أقلام الثبات
منذ ثمانية أشهر والإخوة في الدين والإنسانية في غزة من الفلسطينيين تحت القصف والحصار "الاسرائيلي". هذا ما تنقله الصحف والاعلام، لكنه خبر مبتور وغير دقيق، فالحقيقة ان غزة تحت القصف "الاسرائيلي" والحصار "الإسرائيلي" - المصري - الأردني المباشر (دون الوقوع في خديعة مظلات الطحين القاتلة) حصار رسمي وشعبي..
إذا كانت الأنظمة (لضرورات غير مبرّرة) تلتزم باتفاقيات السلام او تلتزم قواعد الامان للبقاء في السلطة خوفا ممن نصّبها او من يحميها او لشراكتها في المشروع الاميركي، لكن السؤال، للشعبين المصري والاردني خصوصا، وهما من دول الجوار لفلسطين المحتلة: لماذا الصمت؟ لماذا الشراكة في الحصار؟ لماذا الشراكة في سفك دم اخوانكم الفلسطينيين؟
لم نعرف الشعب المصري شعباً محايداً او شعباً لا علاقة له بفلسطين او بالقضايا العربية والإسلامية، انه شعب شريك في قضايا الامة، وكانت مصر رمزا لمناهضة الاستعمار الاميركي والبريطاني، ورمزا لثقافةالتحرر والمقاومة؛ جيشا وشعبا وقيادة ايام الرئيس عبد الناصر..
أبناء الشعب المصري الذين تحرّكوا لقلب النظام، واستطاعوا الوصول الى الحكم، لكن عندما استلموا السلطة التزموا "بكامب ديفيد" وحاصروا سوريا ووافقوا على طردها من الجامعة العربية، واثبتوا الا تمايز بين قيادة "الاسلاميين الجدد" وبين قيادة "السيسي" بالتعامل مع العدو "الإسرائيلي"، فكلاهما التزما باتفاقية "كامب ديفيد"، واستضافا السفارة "الإسرائيلية".
الأخوة المصريون والاردنيون:
لماذا تشاركون في حصار غزة؟
لماذا لم تعتصموا وتتظاهروا نصرة لغزة !
لماذا لم تغلقوا سفارات العدو "الاسرائيلي" في عواصمكم!
لماذا لم تقطعوا الطريق على جسر الامداد البري للصهاينة؟
لماذا.. لم تتحركوا لفتح معبر "رفح"؟
لماذا لم تتحركوا لإيصال الغذاء والدواء الى غزة.. فهم اخوتكم في الدين وفي الإنسانية وفي القومية، وهم جيرانكم ورسول الله الاكرم (ص) اوصى بالجار، وقد استطاع بعض اللبنانيين والإيرانيين والسوريين إيصال السلاح الى غزة.
هل تخافون السجن.. وهم يستشهدون !
هل تخافون الجوع وهم يقتلون جوعاً وعطشا ومرضى!
عندما تدخلون الى المساجد لتدعو لنصرة غزة، التزموا بقول رسول الله (ص) "مع الدعاء قليل من القطران"، ومع الدعاء قليل من المظاهرات.. وبعض السلاح..
الا تخجلون ان تتحرّك جنوب افريقيا ويتظاهر طلاب اميركا او اوروبا، وان يتظاهر ابناء المدن الأوروبية الذين لا يفهمون العربية، وبعضهم لا يعرف حتى غزة، لكنه سمع عن مذابحها وتظاهر ولبس الكوفية الفلسطينية.. بينما أنتم صامتون وكأنكم الموتى تشاهدون ذبح الضحية وتصمتون!
أنتم تنصرون الباطل "الاسرائيلي" بصمتكم وحيادكم وعدم نصرة الحق الفلسطيني..
استطاع جزء من شعب لبنان، لا يتجاوز المليون مواطن مُحاصر، مُشاغلة "اسرائيل" في حرب منذ ثمانية أشهر ويقدم أكثر من 1500 شهيد وجريح.. وأنتم صامتون.
الشعب اليمني الذي يعيش تحت حرب منذ أكثر من تسع سنوات ويحاصره الجوع والمرض والقصف انتصر لفلسطين وهو يبعد عنها الاف الكيلومترات.. وأنتم صامتون.
بدلا من ان تعاتبوا إيران والمقاومة في لبنان وتطالبوهم بقصف تل ابيب، بادروا إلى اعتصام في "رابعة".. نصرة لفلسطين واهلها.. بدل الاعتصام سعياً للسلطة..
ما جدوى اعدادكم المليونية ان لم تناصروا اخوتكم المسلمين في غزة؟
لو رمى كل واحد منكم رغيف خبز او قنينة ماء او حبة دواء فوق جدار رفح لاستطاع المقاومون واهلهم الصمود والقتال، حماية للشرف العربي المسفوك على اوراق اتفاقيات الاستسلام والتطبيع..
استيقظوا حماية لتاريخكم.. ومستقبلكم..
ونصرخ وننادي للجنود المصريين ابناء حرب تشرين الشرفاء
واه.. یا عبد الودود.. یا للي رابض عالحدود.. خلیك دِدضع لابوك (جدع ).. لا یقولوا.. منین دابوك !
بانتظار مظاهراتكم.. ورصاصكم..
رسالة للشعبين المصري والاردني: لماذا تحاصران غزة؟ ــ د.نسيب حطيط
الثلاثاء 28 أيار , 2024 12:39 توقيت بيروت
أقلام الثبات
مقالات وأخبار مرتبطة