أقلام الثبات
ان تشتعل المواجهات والعمليّات والكمائن النوعية في شمال غزة- المُفترَض انه تمّ تنظيفه من ارهابيّي حماس"-وفق تصريحات قادة الكيان.. فهذا يعني انّ" المقاومين اعادوا الجيش "الاسرائيلي" الى المربّع الأول..ضربات متلاحقة نفّذتها "القسّام" اليوم بينها عمليّة مركّبة اجهزت فيها على 7 جنود "اسرائيليين" شرق جباليا وصفتها وسائل اعلام عبريّة ب" الهجوم الصعب جدا"..وبالتزامن مع المعارك الضّارية المستمرّة بشراسة بين المقاومين والجيش "الاسرائيلي" شمال وجنوب القطاع في جباليا ورفح.. صعّد حزبُ الله بدوره من وتيرة عملياته النوعية، ونفّذ ضربتَين قاسيتَين عبر استهداف مبانِ يستخدمها جنود"اسرائيليون في مستعمرة المالكيّة، وقصف ثلاثة اهداف عائدة لمنطاد تجسّسي فوق مستعمرة ادميت" وتدميرها بالكامل مع طاقم ادارته.. بعد ان ضربت المقاومة العراقية فجرا، ايلات، بمسيّرات تستخدمها للمرّة الأولى!
هي رسالة " ناريّة " مفادها "انّ اذرع محور المقاومة استعدّت جيدا لأيّ عمليةاجتياح في رفح"، سيّما انها تزامنت ايضا مع تهديد غير مسبوق وجّهته حركة "انصار الله" اليمنيّة صوب اميركا و"اسرائيل"، حيث توعّدت بتصعيد عسكري وصفته ب"غير المسبوق" في حال استمرار العدوان على غزّة، وجهوزيّة عمليات كبيرة للمرحلة الخامسة والسادسة، وهدّدت ب "ضرب اهداف لا يتخيّلها العدوّ".. هذا على وقع تسريب شبكة"سي ان ان" الاميركية اليوم ايضا، خبرا مفاده" انّ اسرائيل حشدت قوّات على اطراف رفح تكفي لتنفيذ توغّل شامل بالمدينة في الايام القادمة!
هي رفح "خرطوشة" نتنياهو الاخيرة بعد انقضاء 7 شهور من الإخفاقات وعمليات الاستنزاف في صفوف عتاد وعديد جيشه دون تحقيق الأهداف الموعودة.. يريدها "ضربة حظ" او صورة نصر ولو وهميّ تنقذه من الهزيمة المطلقة..وهو يعتبر انه اذا ربح معركة رفح، تنتفي هزيمته في غزّة.. لكن، هل تعطيه "حماس" ومحور المقاومة هذه الفرصة الذهبية؟.. علما انّ معركة اجتياح رفح قد تفتح الباب صوب حرب اقليمية، والعينُ حينها على الجبهة اللبنانية حيث تجهّز حزبُ الله لكلّ الاحتمالات السّاخنة، سيّما وسط ضغوط عشرات الاف المستوطنين "المهجرّين" من منازلهم في المستعمرات الحدودية، على حكومتهم بضرورة حسم المعركة مع حزب الله.
وإزاء التهويل "الاسرائيلي" بعزم القيام بعمليّة برّية في جنوب لبنان وصولا الى نهر الليطاني، بهدف فرض "حزام امنيّ"، كشفت وثيقة دبلوماسيّة امس الإثنين، انّ ضابطا كبيرا في الإستخبارات الألمانيّة، ابلغ السفير الاميركي في برلين، " انه في حال قرّرت اسرائيل القيام بعمل عسكري في جنوب لبنان، فإنّ الجيش الإسرائيلي سيجد نفسه مضطرّا لخوض المواجهة في الشمال"الاسرائيلي لا الجنوب اللبناني، مؤكدا ايضا –استنادا الى معلومات استخبارية كما قال، انّ حركة "انصار الله" اليمنيّة، اتمّت تجهيز نحو مليون مقاتل يمني للدخول بالحرب الشاملة اذا تطوّرت الأمور نحو هذه الحرب في اي لحظة!
حزبُ الله الذي وضع كلّ الاحتمالات على الطاولة، ويُبقي على جهوزيّة مقاتليه وكأنّ الحرب حاصلة غدا، وتزامنا مع التلويح بعملية اجتياح رفح، بادر الى مرحلة جديدة حافلة بالعمليات المركبة والكمائن النوعيّة في المرمى "الاسرائيلي" استوقفت محلّلين وخبراء عسكريين "اسرائيليين" وصحف غربيّة منها "فاينانشل تايمز" البريطانيّة، خصوصا عمليّة عرب العرامشة التي افضت الى مصرع العشرات من الضباط والجنود "الاسرائيليين" لم تعترف "اسرائيل" بهذه الحصيلة على جري العادة ربطا بالتكتّم المطبق التي تفرضه الرّقابة العسكرية، سوى اعتراف الجيش "الاسرائيلي" لاحقا بمصرع نائب قائد سريّة الكتيبة 8103 التابعة للواء "عتسيوني6 "- علما انّ وسائل اعلام عبريّة اكدت انّ المقرّ المُستهدَف يضم عادة اجتماعات لضبّاط ومسؤولين اسرائيليين كبار جدا"...
واعتبرت الصحيفة انّ هكذا عمليّة تتطلّب قدرات تقنيّة ومشغّلين ذوي مهارات ،مشيرة الى انّ الحزب لم يفتح حتى اللحظة ابواب ترسانة اسلحته المتطوّرة وليسخر موقع "ميدل ايست اي" البريطاني بدوره، من تبجُّح اسرائيل باغتيال عدد من اعتبرته ضخما من كوادره،" فيما يضمّ الحزب 100 الف مقاتل وجندي احتياط"-بحسب اشارة الموقع.
ابعد من ذلك، تؤكد تقارير بريطانيّة انه اذا كانت "اسرائيل" تشعر بفائض قوّة حيال خرق اجهزة استخباراتها للداخل اللبناني، فإنّ عليها بالمقابل ان تتأكد من خرق مماثل لحزب الله و"وجود عملاء للحزب في الداخل الاسرائيلي" يُضاف الى قوّة الرّصد والمراقبة الدقيقة التي يتّسم بها مقاتلوه.. وإلا، كيف يستطيع قصف مراكز مُستحدثة للجيش "الاسرائيلي" بعد ساعات فقط على استحداثها؟.. كيف يعلم بتوقيت لحظة ذروة تجمّعهم للإنقضاض عليهم بالطائرات الانتحارية والصّواريخ؟ كما فعل بعملية عرب العرامشة؟ والتي تتطلّب معلومات استخباريّة دقيقة؟.." هذا قبل ان يبادر الحزب، الى قصف قاعدة ميرون بعد لحظات من مغادرة وزير الحرب "الاسرائيلي" القاعدة؟!"
هذا قبل الشّروع بمرحلة "حرب المسيّرات" التي اطلقها حزب الله مؤخرا..فإزاء نشوة" "اسرائيل" الدائمة باستباحة طائراتها الحربيّة ومسيّراتها للأجواء اللبنانية، فإنّ مسيّرات الحزب الإنقضاضيّة تستبيح بدورها سماء فلسطين المحتلّة وبكامل حريّتها، لتصبح هذه المسيّرات عقبة مستعصية على انظمة الدفاع"الاسرائيلية".. وردّا على عمليّات التدمير الممنهجة في العديد من البلدات الحدودية اللبنانية وتعمُّد إشعال الحرائق في الكثير من احراجها-التي اعتمدهاجيش الإحتلال طيلة الشهور الفائتة، اضاف الحزب الى اهدافه العسكرية الاسرائيلية" تدمير الكثير من المنازل والمنشآت وإشعال الحرائق خصوصا في مستعمرة كريات شمونة.. حتى بدا المشهد "الاسرائيلي" يوم السبت الماضي لافتا بانكفاء عمليات القصف، وانهماك مقاتلاته في محاولات اعتراض مسيّرات حزب الله!
موقع "زمان" العبري –ونقلا عن مسؤول عسكري "اسرائيلي" كبير بحسب وصفه، اقرّ بخطورة مسيّرات الحزب الإنتحاريّة" التي تطارد ضبّاط وجنود الجيش اينما كانوا، وتُجبرهم على تغيير مواقعهم باستمرار.. ورغم ذلك تقع المفاجأة "بانقضاض المسيّرات سريعا على مواقعهم المُستحدثة"!
ثمّة من المحلّلين والخبراء العسكريين، من لا يستبعد عملا عسكريا مباغتا قد يلجأ اليه نتنياهو في ايّ لحظة تجاه لبنان، لإزاحة الأنظار عن الضربات القاسية والمواجهات الشّرسة التي يسطّرها المقاومون في غزّة- في جباليا تحديدا، والتي ..اعادته الى المربع الأول وأخذته وجيشه الى منزلق اكثر خطورة وتعقيدا.
تؤكّد شخصية صحافية لبنانية مخضرمة، انّ حزب الله -الذي لا يُخرج من حساباته اقدام اصحاب الرؤوس الحامية في تل ابيب، على اي مغامرة تجاه لبنان، خصوصا وسط المفاجآت التي فجّرتها كتائب "القسّام" في وجه قواته اليوم، وحيث يُتوَقّع ان تُظهر الكتائب اوراق جديدة ستكون خارج الحسابات .."الاسرائيلية"-خصوصا اذا اقدم على تنفيذ عملية اجتياح رفح...
الحزبُ حدّد اهدافا عسكرية وحيوية اسرائيلية هامّة "بعيدا جدا عن الحدود" سيتمّ ضربها سريعا ومن دون العودة الى القيادة.. وألمحت الى "تسونامي" عبور ..فوق الارض وتحتها، وملاقاة مقاومين من داخل الجليل هذا على وقع خطوة اميركية مُرتقبة -قد تكون قريبة جدا، تفضي الى ازاحة بنيامين نتنياهو نهائيا عن المشهد السياسي- وفق ما نُقل عن مصدر في موقع "واتسون" السويسري- المعروف بقربه من "اسرائيل"!