أقلام الثبات
أعلن الرئيس الاميركي جو بايدن ما سماه مقترحاً "اسرائيلياً"، لوقف الحرب في غزة، ويتضمن مراحل ثلاث، وهي على الشكل التالي:
- المرحلة الأولى: تدوم 6 أسابيع، وتتضمن وقفاً لإطلاق النار وانسحاب "اسرائيل" من المناطق المأهولة في غزة، عودة الفلسطينيين المدنيين الى شمال غزة والى باقي المدن التي تم تهجيرهم منها، مقابل إطلاق سراح عدد من الرهائن الاسرائيليين، وإطلاق سراح مئات الاسرى الفلسطينيين. على أن يتم التفاوض على المرحلة التالية خلال هذه الفترة.
- المرحلة الثانية، وتتضمن وقفاً دائماً للأعمال القتالية، وتبادل كل الأسرى الأحياء بما فيهم الجنود.
- المرحلة الثالثة تشمل إعادة إعمار غزة.
لا شكّ، وبعد كشف العديد من التقارير الصحفية ان هذا المقترح هو اسرائيلي بالفعل كما أعلن الرئيس الاميركي جو بايدن، لكن المشكلة تكمن في نوايا نتنياهو الحقيقية، وفي الانقسامات في الداخل الاسرائيلي وداخل الحكومة وضغوط اليمين المتطرف في مجلس الحرب.
وبناءً على ذلك، وعليه يمكن تصور الموقف الاسرائيلي الحقيقي على الشكل التالي:
1- الاقتراح "الاسرائيلي" وسيؤدي الى هدنة:
وهذا التصور يعني موافقة "اسرائيل" على الاقتراح والحكومة الاسرائيلية هي من اقترحته فعلاً وتريد تطبيقه.
في هذا السيناريو، يحاول "الاسرائيليون" استغلال أجواء الانقسامات وتصريحات اليمين المتطرف، وذلك لتحصيل أكبر قدر من المكاسب من الجانب الاميركي والفلسطيني، ومن الجانب المصري للبقاء على احتلالهم للجهة الفلسطينية من معبر رفح في موقف مناقض لاتفاقية المعابر مع مصر لعام 2005.
وسيستمر الاسرائيلي في هذه السياسة خلال المراحل جميعها، فيقوم بالتهديد بعدم القبول بوقف دائم لإطلاق النار، وذلك لوضع شروط إضافية للمرحلة الثانية، وليكسب في السياسة ما لم يستطع تحقيقه في الميدان.
وطبعاً، من غير المتوقع أن يكون هناك أي تنازلات اسرائيلية في ما يخص اقامة الدولة الفلسطينية في المرحلة الاخيرة بالرغم من كل الضغوط الدولية لتطبيق الالتزامات التي أعطاها الاسرائيليون في اوسلو.
2- الاقتراح مناورة من نتنياهو:
في هذا التصور أن موافقة نتنياهو على العرض أتت على مضض بعد ضغوط شديدة من الداخل الاسرائيلي الذي يتظاهر لإطلاق سراح الرهائن، ومن المعارضة الاسرائيلية والجيش والقوى الأمنية، ومن الاميركيين.
وعليه، يمكن التصور أن نتنياهو الآن ينتظر أن تقوم حماس برفضه، لتفادي الاحراج الذي يشعر به في الداخل وللتملص من أي تسوية أو وقف لإطلاق النار.
اما إذا قبلت حماس بالعرض ووافقت على شروطه، فسيجد نتنياهو طريقة للتنصل أو المماطلة وذلك عبر وضع شروط إضافية تعطّل التفاوض وتدفع حماس الى رفضها وبالتالي رفض المقترح. أو يعمد نتنياهو الى إطلاق تصريحات تشبه الى حدٍ بعيد ما قام به عشية اتفاق الهدنة السابق الذي وافقت عليه حماس، وقام حينها بتسريب الى الصحافة مفاده أن "عملية رفح العسكرية قائمة سواء باتفاق أو بدونه".
في المحصلة، تبقى التصورات جميعها متوقعة، وذلك لأن نتنياهو يقاتل من أجل مستقبله السياسي، ولأن المسؤولين "الاسرائيليين" يجدون صعوبة في قبول أي هدنة في وقت لم يحقق فيه الجيش "الاسرائيلي" أي انتصار واضح تحتاجه الحكومة "الاسرائيلية" لبيعه للداخل "الاسرائيلي" على أنه تحقيق لأهداف الحرب.
هدنة بايدن...ما هو الموقف "الإسرائيلي" الحقيقي؟ ــ د. ليلى نقولا
الإثنين 03 حزيران , 2024 12:49 توقيت بيروت
أقلام الثبات
مقالات وأخبار مرتبطة