الثبات ـ دولي
أشارت صحيفة "فورين أفيرز" الأميركية، إلى أنّ قرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، في 8 أيار/مايو، بحجب شحنة أسلحة كبيرة إلى "الجيش" الإسرائيلي، في "أكبر خطوة تتخذها الولايات المتحدة منذ عقود لكبح جماح إسرائيل"، يعكس "إحباطها المتزايد من الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ ما يقرب من ثمانية أشهر في غزة".
وأضافت أنّ هذا الإعلان أكد أيضاً على "الانقسام الحزبي المتزايد داخل الولايات المتحدة حول "إسرائيل". فعلى مدى شهور، شعر بعض القادة الديمقراطيين في الكونغرس، والعديد من الناخبين الديمقراطيين، أنّ الإدارة الأميركية كانت متساهلة للغاية مع سلوك "إسرائيل" في الحرب، التي يعتقدون أنها "مكنتها من ذلك بدعم عسكري ومالي وسياسي ساحق".
وعلى الجانب الآخر، تعرض قرار بايدن بشأن القنابل، "لانتقادات لاذعة من قبل عشرات الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس"، الذين وصفوه بأنه "بيدق في يد حماس وصديق سيء لإسرائيل".
وتؤكد الصحيفة، "تغير الواقع" الذي كان يسود الساحة السياسية الأميركية، والقاضي في "دعم الحزبين لإسرائيل"، لتبدأ "فجوة حزبية تتزايد منذ سنوات"، إذ أصبح "الناخبون الديمقراطيون، والأميركيون الأصغر سناً بشكل عام، ينتقدون إنكار إسرائيل الطويل الأمد لحقوق الإنسان الفلسطيني وتقرير المصير الوطني".
من ناحية أخرى، تقول "فورين أفيرز" في المقال المنشور على موقعها الإلكتروني اليوم: "استغل الجمهوريون والعديد من المحافظين المتدينين دعمهم لإسرائيل، بما في ذلك الدعم غير المقيد للحكومات الإسرائيلية اليمينية، كمبدأ إيماني، وعلى نحو متزايد كاختبار سياسي".
وعلى الرغم من دعم إدارة بايدن القوي لـ"إسرائيل" بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، وخلال معظم فترة الحرب - وعلى الرغم من حقيقة أن أغلبية كبيرة من اليهود الأميركيين صوتوا تقليدياً للديمقراطيين، يُظهر الإسرائيليون أنهم يفضلون دونالد ترامب على جو بايدن بفارق كبير، وفق الصحيفة.
لم يظهر الاحتكاك المتزايد بين الإسرائيليين والأميركيين مع الحرب الحالية
كذلك، ذكرت الصحيفة الأميركية أنّ "المسارات الاجتماعية والسياسية، طويلة الأمد، في كلا البلدين، تشير إلى أن القيم المشتركة الشهيرة التي كانت لعقود من الزمن، تدعم العلاقة بين البلدين كانت تتعرض للضغط بالفعل".
ولكن الحرب والسياسات الحزبية التي تحركه، "أبرزت هذا التوتر إلى العلن". وهذا لا يعني أن البلدين في مسار تصادمي، لكنه "يثير أسئلة مهمة حول طبيعة التحالف في السنوات القادمة".
وتتابع بأنه لا يمكن أن نعرف "الكثير عن الوجهة التي سيتجه إليها كلا البلدين، خاصة في ظل الحرب المستمرة والاضطرابات في إسرائيل".
ولكن إذا تباعدت القيم الأساسية للولايات المتحدة و"إسرائيل" بشكل أكبر، فإن "الجيل المقبل من القادة في كلا البلدين قد، لا ينظرون إلى بعضهم البعض على أنهم روح متقاربة. وفي هذه الحالة، قد تضمن المصالح الاستراتيجية المشتركة بقاء الدولتين حليفتين، لكنها قد تفقد العلاقة الخاصة التي اعتمدت عليها في الماضي".