تجنيد الحريديم... اليمين "الإسرائيلي" يقبض على نتنياهو ـ د. ليلى نقولا

الأربعاء 19 حزيران , 2024 09:27 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

ناقشت لجنة الداخلية والأمن البرلمانية في الكنيست "الاسرائيلي"، قانون تجنيد المتدينين اليهود (الحريديم) استعداداً لعرضه للتصويت بالقراءتين الثانية والثالثة، قبل أن يصبح قانوناً نافذاً، في ظل احتجاجات متزايدة من المعارضة "الاسرائيلية" على الاستمرار في إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، واتهامات متزايدة لنتنياهو بأنه يحابي اليمين المتطرف "الاسرائيلي" على حساب "المساواة"، وعلى حساب مصالح "اسرائيل" العليا.

يقترح مشروع القانون الحالي المطروح من الحكومة "تخفيض السن الحالي للإعفاء من الخدمة الإلزامية لطلاب المدارس الدينية الحريدية، ويقترح أن يشارك الحريديم في خدمة مدنية بدل خدمة عسكرية، كما يسمح لهم بتقصير مدة تلك الخدمة المدنية".

وبالرغم من الاعتراضات، يقوم القانون الحالي بتخفيض سن الاعفاء من الخدمة الاجبارية في الجيش من 26 عاماً؛ كما كان القانون القديم، الى 21 عاماً بحسب القانون الجديد. وكان الحريديم في وقت سابق يحصلون على إعفاء من الخدمة بحجة الدراسة في المدارس الدينية، إلى حين وصولهم الى السنّ الرسمي للإعفاء من التجنيد الإلزامي.

وبعد أن صادق الكنيست "الاسرائيلي" في قراءة أولى على مشروع القانون نفسه بأغلبية 63 صوتًا مقابل 57 صوتاً معارضاً، قامت احتجاجات دعت لها منظمة  تسمي نفسها "إخوة السلاح"، وهي تتألف من جنود سابقين يطالبون بالمساواة وأن يكون التجنيد الاجباري للحريديم كما غيرهم من باقي "الاسرائيليين"، ويؤيدون الاتهامات التي تقولها المعارضة إن هذا الاعفاء هو تكريس للتهرب من الخدمة و "خيانة للجنود، وخيانة لجنود الاحتياط، وخيانة للطبقة الوسطى، وخيانة للجيش"، بحسب ما قال يائير لابيد حول قرار الكنيست بقراءته الاولى.

عملياً، لطالما شكّل موضوع الحريديم في السنوات السابقة، خصوصاً منذ عام 2017، مشكلة "اسرائيلية" داخلية، لاسيما بعدما دعت المحكمة العليا "الإسرائيلية" الى عدم الاستمرار بالإعفاء. وفي خضم حرب غزة، بات هذا الموضوع يشكّل مشكلة أكبر، لأن العائلات تجد أن أبناءها يموتون في غزة، بينما يتهرب المتدينين من الخدمة بحجة دراسة التوراة.

بالاضافة الى ما سبق، بات موضوع تجنيد الحريديم مشكلة لنتنياهو شخصياً، على الشكل التالي:

o اذا تمّ اقرار تجنيد الحريديم سيقوم اليمين المتطرف بالخروج من الائتلاف الحكومي وبالتالي حلّ الحكومة والذهاب الى انتخابات مبكرة.

o اذا استمر اعفاء الحريديم من الخدمة، سيسبب ذلك مشكلة بين نتنياهو والمعارضة ونتنياهو والجيش الذي يصرّ على تجنيدهم لحاجته للعنصر البشري خاصة بعد حرب غزة.

لكن يبقى أهون الشرور بالنسبة لنتنياهو هو استمرار الاعفاء، لأن مشكلته مع المعارضة والجيش تبقى أسهل من المشكلة مع اليمين المتطرف، لان مستقبله السياسي في يد هذا اليمين، فهم الذين يستطيعون إبقاء الحكومة ونتنياهو، وباستطاعهم أيضاً قلب الطاولة عليه.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل