قوات الوصاية العربية... لإنقاذ الاحتلال ! _ د.نسيب حطيط

الثلاثاء 18 حزيران , 2024 12:21 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يعيش التحالف الأميركي - "الاسرائيلي" مأزقاً استراتيجياً بعد ثمانية اشهر من الفشل المتوحش لهزيمة المقاومة في غزة، ومع كل الدعم الاميركي المباشر، على كل المستويات، فقد فشلت  "اسرائيل" في تحقيق المهمة الموكولة اليها من التحالف الأميركي - "الإسرائيلي"- وعرب التطبيع، وبعد فشل كل المحاولات الدبلوماسية والعسكرية من تحييد جبهة لبنان وفصلها عن جبهة غزة، لما سبّبته من خسائر معنوية ومادية للعدو "الاسرائيلي"، وساهمت في صمود غزة، نتيجة الدعم العسكري والنفسي الذي اعطته للمقاومين واهل غزة بانهم ليسوا وحدهم في الميدان، وان هناك من يساندهم بالفعل والقول، ويشاركهم التضحيات على مستوى الشهداء والجرحى والدمار.
لن يتراجع التحالف الثلاثي عن مشروع اخضاع غزة والقضاء على المقاومة المسلحة بأي طريقة غير مشروعة دون ان يدفع العدو "الاسرائيلي" ثمن احتلاله مجددا، والذي سيكون مكلفا ولا يريد الاميركيون ومعهم الغرب من انزال جنود لهم في غزة خوفا من التورط، بالإضافة إلى العجز عن تأمين العديد البشري الذي لم يستطيعوا تأمينه لدعم اوكرانيا، ونتيجة فضيحة عجز الاحتلال بادر الاميركيون الى طرح مشروع "قوات الوصاية العربية"، والتي يمكن ان تنضم اليها تركيا لتكون بديلا عن الاحتلال المباشر وتستطيع اخضاع المقاومة مقابل  التعهد بإعمار غزة، وتامين البنىالتحتية لإعادة الحياة التي ابادتها "اسرائيل"، والتي تحتاج كما تروّج بعض المؤسسات الدولية لفتره زمنية لا تقل عن عشر سنوات.
ان قرار المشاركة او تحمل مسؤولية ادارة غزة بواسطة العرب وتركيا ليس خيارا للعرب، بل هو امر تنفيذي من التحالف الأميركي - "الاسرائيلي"، والذي بادر رئيس اركان الجيش "الاسرائيلي" الى تبليغه والتنسيق مع قاده الجيوش العربية المعنية بالمشاركة ووضع الخطط اللازمة لذلك، وتحديد الوقت المناسب، وتم استبعاد قطر من هذه المشاركة وتكليفها بمهمة أخرى لمعالجة المشكلة اللبنانية علّها تستطيع حل مشكلة الرئاسة وجبهه لبنان لاعتبارات تتعلق بموقفها سواء في حرب تموز 2006 والتعويضات التي دفعتها بالإضافة الى علاقتها الإيجابية مع ايران مما يسهّل عليها مهمة الوساطة على جبهة لبنان.
المقاومة في غزه امام ثلاثة خيارات :
- عدم الاستسلام و استمرار الحرب والحصار لفترة لا تقل عن عام لإخضاع المقاومة بسبب معاناة اهلها في غزة.
- التوقيع على مبادرة بايدن دون شروط وتسليم الاسرى دون ضمانات بعدم عودة الحرب والاكتفاء بالمساعدات الغذائية التي تتحكم بها "اسرائيل" ومصر .
- القبول بالوصاية العربية العسكرية والاقتصادية مقابل وقف الحصار الحرب وبدء الإعمار في غزه وان لم توافق على الوصاية العربية فإن العرب لن يتحملوا مسؤولية اعمار غزة ستبقى غزة مدمرة وسكانها في الخيم حتى لو انتهت الحرب.
لا يريد الاميركيون وحلفاؤهم نجاح تجربة المقاومة المسلحة في غزة بعد نجاح تجربة المقاومة في لبنان واليمن والعراق، لأنهم يعتقدون ان عدم هزيمة المقاومة في غزة يعني هزيمة الكيان والمشروع الاميركي، والذي سيتعرض خلال العقد القادم لحرب استنزاف كبرى يمكن ان تخرجه من المنطقة او تتراجع مساحة "اسرائيل" من فلسطين الى نصف فلسطين ثم الى الزوال...
يحاول التحالف الأميركي - "الاسرائيلي" ان لم ينجح في تحييد جبهة لبنان للقضاء على غزة ان يوقف الحرب في غزة بعد انهاكها وحصارها والتفرّغ ضمن "تحالف دولي عربي" للجبهة في لبنان مع التحضير للفتنة الداخلية، كمقدمة للحرب ضد المقاومة، والتي يعتقد الاميركي انه في حال بدات الحرب ستضطر إيران للتدخل وهذا ما سيعطي المبرر لكل اعداء إيران بقيادة اميركا للبدء بالحرب ضد إيران التي يحمّلها الجميع مسؤولية ما يجري في المنطقة ضد المشروع الامريكي ومسؤولية الدعم والتسليح لحركات المقاومة .
الحرب طويلة ومعقّدة ومركّبة ومتشابكة، وقد تتخلّلها هدنة من هنا وهدنة هناك، لكنها دخلت مرحلة "عشرية الحرب الإقليمية"، وهي على مشارف ي ان تنهي سنتها الأولى، لكن 
من مؤشراتها الإيجابية لصالح محور المقاومة ان المحور الاميركي لم يستطع بعد ثمانية أشهر حسم المعركة لصالحه، ولن يستطيع حسمها لصالحه في الأشهر القديمة أيضا، لكن الظروف ستكون أصعب وأكثر سخونة، الا إذا استوعب الاميركي الفشل والعجز، بانتظار البدء بهجومه المضاد لإعادة السيطرة على المنطقة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل