الثبات ـ دولي
ودّعت العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الأربعاء، جثامين الشهداء السيد إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، ورفاقهما، وذلك وسط توافد حشود رسمية وشعبية.
وضمن مراسم التشييع، أمّ قائد الثورة والجمهورية الإسلامية، السيد علي خامنئي، الصلاة على جثامين الشهداء في جامعة طهران.
ومن بين الشخصيات الرسمية التي شاركت في التشييع بطهران، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، على أن تجري مراسم التأبين بحضور وفود أجنبية عالية المستوى في طهران، عند الساعة الرابعة عصراً.
هنية يعزي بالشهداء باسم الشعب الفلسطيني
وألقى هنية كلمةً، خلال مراسم التشييع في جامعة طهران، مُقدّماً العزاء باسم الشعب الفلسطيني وباسم فصائل المقاومة على أرض فلسطين، وباسم غزة.
وقال هنية إنّ الرئيس الراحل أكّد له، خلال لقاء جمعهما في شهر رمضان الماضي، أنّ "القضية الفلسطينية هي في صلب قضايا الأمة، وأنّ المقاومة هي خيار استراتيجي لمشروع التحرير".
وأضاف أنّ رئيسي أكّد أيضاً على أنّ "إيران مستمرة في دعم المقاومة الفلسطينية حتى تحقيق تطلعات الشعب والأمة"، وأنّ "طوفان الأقصى هو زلزال ضرب الكيان الصهيوني، وأحدث تحولاً تاريخياً على مستوى العالم".
وشدّد هنية، من طهران، على أنّ "غزة سوف تواصل المقاومة حتى تحرير كل الأرض، وفي قلبها القدس المبارك"، مردفاً بالقول: "نحن مطمئنون، بحضور قيادات محور المقاومة، أنّ الجمهورية ماضية في سياستها وثوابتها برعاية قائدها في دعم فلسطين والمقاومة".
تشييع مهيب من تبريز إلى قم
وكانت جثامين الشهداء قد وصلت أمس إلى مصلى الإمام الخميني في طهران، بعد تشييع مليوني في قم، حيث كانت المحطة الأولى لهم في مقام السيدة المعصومة، وبعدها انطلق التشييع الشعبي إلى شوارع المدينة، وصولاً إلى مسجد جمكران.
وقبل قم، شيّعت مدينة تبريز، عاصمة محافظة أذربيجان الشرقية في إيران، الرئيس الشهيد ورفاقه، حيث استقبلتهم تجمعات حاشدة من أبناء الشعب الإيراني في حشود كبيرة جداً توديعاً لهم.
واستُشهد الرئيس الإيراني ووزير خارجيته ومرافقون لهما، الأحد، في حادثة تحطّم مروحية كانت تقلّهم إلى أذربيجان الشرقية، شمالي غربي إيران، لدى عودتهم من مراسم افتتاح سد مائي عند الحدود بين إیران وأذربیجان، حيث افتتح رئيسي مع نظيره، إلهام علييف، سد "قيز قلعة سي" المشترك على نهر آراس.
والمروحية التي سقطت هي واحدة من أصل 3 مروحيات كانت ترافق الرئيس الإيراني، واضطُرت إلى الهبوط بسبب سوء الأحوال الجوية، التي صعّبت عمليات البحث في المنطقة ذات التضاريس الوعرة والطقس البارد، إذ لامست درجة الحرارة 15 درجةً تحت الصفر.
وفي أعقاب الحادثة، طمأن قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، الشعب الإيراني إلى أنّه لن يكون هناك أي خلل في إدارة شؤون البلاد.
وتكريساً لدولة القانون في إيران، أعلن السيد خامنئي أنّ نائب الرئيس، محمد مخبر، سيتولى مهمّات الرئاسة موقتاً، وفقاً للمادة الـ131 من القانون، بحيث يتعيّن عليه وعلى رئيسَي السلطة القضائية والتشريعية التحضير لإقامة انتخابات خلال 50 يوماً.
أما علي باقري كني، وهو مساعد وزير الخارجية، فعُيِّن قائماً بأعمال وزارة الخارجية.
وعقب تعيين مخبر رئيساً بالوكالة، وافقت لجنة السلطات الثلاث في إيران على إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد في 28 حزيران/يونيو المقبل، ليتبعها تعيين رئيس جديد في 8 تموز/يوليو.