر الحكومات يمينية وتطرفاً في تاريخ "اسرائيل"، وهو بذلك بات أقرب الى الحزب الجمهوري عقائدياً، في الوقت الذي انقسم الحزب الديمقراطي بين قوى تقليدية يجسّدها جو بايدن، وجناح تقدمي واسع النفوذ داخل الحزب الديمقراطي.
في المحصلة، سيستفيد الحزب الجمهوري بشكل عام، ودونالد ترامب بشكل خاص، من تصريحات نتنياهو لاستخدامها ضد جو بايدن والحزب الديمقراطي، لكن ما يفيد نتنياهو قد لا يفيد "الاسرائيليين" بشكل عام، لان الانقسام حول دعم "اسرائيل" في الداخل الاميركي سيكون عاملاً اضافياً في تقويض الدعم للاحتلال بالتوازي مع تغيّر الصورة والراي العام العالمي في نظرته للممارسات "الاسرائيلية"، وبعد انتفاضة الطلاب الأميركيين ضد سياسة الابادة في غزة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل