أقلام الثبات
بعد اقرار المجلس الامن الدولي وقف إطلاق النار "المفخخ" في غزة دون شروط، بناء لاقتراح اميركي، أوجزه وزير الخارجية الأمريكية "بلينكن" قائلا (على حماس ان تجيب بنعم او لا) دون شروط او تفصيلات مع ضمانة أمريكية شفهية غير ملزمة وغير مضمونة، أظهرت بعض المؤشرات لتوسعة الحرب وفق التالي:
- التصعيد الميداني على جبهة لبنان وتحوّلها خلال الايام الماضية الى جبهة القتال الرئيسية وبوتيرة اعلى، حيث تعرّضت المقاومة لضربة قاسية، لا تستطيع الصمت عليها وعدم الرد الساخن الذي لم ينته، لأن السكوت عن هذه الضربة، سيشجع العدو "الاسرائيلي" على تكرار مثيلاتها، بالإضافة الى الخسارة المعنوية والمادية التي تعرّضت لها المقاومة ميدانياً.
- اغتيال القيادات الميدانية الرئيسية، والتي تم تتويجها باغتيال قائد جبهة الجنوب، اضافة الى القيادات الميدانية الوسطية والمفصلية، والتي تمسك بالميدان، مما يمهد لقرار توسعة الحرب بانتظار الفرصة المؤاتية.
- تصعيد سياسي لبناني داخلي من القوى المتحالفة مع العدو الصهيوني تاريخيا، ووصولها الى التهديد (20 ألف مقاتل سيكونون من النازحين والجماعات التكفيرية) ولتكون الطرف الاعلامي للمشروع الصهيوني داخل لبنان، وكأنها تستعيد دورها في اجتياح عام 82 وتحلم بان يستجيب ندائها "الإسرائيليون"، وفق تقاطع المصالح او تنفيذ المهمة الموكلة لهم، للقضاء على المقاومة في لبنان، كما استجاب الاسرائيليون لها، للقضاء على المقاومة الفلسطينية ونفيها من لبنان. ويبدو ان القرار الخارجي قد صدر لهذه القوى للمبادرة لاستفزاز اهل المقاومة، سواء بمعارضة دفع التعويضات الهزيلة او بنداء الاستغاثة للعرب لإنقاذها من المقاومة في لبنان او التشكيك بجدوى الحرب واتهام المقاومة بان هي السبب لما يتعرّض له لبنان، واخر الهجوم السياسي المطالبة بعقد جلسة نيابية لمناقشة تفرّد المقاومة بقرار الحرب وليس مناقشة العدوان "الإسرائيلي".
- الاجتماع التنسيقي العسكري بين رئيس اركان الجيش "الاسرائيلي" وبرعاية أمير كية مع قادة جيوش عربية (مصر والسعودية والاردن والامارات والبحرين)، إذا كان صحيحا، لمناقشة التنسيق الامني والعسكري والاستخباري بعد ثمانية أشهر من الحرب على غزة والحرب على لبنان، حيث إن هذا الاجتماع يثير الريبة والشك بتعاون هذه الدول في الحرب القادمة على لبنان والتعاون الاستخباري والعسكري وبناء للتجارب السابقة في الحرب الأهلية اللبنانية وتدخل بعض هذه الاطراف لصالح القوى اليمنية المتحالفة مع "اسرائيل"، وتجربه غزة الحاضرة حتى الان ودور هذه الدول في حصارها وقمع اي حراك شعبي مؤيد لغزه والمقاومة وعدم المبادرة لإنقاذ غزة حتى سبقتهم جنوب افريقيا في المحكمة الجنائية الدولية.
ان المناقشات تبحث تحديد الخيارات الممكنة وكيفية ترتيب الأولويات بالهجوم "الإسرائيلي" - الأميركي المضاد وفق خيارين:
- المسارعة لأنهاء اقتحام "رفح" او تجميد العمليات العسكرية البرية في غزة، للتفرّغ لجبهة لبنان التي بدأت تؤذي "إسرائيل" مادياً معنويا أكثر من الداخل الفلسطيني.
- ابقاء الوضع العسكري على جبهة لبنان كما كان في الاشهر الثمانية السابقة ...حتى الانتهاء من غزة
ان قرار توسعة الحرب "الإسرائيلية" - الأميركية على لبنان (لان الحرب قائمة منذ ثمانية أشهر) مدار نقاش حول الأولويات الأكثر ربحا وسيعمل "الاسرائيلي" والاميركي لزيادة الضغط على المقاومة وارباكها بإشعال بعض الفتن الداخلية على مستوى النازحين او على المستوى الطائفي والمذهبي، دون اهمال للإشكالات داخل قوى المقاومة لزعزعة وحدة الصف وافساح المجال امام العملاء لحرية التحرك وحريه التنفيذ، لان العامل البشري لا يزال هو الاساس في عمليات الاغتيال القائمة حتى الان والتي بدأت تصيب بشكل متدرج المدنيين الذين كانوا في منطقه التحييد تقريبا منذ بداية الحرب.
ان التحالف الأميركي - "الاسرائيلي" وعرب التطبيع مقتنعون بأن هزيمة المقاومة خطوة لازمة وضرورية للقضاء على المقاومة في فلسطين ولذا يمكن ان تكون الأولوية تجميد جبهة غزة واسقاطها بالحصار الطويل ثم التوجه نحو لبنان وتكرار نموذج غزة، لان الرئيس "بايدن" يحتاج للتخلص من ضغط ورقة غزة في الانتخابات، بينما لا تؤثر عليه الحرب على لبنان ،بل بالعكس يمكن ان تمنحه اصواتا في صناديق الاقتراع، لأنه يشن الحرب على المقاومة اي عل "إيران" بشكل غير مباشر كما يتم تسويقه لان المقاومة ذراع إيران في لبنان.
أيام مفصلية وساخنة تستوجب الوحدة والحذر والاستعداد انها حرب الثأر من المقاومة.