الثبات ـ دولي
أعلنت اللجنة الانتخابية في جنوب أفريقيا، أمس الأحد، أن حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" الحاكم حصل على 159 مقعداً من أصل 400 مقعدٍ في الجمعية الوطنية (البرلمان) في البلاد، بعد الانتخابات العامة، التي جرت الأسبوع الماضي، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".
وأظهرت النتائج أن حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" فقد أغلبيته المطلقة في البرلمان للمرة الأولى منذ وصوله إلى السلطة، بعد نهاية الفصل العنصري وحكم الأقلية البيضاء، قبل 30 عاماً.
وكان الحزب الحاكم فاز بـ230 مقعداً في البرلمان في الانتخابات السابقة، التي جرت عام 2019.
وجاء "التحالف الديمقراطي" المؤيد لرجال الأعمال، بقيادة البيض، في المركز الثاني بعد حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي"، بعد أن حصد 87 مقعداً في الجمعية الوطنية.
كما حصل حزب "أومكونتو وي سيزوي" الجديد (رمح الأمة بلغة الزولو)، بدعم من الرئيس السابق، جاكوب زوما، على 58 مقعداً، في حين جاء حزب "المناضلين من أجل الحرية الاقتصادية" اليساري المتطرف رابعاً، بحصوله على 39 مقعداً.
وقال حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" إنه منفتح على التحدث مع جميع الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات.
رامافوزا: النتائج الأخيرة "انتصار للديمقراطية"
وكان رئيس دولة جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، اعترف بأن حزبه الحاكم "عانى نتيجة انتخابات صعبة، بعد أن فقد أغلبيته للمرة الأولى" منذ 3 عقود، واصفاً النتائج الأخيرة بأنها "انتصار للديمقراطية".
ودعا رامافوزا الأحزاب المتنافسة إلى "إيجاد أرضية مشتركة"، والتحضير لمحادثات الائتلاف.
وقال رامافوزا: "لقد تحدث شعبنا، سواء أحببنا ذلك أم لا. كوننا قادة الأحزاب السياسية، وكجميع الذين يشغلون مناصب مسؤولية في المجتمع، سمعنا صوت شعبنا وعلينا أن نحترم رغبته. من خلال صوت، أظهر الشعب بوضوح أن ديمقراطيتنا قوية ومستمرة".
يُذكر أن الأمين العام لحزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" الحاكم، فيكيل مبالولا، قال أمس الأحد إن الحزب "ملتزم تشكيل حكومة تعكس إرادة الشعب، وتكون مستقرة وقادرة على الحكم بفعالية".
وأضاف أن الحزب "سيعقد مناقشات داخلية ومع أحزاب أخرى خلال الأيام المقبلة"، وأن الناخبين "أظهروا أنهم يتوقعون من قادة هذا البلد أن يعملوا معاً من أجل مصلحة الجميع".
يذكر أنه بعد فرز 99.91% من الأصوات، حصل الحزب التاريخي على 40.21% من الأصوات، في مقابل نسبة 57.5% حققها في الانتخابات الأخيرة.
ولا يزال "المؤتمر الوطني الأفريقي"، بزعامة سيريل رامافوزا، أكبر حزب في الجمعية الوطنية، ويتعين على المجلس الجديد انتخاب الرئيس المقبل في شهر حزيران/يونيو الجاري.
وينبغي للحزب الحاكم أن يشكّل تحالفات، إما لتشكيل حكومة ائتلافية مع حزب واحد أو أكثر، وإما لإقناع الأحزاب الأخرى بتأييد إعادة انتخاب رامافوزا لتشكيل حكومة جديدة تضم أقلية من حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي"، والتي سيتعين عليها أن تسعى، في كل مرة، لإيجاد حلفاء لتمرير ميزانيتها ومشاريع قوانينها.