أقلام الثبات
بعد العجز الأميركي و"الاسرائيلي" والعرب المطبّعين عن القضاء على المقاومة في غزة وانسداد الافق امام المحاولات العسكرية "الإسرائيلية" - الأميركية والحصار العربي - التركي لغزة، تم الطلب من القمة العربية في البحرين تشريع التدخل الدولي في غزه لإعطاء الشرعية للتدخل الأميركي "ميناء بايدن" بعنوان القوات الدولية او المتعددة الجنسيات في نسخة مكرّرة للقوات المتعددة الجنسيات في لبنان بعد الاجتياح "الاسرائيلي" عام 1982.
بدل ان تعلن القمة العربية المقاطعة العربية "لإسرائيل" وتجميد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والضغط عليها لإيقاف المجزرة والإبادة الجماعية للفلسطينيين، سارعت القمة العربية، لتمهيد الطريق امام الإدارة الأميركية للتدخل في غزة بعد العجز "الاسرائيلي"، ولكن بقناع دولي واذا جمعنا "ميناء بايدن" مع القوات الدولية والانعطاف التركية المتأخرة دعما لغزة لحجز دور في القوات الدولية وربما اسناد القيادة لها وحل الدولتين الطويل المدى لتحقيقه فإننا نلمس تقدماً بتنفيذ المشروع الامريكي، لاحتلال غزة بقناع دولي لان اي قوات دولية ستكون بناء لقرار من مجلس الامن يشترط وبشكل قطعي عدم وجود سلاح في غزة الا سلاح السلطة الفلسطينية، بمعنى "سلاح الشرطة" والقمع الداخلي وتشريع القوات الدولية هو قرار غير مباشر بموافقة الجامعة العربية "لنزع سلاح المقاومة" والغاء مشروعية عملها المسلح خاصة وان تجربة القوات الدولية في لبنان لم تكن مشجعة، فهي لم تمنع اي اجتياح او عدوان "اسرائيلي" منذ العام 1978 وكانت مهمتها تقييد المقاومة لتسهيل الاعتداءات "الإسرائيلية".
ان القمة العربية واستكمالا لدور بعض الدول المطبّعة في حصار غزة والضغط على المقاومة للتوقيع على الهدنة بشروط "إسرائيلية"، بالتلازم مع دورها بفك الحصار الذي فرضه اليمن على "اسرائيل" فقد وضعت المقاومة واهالي غزة امام ثلاثة خيارات:
- الخيار الاول: الاستسلام وتوقيع هدنة تريح العدو وتطلق الاسرى "الاسرائيليين" مقابل مئات الشاحنات من الطحين والغذاء.
-الخيار الثاني: القبول بالقوات الدولية متعددة الجنسيات والغاء سلطة حماس والسلطة الفلسطينية واستبدال الاحتلال الاسرائيلي العاجز بسلطة دولية ستحقق اهدافها العدو.
- الخيار الثالث: البقاء في الميدان تحت القصف "الإسرائيلي" - الامريكي والحصار العربي للموت جوعا وعطشا ومرضا مع تامين مخرج اكراهي لإفراغ غزة سواء عبر "ميناء بايدن" او سيناء المصرية بعد اقتحام رفح.
لقد شكّلت القمة العربية في البحرين نقطة تحوّل سلبية باتجاه المقاومة، حيث ان كلمه الرئيس الفلسطيني التي قدمت شهادة براءة ذمه للعدو وحمّلت المسؤولية لحركة "حماس" كانت أكبر طعنة للمقاومة وللقضية الفلسطينية والتي تم تتويجها بالمطالبة بالقوات الدولية.
ان عملية الاسناد العربي الرسمي، للمشروع الامريكي الإسرائيلية للقضاء على المقاومة المسلّحة في فلسطين المحتلة، يهدد باجهاض انجازات المقاومة داخل غزة ويؤمّن قارب النجاة للعدو "الاسرائيلي" الفاشل والعاجز ويُنقذ "نتنياهو" وجيشه من مستنقع الذل والقتل في غزة.
في ذكرى النكبة يعيد العرب تآمرهم عند احتلال فلسطين ويرسمون نكبة ثانيه ،حيث بادروا لقتل محاولة فلسطينية بالتحالف مع محور المقاومة لتحرير فلسطين، فتعاونوا مع الاحتلال لقتل المحاولة.
غزه بين نكبتين؛ نكبة 1948 ونكبة 2024؛ العدو ذاته: "اسرائيل" ورعاتها الاميركيون والبريطانيون، والمتآمر ذاته: العرب المتخاذلون والأتراك؛ حلفاء "اسرائيل" وأميركا.
يمكن أن تسقط غزة كجغرافيا، لكنها تستطيع ان تبقى مقاومة، وعلى الاخوان الفلسطينيين ان يستفيدوا من التجربة اللبنانية، فكما اخرجت المقاومة في لبنان القوات المتعددة الجنسيات واخرجت الاحتلال "الإسرائيلي"، عليهم التحضير والاستعداد لإخراج المتعددة الجنسيات من غزة والاحتلال "الاسرائيلي" من غزة ومن كل فلسطين.
للإخوة في حماس: تنازلوا عن السلطة، وتمسكوا بالسلاح المقاوم لانقاذ غزة وفلسطين..
القوات المتعددة الجنسيات... لإنقاذ أميركا و"إسرائيل" ــ د. نسيب حطيط
الجمعة 17 أيار , 2024 10:37 توقيت بيروت
أقلام الثبات
مقالات وأخبار مرتبطة